بين ماهر مرعي وديفيد استوري .. رسائل كرة القدم الإنسانية والأخلاقية
استيقظ عشاق المستديرة في كل أنحاء العالم على خبر وفاة كابتن فريق فيورنتينا الإيطالي ديفيد استوري، حيث وجد في فراشه مفارقاً للحياة إثر جلطة قلبية.
وجاءت وفاة استوري قبل مباراة فريقه في الدوري الإيطالي ضد نادي اودينيزي، وبعد ساعات من خبر وفاته أعلن الاتحاد الإيطالي الحداد الرياضي في إيطاليا.
وتم إيقاف جميع مباريات الدوري الإيطالي، بما فيها ديربي ميلان، احتراماً لروح استوري، وكما أعلنت “الويفا” دقيقة صمت في جميع مباريات دوري أبطال أوروبا لهذا الأسبوع.
ولم يكتفِ نادي فيورنتينا بكل إجراءات العزاء من الاتحاد الإيطالي وأعلن تجديد عقد اللاعب مدى الحياة ومنح راتبه لزوجته ولأولاده.
ولكن “عنا”، ماهر مرعي لاعب نادي الشرطة السوري توفي يوم وفاة استوري إثر حادث سير وقع على طريق اللاذقية دمشق، واتحاد كرتنا “ولا كأنو صاير شي”.
في سوريا كما إيطاليا يوجد اتحاد كرة قدم، ويوجد جمهور عاشق ويوجد لاعبان متوفيان، ما الفرق إذاً، الفرق في الأخلاق في الاحترام، والرياضة الإيطالية في الفترة الحالية تعاني من ضعف مادي كبير وأنديتها ليست في أفضل حالاتها لكن بالنسبة لهم الأخلاق لا تحتاج إلى مال والاحترام غير مرتبط بالأزمات.
وقوف دقيقة صمت يوم الجمعة في الدوري أمر ممكن أن يحدث ولكنه غير كافٍ، حيث لم نشهد أي تحرك سريع من أي جهة إعلامية أو رياضية وجميع التعازي اقتصرت على منشورات في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” ومن أحباء الفقيد وبعض الصفحات الرياضية.
ماهر مرعي قد لا يكون لاعباً مشهوراً في كرة القدم السورية كما يرى البعض، ولكنه لاعب سوري وجنسيته سورية ومنتسب لاتحاد كرة القدم السوري وهذا أمر كافي لتحقيق أبسط رسائل كرة القدم كالإنسانية والأخلاق.
يذكر أن ماهر مرعي ليس أول رياضي سوري يخطفه الموت وهو في عز عطائه، وليس أول رياضي يمر خبر وفاته مرور الكرام، وتطبيق الاحترافية يبدأ باحترام الرياضيين وينتهي بها.
فراس معلا – تلفزيون الخبر