“العالم معيدة” .. إلا في إدلب
يتزامن عيد الأضحى هذا العام في سوريا مع عودة أغلب الأراضي السورية لسيطرة الدولة، لينعم المدنيون ببعض من الراحة والاستقرار، بخلاف ما كان يحصل سابقاً مع التنظيمات المتشددة التي كانت تسيطر على بعض من هذه المناطق، ويستثنى من ذلك محافظة إدلب.
بينما ما تزال محافظة إدلب، ريفاً ومدينة، تعيش فلتاناً أمنياً يشمل كل قطاعات الحياة فيها، مع التوتر الأمني الذي تعلو وتهبط وتيرته بين التنظيمات المتشددة، والذي ينعكس كعبوات ناسفة وسيارات مفخخة واغتيالات بالجملة.
وعلى الرغم من الأوضاع المعيشية الصعبة التي يمر بها السوريون، إلا أن مظاهر العيد القديمة ما زالت تظهر في شوارعهم وصورهم ومعايداتهم، وقلما تسمع مواطناً سورياً لا يشتكي من الأسعار العالية والليرة التي تهرب بسرعة، ولكن “مستورة” كما يقول الكل.
هل في إدلب “مستورة” كما بقية الأراضي السورية ؟، ففي أول صباحات العيد نقلت مصادر إعلامية “معارضة” أخباراً كمقتل اثنين من عناصر “هيئة تحرير الشام” في إطلاق نار استهدف أحد حواجزهم بين سلقين وكفرتخاريم، وسقوط ثلاثة جرحى من “جيش الأحرار” بانفجار عبوة ناسفة قرب بلدة تفتناز بإدلب، وغيرها من الأخبار التي أصبحت روتينية ي حياة أهل إدلب، للأسف.
وينسحب وضع إدلب ولو بمستوى أقل إلى الرقة، التي شهدت أكبر نسبة دمار على مدى الحرب السورية، حيث ما زالت مخلفات “داعش” من الألغام تحصد أرواح المدنيين وقوات “الاسايش” الكردية، التي بدورها تقوم بحملات اعتقالات للشبان لسوقهم للخدمة الإجبارية في صفوفها، ولكنها في حال أفضل من حال إدلب بالتأكيد.
والتوترات بين التنظيمات المتشددة في إدلب تلقي بظلالها على كل أيام أهل إدلب، ليس على أيام العيد فقط، ومظاهر التشدد حاضرة في حياة أهل إدلب “بالعيد وبغير العيد” منذ احتلال المدينة من قبل تنظيمات متشددة قادتها سعوديون وصينيون ومصريون وشيشانيون.
و رغم الصور التي تتداولها تنسيقيات المسلحين في إدلب عن مظاهر الفرح في شوارع المحافظة، إلا أن الصور يعرف السوري، والإدلبي بشكل خاص، أنها افراح كاذبة، افراح أجنبية ليست أفراح إدلبية.
تلفزيون الخبر