“جبهة النصرة” تنقسم بين الجولاني والمحسيني .. والاقتتال مستمر في إدلب
وتنقسم “جبهة النصرة”، أو “هيئة تحرير الشام” بمسماها الجديد، فيما يخص الاقتتال الأخير مع حركة “أحرار الشام الإسلامية”، وذلك بعد تصريحات متضاربة لقادة من المستوى الأول فيها.
وقال الداعية السعودية المتشدد وعضو الهيئة الشرعية في “جبهة النصرة”، عبد الله المحيسني إنه “لم يصدر فتوى تجيز قتال الحركة، وأنه لا يبيح للشباب المسلم هذا القتال بل يحرّمه، في وقتٍ شهدت المحافظة اقتتالاً واسعاً في أبرز مفاصلها الحيوية”.
ونقل المحيسني، في وقت متأخر من مساء الأربعاء 19 تموز، عن رئيس مجلس الفتوى في “النصرة” المدعو أبو الحارث المصري، تأكيدًا بأنه “لم يصدر فتوى القتال”.
لكنّ مسؤول العلاقات الإعلامية في “الجبهة”، المدعو عماد الدين مجاهد، ردّ مهاجما عبر حسابه في “تلغرام” قائلا “للهيئة صفحاتها الرسمية التي تنشر مواقف قيادتها ومجلس شوراها”.
وقال مجاهد لصحيفة “معارضة أن “حركة “أحرار الشام” هي من أعلنت الحرب”، مضيفاً “وكل ما يتم نشره عبر الصفحات الشخصية المنتمية للهيئة لا يمثل إلا رأي أصحابها وتوجهاتهم”.
ونقلت الصحيفة “المعارضة” أن “جبهة النصرة” تعيش “انقساماً على خلفية احتمال التدخل التركي في إدلب، بين تيارٍ يريد إنهاء العزلة الدولية، وتيار يريد قتال تركيا والفصائل التي تدعمها كـ “أحرار الشام” وميليشيات “الجيش الحر” المتعاونة معها”.
ويقود المحيسني التيار المناهض للاقتتال الداخلي إلى جانب الشرعي العام “أبو الحارث المصري”، فيما يصرّ القائد العسكري العام أبو محمد الجولاني، والشرعي أبو عبد الله الشامي، وقائد قطاع حماة أبو يوسف حلفايا، على موقفه من التدخل التركي وبقية الفصائل في المحافظة، إلى جانب الشرعيين المصريين الثلاثة أبو الفتح الفرغلي، وأبو اليقظان المصري، وأبو شعيب المصري.
وبحسب الصحيفة، “تؤكد هذه المعلومات مواقف شخصيات التيار الثاني من الاقتتال عبر حساباتهم في مواقع التواصل، بينما اكتفى التيار المناهض للاقتتال بما نشره المحيسني”، فيما يبرز غياب القائد العام لـ “هيئة تحرير الشام”، هاشم الشيخ (أبو جابر)، عن التصريح حيال الاقتتال، علماً أنه كان قدم لـ “الهيئة” من “أحرار الشام”.
من جهته، قال رئيس مجلس شورى حركة “أحرار الشام”، الشيخ حسن صوفان، إن “المعركة ضد “هيئة تحرير الشام” اليوم وجودية، ولا مهرب منها.
وأضاف صوفان، في تسجيل صوتي تناقلته وسائل الإعلام “المعارضة”، أن “الحركة تعرضت إلى عدة اعتداءات من بعض مكونات الهيئة لكنها صبرت وكظمت غيظها، عسى أن تتحمل “الهيئة” المسؤولية وتبحث عن حلّ مع الأحرار”.
واعتبر صوفان أن “ما يحصل اليوم استحقاق وجودي، يتمثل في التصدي لحملة بغي عظيمة”، مضيفاً “حفاظًا على وجودكم، امنعوا تكرار تجارب مأساوية حصلت سابقاً في الجزائر والعراق، وتحصل اليوم في الموصل والرقة”، بحسب تعبيره.
وميدانياً، عادت الاشتباكات بين تنظيمي حركة “أحرار الشام” و”هيئة تحرير الشام” في الشمال السوري، وذكر ناشطون “معارضون” أن “الاشتباكات تركزت في جنوب إدلب، وبدأت في كلٍ من بلدتي مرعيان وكفرحايا”.
وتستمر الاشتباكات بين التنظيمين وسط إعلان عن مبادرة صدرت عن ثلاثة مشايخ متشددين هم أبو محمد الصادق، عبد الرزاق المهدي، أبو حمزة المصري، تنص على “تفويض ثلاثة أشخاص مخوّلين باتخاذ القرار نيابة عن الفصيل، على أن يُرجّح ثلاثة مستقلين آخرين القرارات المتفق عليها بين الطرفين”.