محليات

عن عمر 86 عاماً..”معبودة الجماهير” تُوَدِّع “سيد الحبايب”

الأم..الحبيبة ..الصديقة والزوجة و التي أبدعت في تلك الأدوار وأكثر، ترحل عن عالمنا تاركة أثراً في تاريخ السينما المصرية والفن العربي على حد سواء، تفارقنا اليوم الفنانة شادية بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 86 عاماً.

حيث نقلت وسائل إعلام عربية ومصرية خبر وفاتها عن مصادر مقربة من عائلتها مساء الثلاثاء 28 تشرين الثاني، الفنانة شادية التي يعتبرها الكثير من النقاد أهم فنانة شاملة في تاريخ السينما المصرية.

“دلوعة السينما” كما لقبتها الأوساط الفنية ولدت في 8 شباط عام 1931 في منطقة الحلمية الجديدة في حي عابدين، واسمها الحقيقي فاطمة أحمد شاكر، وهناك آراء تقول إن المنتج والمخرج حلمي رفلة هو من اختار لها اسم شادية ليكون لها اسماً فنياً لها وذلك بعدما قدمت معه فيلم “العقل في إجازة”.

وهنالك من يقول إن الممثل يوسف وهبي هو من أطلق عليها اسمها عندما رآها وكان يصور في ذلك الوقت فيلمه “شادية الوادي”، وهنالك قول يرجح أن الفنان عبد الوارث عسر هو من أسماها شادية لأنه عندما سمع صوتها لأول مره قال: “انها شادية الكلمات”.

و قدمت خلال فترة ما يقارب أربعين عاماً حوالي 112 فيلماً وعشر مسلسلات إذاعية ومسرحية واحدة، وتعد من أبرز نجمات السينما المصرية وأكثرهن تمثيلاً في الأفلام العربية، فضلاً عن قاعدة عريضة بين الجمهور العربي.

كانت أهم فرصها الفنية في البدايات كما تقول في فيلم “المرأة المجهولة” لمحمود ذو الفقار بعام 1959 وهو من الأدوار التي أثبتت قدرتها العالية على تجسيد كافة الأدوار حينها كانت تبلغ 25 عاماً.

بينما أخرجت طاقاتها الكوميدية في فيلم “مراتي مدير عام بعام” 1966 و “كرامة زوجتي” بعام 1967 وفي فيلم “عفريت مراتي” بعام 1968 وقدمت أيضاً فيلم “أغلى من حياتي” في عام 1965.

وتوالت روائعها التي حفرت تاريخاً لها وللسينما المصرية أيضاً من خلال روايات الكاتب نجيب محفوظ بفيلم “اللص والكلاب” و “زقاق المدق” و فيلم “نحن لا نزرع الشوك” عام 1970 وتتابعت أعمالها في السبعينات والثمانينات من القرن العشرين.

إلى أن ختمت مسيرتها الفنية في فيلم “لا تسألني من أنا”عام 1984، و قال عنها الأديب نجيب محفوظ قبل أن تصبح بطلة مجموعة من افلامه: “شادية هي فتاة الاحلام لأي شاب وهي نموذج للنجمه الدلوعة وخفيفة الظل وليست قريبة من بطلات أو شخصيات رواياتي” .

و ل”ريا وسكينة” حكاية أخرى، حيث وقفت لأول مرة على خشبة المسرح لتقدمها مع سهير البابلي وعبد المنعم مدبولي وحسين كمال وبهجت قمر لمدة ثلاث سنوات في مصر والدول العربية.

هذه المسرحية هي التجربة الأولى والأخيرة في تاريخ المشوار الفني في حياتها على خشبة المسرح وليس ذلك هو السبب الوحيد لأهمية المسرحية في مشوار حياتها الفنية بل لأنها أدت هذه المسرحية بإبداع و بلون كوميدي.

وفي عامها الخمسين اعتزلت العمل، ومن مقولتها الشهيرة عندما قررت الاعتزال وارتدت الحجاب وتبريرها وتبريرها كان “لأننى في عز مجدي أفكر في الاعتزال لا أريد أن أنتظر حتى تهجرني الأضواء بعد أن تنحسر عنى رويداً رويداً…لا أحب أن أقوم بدور الأمهات العجائز في الأفلام في المستقبل بعد أن تعود الناس أن يروني في دور البطلة الشابة”.

“لا أحب أن يرى الناس التجاعيد في وجهي ويقارنون بين صورة الشابة التي عرفوها والعجوز التي سوف يشاهدونها، أريد أن يظل الناس محتفظين بأجمل صورة لي عندهم ولهذا فلن أنتظر حتى تعتزلني الأضواء وإنما سوف أهجرها في الوقت المناسب”.

و كرست حياتها بعد الاعتزال لرعاية الأطفال الأيتام خاصة، لا سيّما وأنّها لم تُرزق بأطفال وكانت تتوقُ أن تكون أماً وأن تسمع كلمة “ماما” من طفلها.

روان السيد – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى