محليات

بعدما استنزفت سوريا “أياديها الماهرة” .. مشروع طموح لتوطين وتدريب الحرفيين

قال رئيس المكتب الاقتصادي إيليا زيدان لتلفزيون الخبر إن “الاتحاد يعمل على إتمام مشروع ” الحاضنة” لتوطين وتدريب حرفيين جدد”.

وأضاف زيدان أنهم “حصلوا من وزارة الصناعة على “معمل الزجاج” المتوقف عن العمل منذ عشرين عاماً في منطقة دمر”.

والمكان الجديد الذي سيخصص للحرفيين لا تقل مساحته عن خمسة ألاف متر مربع، ويعتقد زيدان أنها تكفي لنحو خمسين مهنة.

وأشار زيدان إلى أن “الأولوية في هذا المشروع هي للمهن التراثية وذلك بقصد الحفاظ عليها وحمايتها من الاندثار ” كالموزاييك، والبروكار، والزجاج الفينيقي.. وغيرها من الحرف التي ميزت الحرفي السوري عبر عقود من الزمن”.

وبحسب زيدان فإنه “ستيم تخصيص مساحات لمهن أخرى كالحدادة والنجارة وتصليح السيارات”.

وأكد أن “هذا المشروع سيتم تعميمه بعد تجريبه في دمشق على باقي المحافظات، فيما إذا تبين أنه يحقق الجدوى منه “ونحن متأكدون من نجاحه”، وأن المشروع سيكون منجزاً خلال مدة أقصاها خمسة أشهر حيث يتم خلالها إنجاز كافة أعمال الترميم والتجهيز للمقر الجديد”.

وأضاف زيدان أن “أهمية التدريب في المشروع لا تقل عن أهمية التوطين، لأنه إذا كان التوطين سيساهم في إعادة أصحاب الحرف من الخارج مع توفير الشروط المناسبة، فإن التدريب أصبح ضرورة وحاجة ملحة بسبب النقص الكبير في الخبرات الحرفية”.

وتكمن أهمية المشروع أيضاً بسبب هجرة أعداد كبيرة من الحرفيين إلى خارج البلد، ولأن مشروع التدريب سيؤمن فرص عمل للكثير من أبناء الشهداء، أو المصابين في الحرب كي يتمكنوا من تأمين أعمال تتناسب مع أوضاعهم الجديدة بعد الإصابة .

ويعتقد المسؤول في اتحاد الحرفيين أن “أعداد كبيرة من الحرفيين ترغب في العودة إلى سوريا حالما يتاح لها ذلك، لأن الغالبية تجد صعوبات كبيرة في التلاؤم، أو إتقان لغة البلد المضيف، وأن الغالبية لم يهاجروا رغبة منهم في الهجرة أو طمعاً بكسب المال، وإنما دفعه الإرهاب الذي وقع عليه إلى مغادرة بلده بحثاً عن الأمان ولقمة العيش”.

وأكد زيدان أن “عدد الحرفيين الذين عادوا إلى المنطقة الصناعية في حمص يفوق 60%، وفي الراموسة بحلب يفوق 90% بعد تحريرها”.

ويرى أنه “من الصعب تحديد عدد الحرفيين الذين غادروا سوريا، لكن الكثير من المحافظات الآمنة بقي أغلب حرفييها في البلد كما في محافظة اللاذقية وطرطوس وحماة والسويداء، بينما محافظات أخرى كالرقة ودير الزور ينتظر من غادرها العودة حالما تسمح له الظروف”.

يذكر أن عدد الحرفيين في سوريا بلغ قبل الحرب نحو 740 ألف حرفي، منهم 140 ألف حرفي منتسب إلى نقابة الحرفيين، أما ال600 ألف حرفي الباقين فكانوا خارج النقابة .

ومن ضمن المسجلين كان 22 ألف حرفي في اتحاد حرفيي دمشق، بينما انخفض العدد في عام 2014 مثلاً إلى ما لا يزيد عن 200 حرفي فقط.

يسرى ديب – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى