للسوريين في معرض دمشق الدولي ذكريات..وآمالٌ مرتقبة بتجديدها
هَذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ…إنّي أُحبُّ وبعضُ الحُبَّ ذبّاحُ..دمشق..ومن لا يحبك يا دمشق فلكل مقيم فيها عشق وهُيام اسمه دمشق ولكل عابر لها ذكرى دمشقية تأبى ذاكرته نسيانها مهما طال الغياب.
وهاهي دمشق، وهاهم الدمشقيون، والسوريون على موعدٍ مرتقب لاستقبال معرضها الدولي، ذلك المعرض الذي يحمل عنواناً لآلاف القصص والأحداث والذكريات التي رافقتهم منذ انطلاقته الأولى.
وبعد خمس سنوات على الغياب يدق المعرض أجراس عودته، مشكلاً حالة من الانتظار لدى السوريين، واستعدت دمشق لافتتاح المعرض، من خلال الورش التي أقيمت فيها لإعادة تأهيل وإنارة بعض الطرق، إضافة إلى ترميم السيف الدمشقي الذي يعد أيقونة للمعرض.
فالسوريون اليوم وهم الأقوى بعد ما عصف بهم، لم تستطع حربٌ ضروسٌ من إلغاء حبهم للحياة وشغفهم بها..والسوريون اليوم يستذكرون أيام معرض دمشق متمنتين أن تعود دمشق وكل سوريا لسابق عهدها.
وفي استطلاعٍ أجراه تلفزيون الخبر لآراء الشارع الدمشقي كانت كافة الأصوات تؤكد ارتقاب معرض دمشق الدولي، بشكل أكبر من ذي قبل لأنه يحمل بين طياته علامة نصر على الحرب، وفق ما أكدت غادة المهندسة المدنية ذات الأربعين عاماً.
وفي أحد أزقة دمشق القديمة، وتحت ياسمينة يفوح عبقها ليملأ المكان وبينما كان رجلٌ مُسن ماكثاً يتأمل المارة، بنظرة ربما كان فيها يسترجع أيام شبابه، استوقفه تلفزيون الخبر ليسأله ماذا يعني لك معرض دمشق الدولي؟..ليجيبه: “المعرض يعني أيام البساطة وراحة البال ولمّة العيلة والأصدقاء و”الغربتلية”.
وقالت رانيا التي كانت تمسك يد أطفالها مسرعة وعلى عجلة من أمرها “المعرض هو فيروز ونهر بردى، ويذكّرني بأيام التسعينيات عندما كان موسمه حجتنا اليومية للخروج من المنزل، في الوقت الذي كان التلفاز هو المُسلي الوحيد”.
وأكدت أنها “تأمل أن تكون عودة المعرض فسحة أمل ليعود كل شيء جميل في سوريا، وأن الحرب لم تفسد من في أصوله بذور الخير والأصالة”.
واعتبر آخرون أن موقع المعرض بعد أن انتقل إلى مدينة المعارض الجديدة على أطراف دمشق بينما كان في قلب العاصمة قد يؤثر على الزيارات نظراً لبعد موقعه، مفضليين لو أنه بقي في مكانه القديم بمحاذاة نهر بدرى.
بينما عملت المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية بالتعاون مع محافظة دمشق على تأمين ثمانية مراكز أساسية لانطلاق باصات النقل من مدينة دمشق إلى مدينة المعارض الجديدة على طريق مطار دمشق الدولي، وفق ما أكدت وكالة الأنباء “سانا”
ويشتاق السوريون للحياة التي افتقدوا شيئاً منها في سنوات الحرب، ويأمل السوريون أن يكون المعرض بادرة لإعادة الأمجاد التي كان صوت السيدة فيروز صادحاً بها في أروقة المعرض حين قالت “شام يا ذا المجد لم يغبِ”.
و تنطلق الدورة التاسعة والخمسين من معرض دمشق الدولي في السابع عشر من آب الجاري وتستمر حتى السادس والعشرين منه، وبمشاركات كبيرة عربية ودولية، وبفعالياتٍ متنوعة.