كل شيء عن واقع حلب المروري “المنتفض“ على “اكتئاب الحرب“
مر عام كامل على تحرير مدينة حلب بشكل كامل من المسلحين المتشددين، لتبدأ شوارع المدينة بالتعافي، ويشهد الواقع المروري منذ أشهر تحسن ملموس، بدأ مع إعادة تأهيل وتشغيل معظم الإشارات المرورية في شوارع المدينة، وانتشار أفضل لعناصر الشرطة، مع تنظيم لحركة مرور السيارات وفتح العديد من الشوارع التي كانت مغلقة خلال الحرب.
وبتوجيهات وزير الداخلية اللواء محمد الشعار، وتعليمات قائد شرطة حلب اللواء عصام الشلي، وإشرافه المباشر، قام فرع مرور حلب بحملة واسعة من أجل تنظيم الحركة المرورية في المدينة وتطبيق قانون السير كما كان سابقاً.
وهدفت الحملة لإعادة الحركة المرورية في الكثير من الشوارع التي كانت مغلقة أو غير منظمة، حتى في المناطق الواقعة بالجهة الشرقية من المدينة والتي تعاني من دمار كبير.
وتمثل التحسن الواضح في شوارع مدينة حلب بالدرجة الأولى بإشارات المرور التي عادت معظمها للعمل، وتواجد عناصر الشرطة بشكل أكثر، علماً أن بعض تلك الإشارات كانت متوقفة خلال الحرب، والبعض الآخر لم يتوقف وتم تشغيلها بواسطة الطاقة الشمسية.
ولقيت حملة فرع مرور حلب ردود أفعال من كلا الطرفين المؤيد والمعارض للحملة، ففي الوقت الذي وصف بعض الأهالي الحملة فيه “بالتشدد المفاجئ”، رآه آخرون أنه “لازم وضروري وواجب”.
وحول ذلك كان لرئيس فرع مرور حلب العميد جهاد السعدي رده الخاص حول الآراء بالقول إن “مدينة حلب خرجت من الحرب منذ عام كامل، وتنظيم الواقع المروري ضروري بعد سنوات الحرب الطويلة، وله دور هام في إعادة ألق المدينة حضارياً وجمالياً وأمنياً”.
وأضاف “بالنتيجة هدف القانون واضح، هو ليس استعجالاً كما يصفه البعض، هو واجب بتحقيق القانون وحماية الأرواح وتنظيم حركة سير المدينة تنظيمياً ومنعاً للمخالفات والتجاوزات”.
وكشف العميد السعدي خلال لقاء مطول لتلفزيون الخبر أن “فرع المرور يدرس حالياً حملة إعلامية توعوية واسعة سيقوم بها بالتعاون مع كافة الأطراف الحكومية والإعلامية، من أجل نشر الوعي المروري والتذكير بقانون السير، وتحقيق قاعدة أن القيادة فن وذوق وأخلاق”.
وبين السعدي أن “الحملة ستتضمن ندوات للسائقين ومنشورات تثقيفية”، مشيراً إلى أن “المرور حالة متكاملة تتطلب تظافر الجهود الأهلية والحكومية بدءاً من البيت للمدرسة للنقابة للوزارة، من أجل تحقيق الهدف من تطبيق قانون السير الذي وضع أساساً للحفاظ على أرواح الناس وممتلكاتهم”.
وأردف السعدي أن “تنظيم المرور ضرورة لإعادة مظهر الدولة والأمن والأمان، وهذا التنظيم له دور حتى في إعادة الأهالي لمنازلهم مع عودة حركة السير”.
وشدد السعدي على “ضرورة تفعيل ثقافة الشكوى لدى المواطنين وعدم الخوف من تقديم الشكاوى لفرع المرور في مايخص أي مخالفة أو تجواز أو حتى تعدي على الآخرين من بعض الأشخاص المسيئين، وفرع المرور جاهز على مدار الساعة لاستقبال تلك الشكاوى على الرقم 115”.
وعن عمل التكاسي وعدم تقيدهم بسعر العداد، أكد العميد على أن “سائقي التكاسي يجب أن يلتزموا بتشغيل عدداتهم، وتلك العدادت بغالبيتها جاهزة ومعدلة، وهناك توجيهات من قبل المحافظ من أجل تشكيل لجنة للدراسة والتأكد من تناسب العداد مع التكلفة”.
وأشار السعدي إلى أن “معظم أهالي حلب لا يعلمون أن عدادات التكاسي معدلة، ويجب على السائق الالتزام بها، وبالنتيجة لا زالت ظاهرة “التوصيلة المقطوعة” موجودة، علماً أن أي سائق لا يشغِّل عداده يُخَالَف، وبالنتيجة عدم الملتزم يخالف أيضاً، لكن لا أحد يشتكي”.
وكرر العميد دعوته للمواطنين من أجل “المشاركة ومساعدة فرع المرور على تطبيق القانون عبر تقديمهم الشكاوى حول مخالفات عدم التقيد بالعداد، وغيرها من المخالفات”.
ولفت السعدي إلى أن “وزير الداخلية يقوم باجتماعات دورية مع ضباط وعناصر المرور في سبيل تحقيق هدف النهوض بالواقع المروري، فالمخالفة ليست غاية بقدر ما هي تحقيق للالتزام الطوعي بقانون السير وقواعد وآداب المرور”.
وأنهى العميد السعدي حديثه قائلاً “الخروج من ثوب الحرب يحتاج إلى تضافر جهود الجميع، وكسر حاجز الخوف من الشكوى ضد أي مسيء، مهما كانت الجهة أو الواسطة التي يتبع لها، وبهذا نساهم في إعادة الألق لحلب ثانياً”.
ونتج عن حملة فرع مرور حلب التي تمت بالتعاون مع مديرية هندسة النقل والمرور بمجلس محافظة حلب منذ حوالي الشهر، حتى الآن تركيب 367 شاخصة مرورية و310 فانوس إشارة ضوئية، مع إعادة تأهيل 93 فانوس آخر”.
بالإضافة لفتح أكثر من عشرة طرق أساسية، وعدة طرق فرعية منها، ما أغلقت خلال الحرب، وحجز 53 سيارة صدر بحقها إذاعات بحث، و11 سيارة أخرى صدر بحقها حجز تنفيذي، عدا عن تنظيم 2844 ضبطاً مرورياً، و1072 ضبط تشويه لوحات، بالإضافة لعدة إنجازات أخرى.
وفا أميري – تلفزيون الخبر