ليلة تحرير ” بني زيد ” .. التفاصيل الكاملة
يعتبر حي بني زيد امتداداً لمنطقة معامل الليرمون شمال حلب ذات الأبنية المتينة والمقاومة للاهتزازات والصدمات من جهة ، والتي اتخذتها الجماعات المسلحة مقرات لها بعد سيطرتهم عليها عام 2012 ، ومن جهة أخرى يعتبر حي بني زيد امتداداً لحيي الأشرفية والشيخ مقصود المكتظين سكانياً والمتداخلين عمرانياً
التداخل العمراني لحي بني زيد مع حيي الاشرفية والشيخ مقصود ومعامل الليرمون شكّل منه مركز عمليات ومقرات حساسة اتخذها المسلحون لاستهداف الأحياء السكنية الآمنية كشارع النيل والخالدية والاشرفية والموغامبو بالقذائف المتفجرة
طيلة السنوات الأربع الماضية كانت عملية اقتحام حي بني زيد شبه مستحيلة نظراً للتحصينات القوية والمتاريس التي وضعها المسلحون في كل الاتجاهات وخطوط التماس مع نقاط الجيش العربي السوري وخاصة في منطقة معامل الليرمون لوجود أقبية واسعة وأبنية متينة يمكن التحصّن فيها بشكل جيد
بدأت عمليات الجيش العربي السوري والقوى المؤازرة لها منذ حوالي شهر بتناغم مدروس وخطط محكمة، حيث تقدمت وحدات من القوة العسكرية انطلاقاً من قرية حندرات باتجاه منطقة مزارع الملاح والكاستيلو شمالاً، في حين تقدمت وحدات أخرى انطلاقاً من حي الخالدية باتجاه معامل الليرمون وحي بني زيد
مصدر عسكري قال لتلفزيون الخبر: إن عملية التقدم في بداية الأمر كانت تسير ببطء متبعين سياسة القضم والسيطرة على الأماكن المرتفعة والاستراتيجية لرصد تحركات المسلحين، إلى حين استطعنا كسر الخطوط الأولى لدفاعات الجماعات المسلحة، حيث بدأنا التوغل في المعامل التي اتخذها المسلحون مقرات لهم
وأضاف المصدر ” تم التنسيق مع كافة القوات المتواجدة في محيط حي بني زيد للتحرك من عدة اتجاهات، الشيخ مقصود باتجاه السكن الشبابي والاشرفية باتجاه كراجات عفرين ومعامل الليرمون باتجاه الاوتستراد والمباني السكنية في حي بني زيد، في حين كانت القوات المتواجدة في منطقة الكاستيلو ترصد تحركات المسلحين أثناء محاولتهم الهروب
وتابع ” قام المسلحون في جنح الظلام بترك معظم آلياتهم ومعداتهم والانسحاب من حي بني زيد زحفاً باتجاه الشمال لعدم كشفهم من جهة الكاستيلو، حيث تم استهداف عدة آليات وتدميرها أثناء محاولتهم الهروب ”
بسيطرة الجيش العربي السوري على حي بني زيد انتهى شبح الموت الذي نال من معظم أهالي مدينة حلب وتسبب بعجز دائم لدى الكثيرين القاطنين في الجهة الشمالية والغربية من المدينة، إلا أن تطلعات الحلبيين لم ولن تقف عند السيطرة على بني زيد إنما استعادة السيطرة على كامل أجزاء الجمهورية العربية السورية
إلى ذلك تعتبر السيطرة على حي بني زيد تحولاً مفصلياً في تاريخ الأزمة لدى الحلبيين، بالإضافة إلى محاصرة الجماعات المسلحة داخل الأحياء الشرقية التي اقتحمت الأحياء بالقتل والترهيب وإجبار الناس على اتباعهم والانصياع لأوامرهم وأوامر داعميهم
المزيد من العمليات العسكرية يتم تحضيرها على كافة جبهات القتال بعد السيطرة على حي بني زيد بحسب مصدر عسكري، فيما يبدو أن طريق النهاية والخلاص قد بدأ وآن للشعب الحلبي أن يستريح بعد خمس سنوات من الحرب والقتل والدمار
من جهة أخرى كانت مروحيات الجيش العربي السوري قد ألقت مناشير فوق أحياء حلب الشرقية الواقعة تحت سيطرة الجماعات المسلحة توضح فيها المعابر الإنسانية للخروج إلى الأحياء الآمنة
وحددت المناشير 4 ممرات آمنة للخروج وفق الخريطة، والمعبر رقم (1): من الدوار الشمالي باتجاه دوار الليرمون، اما المعبر رقم (2): من المؤسسة الحكومية في بستان القصر حتى المشارقة، في حين حدد المعبر رقم (3) من حديقة سيف الدولة باتجاه ملعب الحمدانية واتستراد دمشق _ حلب ، كما تم تحديد المعبر رقم (4) من مسجد الشيخ سعيد باتجاه الحاضر
وجاءت هذه المناشير بالتزامن مع إصدار الرئيس بشار الأسد مرسوما تشريعيا رقم 15 لعام 2016 يقضي بمنح عفو لكل من حمل السلاح و كان فارا من وجه العدالة إذا بادر إلى تسليم نفسه وسلاحه وكل من بادر إلى تحرير المخطوف لديه بشكل آمن دون أي مقابل.
ابراهيم حزوري – تلفزيون الخبر – حلب