محليات

عودة “Game of Thrones” .. كيف أصبح المسلسل الأكثر شهرة حول العالم ؟

تابع الملايين من عشاق الفانتازيا التاريخية “صراع العروش” الحلقة الأولى من المسلسل في موسمه السابع، والتي بثت فجر الاثنين.

حيث تحول العمل إلى ظاهرة حقيقية لمحبي هذا النوع من الأعمال وحتى لغير محبيها جعلت الكثيرين يصفونها بأفضل ما قدمه التلفزيون في وقتنا الحالي وحتى في التاريخ، فما الذي جعل المسلسل بهذه الشهرة العالمية ؟.

تعتبر الحبكة الأساسية للرواية التي قدمها “جورج أر أر مارتن” سبباً رئيسياً في جذب هذا العدد الكبير من المتابعين، فالأحداث المتتابعة وغير المتوقعة، الخداع والتلاعب، المؤامرات السياسية، السعي نحو السلطة، تجتمع لتقدم عملاً محبوكاً بشدة.

ويؤدي عدم القدرة على التنبؤ بالحبكة إلى ترك المشاهدين في حالة صدمة وشغف أكثر، ففي اللحظة الذي يعتقد فيها المتابع أنه أصبح يعرف كل شيء، يحدث ما يقلب الأحداث بالكامل واضعاً المشاهد تحت تأثير مجموعة من العواطف المتقلبة.

ويصيب الحجم الهائل للعالم الذي خلقه “مارتن” المشاهدين بالدهشة، ففي كل حلقة تقريباً يتم تقديم شخصية جديدة أو منطقة جديدة، ومن الجيد أن إدخال كل شخصية لا يكون بشكل عشوائي، فكل شخصية مهما كان دورها صغيراً تقدم شيء جديد للقصة المتطورة باستمرار.

ويميز شخصيات المسلسل ابتعادها عن النمطية وتطورها بشكل صادم في بعض الأحيان، كشخصية “تيرون لانيستر” التي ظن متابعون أن كل ما يهمه هو “الكحول والنساء”، لتتحول هذه النظرة فيما بعد ويظهر”تيرون” كواحد من أكثر الأدوار تعقيداً بفكره القوي وغرابة أطواره.

ويمتلك “Game of Thrones” ترسانة من الحوارات القوية، فلا أحد يستطيع أن ينسى خطاب محاكمة “تيرون لانيستر” على سبيل المثال، ولعل هذا الجانب هو أحد أفضل ميزات المسلسل، بالإضافة إلى التنوع الجميل في اللغات واللهجات للتمييز بين المناطق المتقاربة.

ويحتوي المسلسل على العديد من الشخصيات الشريرة كـ”جوفري باراثيون”، “بولتون رامزي”، “والدر فراي” وآخرين اعتبرهم البعض أكثر الشخصيات التي قدمت عبر الشاشة الفضية شراً، لدرجة أن مشهد مقتل جوفري أمام والدته “سيرسي لانيستر” ترك المشاهدين في حالة من الفرح.

ويقدم “Game of Thrones” وجبة بصرية جميلة للمشاهدين مع كمية هائلة من المشاهد الطبيعية بمزيج بين جمال الطبيعة الحقيقي والصور المرسومة عن طريق الكومبيوتر أو ما يعرف بالـ”CGI”.

ويجري التصوير في أجزاء مختلفة من أوروبا وأفريقيا كإيرلندا وكرواتيا واليونان ومالطة والمغرب مما يجذب كل محب للجمال الطبيعي أو هواة التصوير الفوتوغرافي، من جهة أخرى فإن التصميم المتقن للمشاهد الحربية هو عامل جذب كبير أيضاً.

المحاكمات عبر القتال، المعارك بالسيوف، طرق القتل المبتكرة بوحشيتها، كمشهد “الزفاف الأحمر”، إضافة إلى العديد من المشاهد العنيفة المصممة بشكل استثنائي وتعتبر وسيلة جذب للمشاهدين.

يصنف المسلسل “للكبار فقط”، فعدا عن المشاهد الدموية، هناك لمشاهد “التعري والجنس” حصة لا بأس بها، وكما هو معروف فإن “الجنس بيّاع”، والمسلسل ممتلئ بمشاهد النساء والرجال العراة على حد سواء، إضافة إلى أنه يظهر مهنة “البغاء” كأمر طبيعي في عالم “ويستروس”.

ويحتوي المسلسل على عدد لا بأس به من المخلوقات الأسطورية، كالتنانين، الذئاب الأسطورية (شبيهة بالذئاب العادية ولكن بحجم أكبر)، بالإضافة إلى العمالقة، ومايسمى بـ”أطفال الغابة”، وبالطبع هناك “الوايت ووكرز” المخلوقات الأكثر شراً في السلسلة.

ومع تقدم المسلسل، يرى المشاهدون العديد من لقطات السحر والشعوذة، بداية مع راهبة إله النور “ميليساندري” أو ما تعرف بـ”المرأة الحمراء”، التي تنتمي لمجموعة تعرف بـ”الكهنة الحمر”، بالإضافة إلى وجود “طائفة الكيميائيين” و “سحرة كارث”.

يمتلك الأدب “الديستوبي” حصة كبيرة من الشعبية مع العديد من الروايات بعضها مصنف الأفضل في القرن العشرين كـ”1984″ و”عالم جديد شجاع”، وهذا يظهر أن هناك عامل جذب واضح للإنسان عندما يتعلق الأمر بتخيل المجتمعات المعزولة أو “اقتراب يوم القيامة”.

وبالنظر إلى التلفزيون والسينما في وقتنا الحالي، فهناك توجه واضح نحو “الديستوبية” في أعمال كـ”الموتى السائرون” و”ألعاب الجوع”، وفي ظل المنافسة القائمة، يمتلك “Game of Thrones” كل الميزات التي تجعله الأفضل فهو يعتبر “ديستوبيا” قاتمة حيث أن “الشتاء قادم”.

يتجه المسلسل مع كل موسم له إلى أن يصبح واحداً من الأعمال التلفزيونية الكلاسيكية بكل ميزاته وصفاته، وعلى رأسها تقديمه للسياسة والأخلاق الواقعية في عالم خيالي.

بميزانية تقدر بـ6 ملايين دولار للحلقة الواحدة، وأكثر من 15 ملايين مشاهد حول العالم، يعود “Game of Thrones” الذي قدمت الحلقة الأولى منه عام 2011، وهو يحمل اسم أحد أجزاء الملحمة الروائية المقتبس عنها “Song of Ice and Fire”، التي كتبها “جورج أر.أر مارتن” وتم نشر الجزء الأول منها عام 1996.

حمزه العاتكي – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى