محليات

عائلة أرمنية فارّة من تنظيم “داعش” في الرقة تروي قصتها

تمكنت عائلة أرمنية في الرقة من الفرار من تنظيم “داعش” سيراً على الأقدام بعد ثلاث سنوات كانوا مضطرين فيها دوماً لدفع الجزية للتنظيم، حيث خير “الدواعش” المسيحيين في مناطق سيطرته بين اعتناق الإسلام أو دفع الجزية او الرحيل، تحت طائلة القتل.

وقالت سيدة من العائلة تدعى “سوسن كارابيديان”، بحسب وكالة “فرانس برس”، أنها وأفراد عائلتها “لم يذهبوا إلى كنيسة للصلاة منذ ثلاث سنوات، و كي يتمكنوا من البقاء في مدينة الرقة، اضطروا لدفع الجزية إلى تنظيم “داعش”، و مع اشتداد المعارك، تركوا كل شيء خلفهم وفروا”.

ووصلت سوسن (45 عاماً) وستة من أقاربها الى ضاحية جزرة غرب مدينة الرقة في شاحنة صغيرة تابعة للمجلس العسكري السرياني، بعد ساعات من فرارهم فجراً سيراً على الأقدام من حي تل ابيض الذي ما زال تحت سيطرة المسلحين.

وتحدثت السيدة: “لم أكن أرغب بالخروج، لكن المنطقة حولنا تعرضت للكثير من القصف”، مضيفةً: “عشنا أصعب اللحظات في الأيام الثلاثة الأخيرة بسبب القصف العنيف، خفت على زوجي وعائلتي”.

ولم تتمكن السيد من أخذ أي شيء معها باستثناء قفص حملته على طول الطريق وبداخله طيرا ببغاء أسمتهما “عاشق” و”معشوق”، قائلةً “حرام أن أترك هذين الطيرين في الرقة، تركت كل شيء الا هما”.

وتعد سوسن وأقرباؤها من العائلات المسيحية النادرة التي بقيت في المدينة بعد سيطرة المتشددين عليها.

وجلست إلى جانب سوسن، قريبتها أليكسي (50 عاماً) متحسرةً على تعب العمر وكل ما تركته خلفها، قائلةً بدورها: “الجميع خرجوا من الرقة وكل أغراضنا بقيت خلفنا، شعوري مؤلم حاولنا أن نبقى لكننا لم نعد نتحمل”.

وأضافت: “في الفترة الأخيرة من الصواريخ، لم تبق نافذة إلا وانكسرت، وكنا نأخذ صينية الطعام إلى الدرج، و أشعر أن رأسي سينفجر من شدة سماع دوي القصف الذي تعرض له الحي حيث كنا نقيم”.

ولا تقتصر معاناة أليكسي على ما عاشته في الأيام الأخيرة، بل تمتد إلى الخوف الذي لازمهم طيلة السنوات الاخيرة، من خلال حرق التنظيم للكنيسة و لكتب الصلوات والإنجيل وتمثالي مريم العذراء والمسيح”.

وأردفت أليكسي: “كنا نحتفل بالأعياد بشكل سري، ونبقى طيلة الوقت في المنزل خائفين، كنا نشعل بعض البخور لنشعر بأجواء الأعياد”.

وأقدم عناصر في تنظيم “داعش” في ايلول 2013 على إنزال الصلبان عن كنيستي الشهداء الأرمنية وسيدة البشارة الكاثوليكية في الرقة، وأحرقوا محتوياتهما وألحقوا بهما اضراراً كبيرة.

وتشهد مدينة الرقة التي تعد معقل “داعش” في سوريا معارك مستمرة منذ شهرين، إثر هجوم بدأته “قوات سوريا الديموقراطية” ذات الغالبية الكردية، وتمكنت بموجبه من طرد المسلحين من أكثر من نصف مساحة المدينة تحت وابل من الغارات التي ينفذها ما يسمى “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى