محليات

حي الشيخ مقصود “المحتكر” في حلب.. ما بعد التحرير

يتميز حي الشيخ مقصود في مدينة حلب بوضع “خاص” وقصة أخرى مختلفة عن كافة الأحياء الواقعة في الجهة الشرقية من مدينة حلب والتي عاد إليها الآلاف من العوائل الحلبية بعد تحرير المدينة من قبل الجيش العربي السوري.

وبدأت مباشرةً بعد تحرير مدينة حلب بشكل كامل عودة المئات من العائلات إلى منازلهم المتضررة وغير المتضررة، ويزداد أعداد العائدين يومياً، مع بدء تأهيل تلك الأحياء وتخديمها، ولو بشكل ضئيل، ليبقى حي الشيخ مقصود حكراً على فئة معينة.

وبحسب ما أظهرته بعض الصور التي وصلت لتلفزيون الخبر عن حي الشيخ مقصود، فيظهر الحي بشكل مختلف لم يعتد أي شخص من مدينة حلب على رؤيته هكذا، عبر انتشار الأعلام الملونة بشكل كبير والصور الضخمة للقواد الأكراد.

ولا أحد من أهالي حلب يعتبر أن هذه الصور مسيئة أو أنها غير مرغوبة، فمدينة حلب يعرف عنها تنوع سكان أحيائها الذين عاشوا سوياً لقرون.

إلا أن ما أثار حفيظة الأهالي هو تعمد قوات “الأسايش” المتواجدة في الحي والمسيطرة عليه بشكل كامل، منع عودة الأهالي لمنازلهم ما لم يكونوا من فئة معينة .

وخلقت قوات “الأسايش” بهذه الممارسات وضعاً متوتراً وتقسيماً واضحاً لعزل حي الشيخ مقصود عن كامل أحياء المدينة.

وكثرت الشكاوى التي وردت لتلفزيون الخبر من قبل الأهالي حول منعهم من دخول الحي لا للزيارة ولا حتى للعودة لمنازلهم في حال لم يكونوا أكراد، كما علت أصوات المطالبات للتحدث عن الموضوع والقيام بالإجراءات اللازمة من قبل المسؤولين لإيقاف ممارسات “الأسايش” والتي لا تعتبر الأولى من نوعها.

وكشفت الشكاوى أن “حاجز قوات “الأسايش” يمنع أي شخص ليس كردي من دخول الحي والعودة لمنزله، على الرغم من إحضار الوثائق التي تثبت ملكية الشخص للبيت”.

وبينت الشكاوى أنه “حتى الدخول للحي مروراً أو زيارةً ممنوع، وفي حال لديك شخص داخل الحي يجب عليه أن يأتي لأخذك من الحاجز ووضع هويتك هناك مع تحقيق كامل حول زبارتك وسببها ونتيجتها، وكأنك تدخل إلى دولة غير سوريا”.

وأوضح المشتكون أن “المنازل التي يملكونها لا يعلمون عنها شيئاً، سوى من جيرانهم الأكراد الذين يطمئنوهم عليها”، مشيرين إلى أنهم “يضطرون للعيش بالآجار وتسمية أنفسهم نازحين، رغم وجود بيوتهم السليمة، إلا أنهم ممنوعون عنها”.

وفي الآونة الأخيرة، ازدادت تلك الممارسات لحد منع الأكراد حتى من دخول الحي في حال ليس لديهم عمل معين، ووجهت العديد من النصائح لتلفزيون الخبر حول عدم محاولة دخول الحي.

وعلى الرغم من ذلك، حاول تلفزيون الخبر التأكد من حقيقة الوضع داخل حي الشيخ مقصود، بمساعدة أحد الأصدقاء الأكراد، الذي وافق على الدخول إلى الحي للتأكد من الوضع بصفته مواطن كردي يحق له الدخول.

وكانت المفاجأة بمنعه هو الآخر من الدخول، وفتح تحقيق معه حول سبب رغبته بالدخول، وعند إخبار الحاجز أنه مواطن سوري كردي يرغب في القيام بجولة للبحث عن محل لاستئجاره ومنزل للعيش فيه، قوبل بالرفض والمنع.

ووصف المصدر ما حصل معه لتلفزيون الخبر بالقول “السفر لأربيل أسهل من الدخلة عالشيخ مقصود”، مكملاً أن “قوات الأسايش اشترطت عليه قدوم أحد الأشخاص من داخل الحي لإدخاله وإعطائهم كافة التفاصيل حول زيارته، ووجود كفيل له للسكن داخل الحي”، ليضطر في النهاية للعودة دون التمكن من الدخول.

وتواصل تلفزيون الخبر مع بعض الأهالي القاطنين داخل الحي الذين أكدوا جميعهم على “رفض ممارسات قوات “الأسايش” بحق الأهالي والمواطنين الذين يتم منعهم من دخول الحي”، مضيفين أن “الوضع ليس جيداً حتى داخل الحي ومدان من قبل معظم الأهالي هناك”.

وإن تحدثنا عن منع عودة الأهالي لمنازلهم، فإن ممارسات “الأسايش” مخالفة قانونياً لحق صاحب أي منزل الدخول لمنزله والعيش فيه، وحرية أي مواطن سوري في العيش بأي منطقة داخل الأراضي السورية.

يذكر أن هذه الممارسات لقوات “الأسايش” ليست الأولى من نوعها، فمنذ حوالي الشهر عمدت “وحدات الحماية الكردية” لمنع أي سيارة أو شاحنة أو باص يحمل لوحات الدولة السورية من دخول مدينة عفرين، مشترطةً وضع الشاحنات للوحات “عفرينية” تمثل مدينة عفرين، علماً أن تلك اللوحات غير معترف بها رسمياً.

وسبب القرار حينها ضجة كبيرة بين أهالي حلب والتجار، كونه غير منطقي وأقرب لتقسيم المناطق الواحدة، الأمر الذي أجبر القيادة السورية على إعلان طريق حلب – عفرين مغلق نتيجة تلك الممارسات، لتتراجع بعدها “الوحدات” عن قرارها ويتم فتح الطريق مجدداً.

وفا أميري – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى