الألغام ..”هدايا داعش” القاتلة تفتك بالمدنيين في المناطق التي ترثها الميليشيات
تتسابق التنظيمات المتشددة ذات الطابع الإسلامي أو الكردية منها إلى السيطرة على أراضٍ ينسحب منها “داعش”، تارة بعد معارك وتارات أخرى ينسحب منها انسحابات “حُبية”، ويتركها لهذه التنظيمات، التي تسيطر عليها، وتتركها وسط إهمال واستهتار بأرواح الناس، نظراً لسلاح “داعش” الذي يتركه وراءه.
وتعتبر الألغام التي زرعها ويخلفها “داعش” وراءه في كل منطقة يخرج منها، السلاح الأكثر فتكاً بالمواطنين الذين يعودون إلي بيوتهم، معتقدين أنها تحررت من “داعش”، ناسيين أن من يسيطر عليها يتركها دون تنظيف من مخلفات “داعش”، التي تحصد الأرواح.
وشهد يوما الجمعة والخميس وقوع عدة ضحايا جراء هذه الألغام في عدة مناطق، منها سقوط شاب نتيجة انفجار لغم أرضي من مخلفات تنظيم “داعش” في مدرسة الحسن الصالح في مدينة الشحيل في دير الزور، التي تسيطر عليها “وحدات الحماية الكردية”.
كما ذكر ناشطون في الرقة خبر سقوط ثلاثة مدنيين ضحايا، أثناء تفقدهم لمنازلهم، بانفجار عدة ألغام من مخلفات تنظيم “داعش” في مدينة الرقة في حي القوتلي، وعند دوار الساعة في المدينة، وبالقرب من الجامع الكبير، وكلها مناطق خاضعة لسيطرة “وحدات الحماية الكردية”.
وتكررت هذه الحالة عدة مرات في المدينة، حيث انفجرت ألغام “داعش” المتروكة بالناس الذين قدموا للرقة لتفقد بيوتهم بعد سيطرة “الوحدات الكردية” عليها.
وسبق ذلك عدة حالات، في عدة مناطق خاضعة لسيطرة الوحدات الكردية، كما في بلدة مركدة جنوب الحسكة التي سيطرت عليها القوات الكردية في وقت سابق من هذا الشهر، حيث قضى مدني بانفجار لغم في البلدة، وقضى آخر بانفجار لغم أيضاً في قرية جناة التابعة للبلدة، وقبلها لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم بانفجار لغم في سيارة تقلهم في البلدة.
وفي مدينة الباب التي يسيطر عليها جيش الاحتلال التركي، بمساعدة تنظيمات متشددة يدعمها ويمولها، لقي ثلاثة أطفال مصرعهم بانفجار لغم من مخلفات التنظيم قرب جامع العظم، منتصف هذا الشهر، علماً أن التنظيم كان انسحب من الباب منذ شهور.
ووفقاً لإحصائية صادرة عن منظمة “إسعاف بلا حدود”، بلغ عدد ضحايا الألغام في مدينة الباب بعد خروج التنظيم منها وحتى نيسان الماضي، 77 مدنياً بينهم ست نساء وثمانية أطفال.
إلى جانب أكثر من 100 جريح، وأكثر من 200 ألف شخص معرضين للإصابات جراء الألغام المتبقية في أراضي المدينة، في ظل إهمال واستهتار من جانب التنظيمات المتشددة المسيطرة على المدينة.
يذكر أن مناطق عدة، خصوصاً في دير الزور و الرقة، ترك “داعش” فيها العديد من الألغام المهيئة للانفجار، إلا أن من يسيطر حالياً على هذه المناطق لم يكلف نفسه عناء إزالة هذه الألغام، فتركها تنفجر بالأهالي.
تلفزيون الخبر