تركيا تخرق السيادة السورية وتهاجم داخل أراضيها
بدأ الجيش التركي عملية عسكرية برية أطلق عليها اسم “درع الفرات” بمساندة المئات من المسلحين التابعين لفصائل متشددة وبغطاء جوي لطائرات “التحالف” الدولي للسيطرة على مدينة جرابلس الواقعة تحت سيطرة “داعش” بريف حلب.
وذكرت وكالة أنباء “الاناضول” التركية أن “الحملة العسكرية التي بدأت تهدف إلى تطهير الحدود من المنظمات الإرهابية، والمساهمة في زيادة أمن الحدود، وفي ذات الوقت إيلاء الأولوية لوحدة الأراضي السورية ودعمها”.
وذكرت مصادر عسكرية تركية أنها أصابت 19هدفا بشكل دقيق، بين عدد من الأهداف كان من المخطط ضربها من قبل القوات الجوية التركية، في إطار العملية العسكرية شمالي سوريا.
وأمرت السلطات التركية بترحيل سكان بلدة قارقامش التركية الواقعة قبالة جرابلس بعد تعرضها لقذائف أطلقها تنظيم “داعش” من سوريا.وتم إخطار السكان بضرورة مغادرة البلدة بمكبرات الصوت، وأرسلت حافلات لنقل من ليس لهم سيارات.
وتدعم طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على التنظيم في سوريا والعراق، القوات التركية، حيث أعلنت الولايات المتحدة أنها ستوفر غطاء جويا للقوات التركية.
وذكرت مصادر عسكرية ان الهدف التركي من العملية العسكرية للسيطرة على “جرابلس” تأتي في إطار منع “قوات سوريا الديمقراطية- ذات الغالبية الكردية” الوصول إليها،وتمهيدا لطردها من مدينة منبج التي سيطرت عليها الأخيرة مؤخرا بعد طرد “داعش” منها.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن العملية العسكرية التي انطلقت في الساعة الرابعة صباح يوم الأربعاء تستهدف إزالة المخاطر الناجمة عن تنظيم “داعش” والميليشيات التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي لأكراد سوريا. كما أكد أردوغان الدعم العسكري التركي لمن وصفهم بمقاتلي “المعارضة المعتدلة” في عملية ” تحرير ” مدينة جرابلس الحدودية من أيدي “داعش”.
وبدأت العملية العسكرية التركية على مواقع “داعش” في جرابلس فجر الأربعاء بقصف مدفعي وجوي مكثف، إذ شاركت مقاتلات أمريكية في توجيه الغارات الجوية بجانب الطائرات الحربية التركية. ووجهت القوات التركية، تمهيدا للتوغل البري، بعشرات الغارات داخل الأراضي السورية.
وبعد أن بلغت عمليات القصف ذروتها، دخلت وحدات من القوات الخاصة إلى محيط جرابلس السورية، لتفتح ممرا آمنا للقوة الأساسية التي تدعمها مدرعات وطائرات حربية.وأوضحت قناة “خبر تورك” أن ما بين 10 و15 دبابة دخلت الأراضي السورية واتجهت نحو مدينة جرابلس، بعد غارات مكثفة شنتها طائرات حربية تركية على المنطقة الحدودية.
ومن جهتها،أدانت الخارجية السورية الاعتداء التركي على السيادة السورية دون التنسيق معها في العملية العسكرية التي قالت “أنقرة أنها في إطار محاربة الارهاب.
وقالت في بيانها”إن الجمهورية العربية السورية إذ تؤكد أن محاربة الارهاب على الأراضي السورية من أي طرف كان يجب أن تتم من خلال التنسيق مع الحكومة السورية والجيش العربي السوري الذي يخوض هذه المعارك منذ أكثر من خمس سنوات،وتدين في الوقت نفسه هذا الخرق السافر لسيادتها وتؤكد أن محاربة الارهاب ليست في طرد “داعش” وإحلال تنظيمات إرهابية أخرى مكانه مدعومة مباشرة من تركيا.
وأضافت الخارجية”إن ما يجري في جرابلس الآن ليس محاربة للإرهاب كما تزعم تركيا بل هو إحلال لإرهاب آخر مكانه وفي هذا الصدد تطالب سورية بانهاء هذا العدوان وتدعو الامم المتحدة لتنفيذ قراراتها المتعلقة بشكل خاص واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها كما تطالب بضرورة احترام الجانب التركي والتحالف الأميركي للقرارات الدولية وخاصة ما يتعلق منها بإغلاق الحدود وتجفيف منابع الإرهاب”.