مدير المكتب الإعلامي في الرئاسة السورية سابقاً يتحدث عن الأيام الأخيرة لسقوط حكم الأسد
كشف مدير المكتب الإعلامي في الرئاسة السورية سابقاً كامل صقر عن تفاصيل اللحظات الأخيرة في حكم رئيس النظام المخلوع بشار الأسد، مسلطاً الضوء على مشاهد من العزلة السياسية، التحولات الميدانية، والملفات الحساسة التي واجهها النظام قبيل سقوطه.
وتحدث “صقر” عن تفاصيل العلاقة المتوترة مع الحلفاء الإيرانيين والروس، وصولًا إلى كواليس التحضير لكلمة أجلت لمرتين، لتلغى إثر هروب الأسد من دمشق.
وقال “صقر ” في “بودكاست” عبر منصة “مزيج”، بحسب “تلفزيون سوريا”، أنه كان من آخر المغادرين للقصر الجمهوري برفقة زميل آخر من المكتب السياسي والإعلامي، حيث غادرا المكان حوالي الساعة الثالثة صباحاً، وسط أجواء من الترقب والسرعة التي فرضتها الأحداث منذ ظهر يوم السبت السابع من كانون الأول وحتى فجر يوم الأحد، الثامن من كانون الأول.
وأضاف “صقر” أن “الأيام التي سبقت سقوط بشار الأسد كانت مليئة بالاتصالات السياسية المكثفة، وزير خارجيته بسام صباغ ومعاونه حبيب عباس قادا مفاوضات على مدار يومين مع أطراف مختلفة، من بينها الحكومة العراقية”.
وتابع أن” الهدف الأساسي كان الوصول إلى صيغة سياسية انتقالية، إلا أن تسارع الأحداث الميدانية حال دون ذلك”.
وأشار “صقر”، إلى أن التطورات العسكرية، خصوصًا بعد بدء عمليات المعارضة من محور حلب، فرضت واقعًا جديدًا تجاوز النقاشات السياسية التي كانت تُجرى حينها.”
ماذا جرى في موسكو؟
وتابع “صقر” أن” بشار الأسد كان في موسكو يوم 26 تشرين الثاني للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بهدف طلب المساعدة، وصل الأسد يوم الأربعاء، لكن اللقاء المرتقب تأخر حتى الجمعة، خلال تلك الفترة، كانت حلب قد وقعت بيد قيادة العمليات العسكرية، وهو ما ضاعف من تعقيد الموقف.”
وأشار “صقر” إلى أن “هناك شعورًا بأن التأخير لم يكن محض صدفة، لكنه يرفض الجزم بذلك، اللقاء في الكرملين اقتصر على بشار الأسد ومرافقه الشخصي، ضابط برتبة عميد يدعى محسن محمد، واستمر اللقاء حوالي ساعة، لكن النتائج، وفقًا ل”صقر”، لم تكن مشجعة أو تحقق الغايات التي سافر الأسد لأجلها.
وتابع “في تلك المرحلة، طلب الأسد من نظيره الروسي فلاديمير بوتين دعمًا عسكريًا مباشرًا، إضافة إلى تسهيل وصول المساعدات الإيرانية عبر المجال الجوي السوري، وذلك لتقديم الإسناد العسكري لجيشه الذي كان يواجه ضغوطًا كبيرة من المعارضة.”
وأوضح “صقر” أن “الأسد طلب من بوتين شخصيًا تأمين عملية النقل الجوي للمساعدات الإيرانية، بما يشمل استخدام قاعدة حميميم الجوية، إلا أن الرد الروسي كان مختلفًا عما كان الأسد يتوقع.”
وبحسب “صقر”، “أبلغ بوتين الأسد خلال لقاء مباشر أنه سيتخذ خطوات لتسهيل هذا الدعم، بما في ذلك إجراء اتصال برئيس أركانه لضمان تهيئة الظروف لنقل المعدات الإيرانية إلى سوريا”.
وأشار “صقر” إلى أن “هذه الوعود لم تُترجم على أرض الواقع، الإيرانيون أنفسهم أبلغوا الطرف السوري أنهم لم يتلقوا أي إشارات أو موافقات تسمح بتحرك طائراتهم نحو قاعدة حميميم عبر أجواء العراق، بل أُوقفت إحدى الطائرات الإيرانية عندما بلغت الأجواء العراقية، وتم تحذيرها من قِبل الأميركيين بالعودة إلى طهران تحت تهديد القصف”.
و قال “صقر” إلى أن هذا الواقع أثار تساؤلات عديدة، وأن الأسد نفسه كان يعتقد أن بوتين لم يستحصل على الموافقات اللازمة من الأميركيين أو لم يسعَ إليها بالجدية الكافية”.
وتابع “صقر”، “عاد الأسد إلى دمشق وسط أجواء غير واضحة، خاصة بعد التطورات العسكرية التي أدت إلى سيطرة المعارضة على مناطق واسعة.”
واضاف “صقر” أن “هناك إشارة رمزية مهمة حدثت خلال زيارة الأسد إلى موسكو، وهي غياب البيان الصحفي التقليدي الذي يصدر بعد لقاءات الرؤساء”
و أشار “صقر “إلى أن “تسريب خبر الزيارة عبر قنوات روسية على منصة تليغرام أثار استفسارات عديدة من الجانب السوري حول البيان المشترك الذي كان يفترض أن يُعد بالتنسيق بين الطرفين.”
وتابع “رغم ذلك، لم يأتِ أي رد رسمي من الجانب الروسي بشأن البيان الصحفي، وفي مساء يوم الجمعة، أُبلغ الجانب السوري بأن مسألة البيان ستُناقش في اليوم التالي. في صباح يوم السبت، أُرسل مبعوث من قبل بوتين إلى مقر إقامة الأسد في فندق الفور سيزون بموسكو ليبلغه بأن الرئيس الروسي يفضل عدم الإعلان عن الزيارة.”
و عندما سأل صقر الأسد عن تفسير هذا القرار، لم يكن لدى الأسد إجابة واضحة، مشيرًا فقط إلى أن بوتين ربما لديه أسبابه الخاصة.
وفي مساء يوم السبت، أقلعت الطائرة الروسية التي أقلت بشار الأسد من موسكو عند الساعة الرابعة عصرًا، لتصل إلى مطار دمشق الدولي في الثامنة مساءً، كانت زيارة موسكو قد انتهت دون تحقيق نتائج تُذكر”.
و “فور عودته إلى دمشق، عقد الأسد اجتماعًا مع اللجنة السياسية التي تضم وزير الخارجية ومعاونيه، ونائب رئيس الجمهورية، والمستشارة بثينة شعبان. في الاجتماع، استعرض بشار الأسد بشكل مقتضب تفاصيل زيارته لموسكو وتحدث عن التطورات المتعلقة بسقوط حلب”، بحسب “صقر”.
وتابع مدير المكتب الإعلامي السابق “خلال الاجتماع، أوضح الأسد أنه طلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تأمين غطاء للطرف الإيراني للسماح بوصول المساعدات العسكرية، مشيرًا إلى أن بوتين أبلغ رئيس أركانه هاتفياً بتهيئة الظروف لذلك”.
ومع ذلك، وبحسب “صقر” كانت أجواء الاجتماع متوترة، “خاصة أن الوضع الداخلي في سوريا كان يعاني من أزمة حادة. الوضع المعيشي كان سيئًا، والاقتصاد في حالة انكماش شديد، مع تدهور الإمكانيات اللوجستية والنفسية للمؤسسة العسكرية، مما جعلها غير قادرة على خوض معركة طويلة الأمد.”
وأوضح مدير المكتب الإعلامي أن “الظروف السياسية والعسكرية قبل سيطرة المعارضة على حلب كانت معقدة، على السطح، كان الجو العام يبدو مستقرًا نسبيًا، لكن في العمق، كانت الأوضاع سيئة للغاية، روسيا كانت منشغلة تمامًا بالصراع في أوكرانيا، بينما إيران وحزب الله كانا يشعران بنوع من الخذلان نتيجة تقارب نظام الأسد مع الدول العربية، حزب الله، على وجه الخصوص، تلقى أقسى ضربة عسكرية له منذ تأسيسه، مما أثر على موقفه في دعم النظام السوري”.
وأشار “صقر” إلى أنه “قبل معركة حلب، الأسد لم يكن يشعر بالقلق، وربما لم يتصور أن الأمور يمكن أن تتدهور بهذه السرعة. حتى التقارير الأمنية التي تحدثت عن احتمالية هجوم لم تكن واضحة بما يكفي لاتخاذ قرارات استباقية. من جهة أخرى، يبدو أن المؤسسة العسكرية لم تكن راغبة في خوض معركة جديدة، ووفقًا لصقر، كان “الجيش” يرى أن المعركة قد تجاوزته، ولم تعد لها جدوى بعد سنوات من القتال المستمر”.
“ما حدث بعد السيطرة على حلب يشير إلى أن الجيش كان ببساطة غير راغب في الاستمرار في معركة جديدة، إذ كانت الحرب بالنسبة له قد أصبحت عبئًا ثقيلًا لا طائل منه. بالنسبة للعديد من الجنود، استمرار الحرب لم يكن مبررًا بعدما مضت أربع سنوات من الثبات النسبي منذ العام 2020.”
ووصف “صقر” هذا” الشعور بأنه امتداد لحالة عامة من الإرهاق واللاجدوى داخل المؤسسة العسكرية، وهو ما كان له تأثير عميق على تطورات تلك المرحلة.”
وأوضح “صقر” أن “الروس كانوا قد ابتعدوا نسبيًا عن المعادلة السورية في تلك المرحلة، خاصة مع تصاعد الأحداث بشكل دراماتيكي، الروس، الذين كانوا منشغلين بالصراع الأوكراني، لم يقدموا الدعم المتوقع، كما أن الإيرانيين أظهروا تراجعًا واضحًا، زار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي دمشق بعد تحرير حلب، إلا أن اللقاء معه كان باردًا ومحدود النتائج، والوزير الذي بدا غير متحمس، أشار ضمنيًا إلى أن إيران لن تتدخل عسكريًا لدعم جيش النظام.”
وتابع “لاحقًا، أُجري لقاء سري بين الأسد وعلي لاريجاني، الذي وصل مساء يوم الجمعة السادس من كانون الأول. حضر اللقاء خمسة أفراد من الجانب الإيراني، لكن الأسد اختار أن يلتقيهم بمفرده، لم يكن هذا اللقاء بناءً كما كان يأمل الأسد، إذ عكس تراجع إيران عن دعم النظام السوري بشكل واضح. بعد الاجتماع، ظهرت ملامح خيبة الأمل على الأسد، مما يشير إلى أن الرسائل الإيرانية كانت تشير إلى حدود دعمها في تلك المرحلة”.
و اكمل “صقر” كان “الأسد يعوّل على إمكانية تدخل إيراني أو روسي لإيقاف العمليات العسكرية عند حد معين، لكنه واجه رفضًا واضحًا من الطرفين لبذل جهود حقيقية لتحقيق هذا الهدف. في الوقت نفسه، أكدت تركيا، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا ينوي الدخول في وساطات مع الأسد، مما جعل الطريق مفتوحًا أمام المعارضة للوصول إلى دمشق.”
وأشار “صقر” إلى أن موقف الأسد من رفض لقاء أردوغان كان مبنيًا على مزيج من الانفصال عن الواقع والخوف من تبعات اللقاء. الأسد كان يدرك أن اللقاء لن يقتصر على إعادة العلاقات السياسية، بل سيتضمن جدولًا للإصلاحات السياسية التي لم يكن يرغب في مناقشتها.
وأضاف أن المحاولات الروسية والإيرانية لدفع الأسد نحو الانخراط في مفاوضات مع تركيا لم تثمر. آخر هذه المحاولات كانت زيارة المبعوث الروسي الخاص، ألكسندر لافرنتييف، في حزيران، تلتها زيارة علي أصغر خاجي من الجانب الإيراني، لكن هذه الاجتماعات، كانت سطحية ولم تسفر عن نتائج ملموسة، مما أكد العزلة السياسية المتزايدة التي كان يعاني منها الأسد في تلك المرحلة الحاسمة” بحسب صقر.
واضاف صقر أنه “في اللحظات الأخيرة من حكم بشار الأسد، تكشفت العديد من التفاصيل التي توضح طبيعة الانعزال السياسي والتوتر الذي عاشه الأسد مع تصاعد الأحداث. خلال النقاشات مع الحلفاء، برر الأسد رفضه لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان برغبته في الحصول على وديعة تركية مشابهة لـ”وديعة رابين” التي سبق لسوريا أن حصلت عليها خلال مفاوضات السلام مع “إسرائيل” في التسعينيات.
“الأسد كان يطلب تصريحًا من أردوغان يؤكد نية تركيا الانسحاب من الأراضي السورية في وقت ما، حتى لو لم يتم التنفيذ فورًا، إلا أن هذا المبرر لم يكن مقبولًا للطرفين الروسي والإيراني، ولم يسفر عن أي تقدم”، وفقا ل”صقر”.
متى شعر الأسد بالعزلة؟
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمبعوث الخاص ألكسندر لافرنتييف حاولا تقديم مقترح للقاء على مستوى وزراء الخارجية، لكن الأسد أصر على اقتصار الاجتماعات على الجوانب الأمنية، وهو ما لم يرضِ الجانب الروسي. كذلك، عُقدت نقاشات مشابهة مع علي أصغر خاجي، كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني، لكنها انتهت دون نتائج تذكر. في هذه المرحلة، بدا واضحًا أن الحسم انتقل إلى الميدان.
وتابع صقر: “بدأ الأسد يشعر بالعزلة عندما لم يتمكن من التواصل مع بوتين، رغم تكرار محاولاته على مدار أيام، تم إبلاغ الأسد بأن بوتين في زيارة إلى بيلاروسيا ولا يمكنه الرد”.
و وصف “صقر” هذا “التبرير بأنه غير مقنع، لأن الرؤساء دائمًا ما يكون لديهم فرق اتصال تؤمن التواصل في أي وقت، هذا التجاهل كان مؤشرًا واضحًا للأسد بأن حلفاءه قد بدأوا بالانسحاب من المشهد.”
“مع تسارع الأحداث، كان واضحًا أن جيش النظام بدأ بتسليم مواقعه تدريجيًا. في ريف دمشق، ألقت كتائب جيش النظام أسلحتها وغادرت مواقعها، بما في ذلك قوات الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد”.
وتابع ” بحلول مساء يوم السبت، بات سقوط النظام شبه مؤكد، في الساعات الأخيرة، قرر الأسد مغادرة دمشق إلى قاعدة حميميم بتأمين روسي.”
وأضاف ” التقى الملحق العسكري الروسي بالأسد في القصر الرئاسي حوالي منتصف الليل، وتم تأمين الطريق إلى مطار دمشق الدولي عبر المتحلق الجنوبي، وصل الأسد إلى قاعدة حميميم حيث قضى ساعات قبل أن يتم تجهيز طائرة لنقله بأمان إلى موسكو. وفقًا للمعلومات، كان برفقته الأمين العام لرئاسة الجمهورية منصور عزام، وزير الدفاع، رئيس الأركان، وبعض أفراد أسرته، بمن فيهم ابنه حافظ الأسد. ومع ذلك، لم يكن ماهر الأسد أو شخصيات بارزة أخرى ضمن المرافقين”.
صقر: الأسد كان منفصلاً عن الواقع
ووصف “صقر” بشار الأسد، بأنه كان يتأثر بشدة بحالته الذهنية، وهو ما انعكس على أسلوبه في التعامل مع المحيطين به، في كثير من الأحيان، بدا منفصلًا عن الواقع، وقادرًا على رؤية الأمور بالطريقة التي يريدها، حتى لو تعارضت مع الحقائق، كان الأسد يمتلك القدرة على إقناع نفسه ومن حوله بوجهة نظره، مما جعل التعامل معه تحديًا لفريقه الحكومي والمقربين منه. النقاش معه كان يصل إلى حد معين، وبعده لا يمكن لأحد أن يجادله أو يعارضه.”
وتابع “من بين الشخصيات الأكثر تأثيرًا في الأسد كانت زوجته أسماء الأسد، التي وصفها صقر بأنها لعبت دورًا محوريًا في المشهد السوري، حيث كانت شريكة الأسد في التفكير واتخاذ القرارات. كانت قادرة على التدخل في ملفات متعددة، بما في ذلك الملفات الاقتصادية والاجتماعية، ولديها حضور كبير في المشهد السياسي والمالي. ورغم ذلك، كان هناك انتقادات لدورها، حيث وصفها البعض بأنها متسلطة اقتصاديًا، خاصة من خلال تأثيرها على رجال الأعمال السوريين.
فيما يتعلق بقضية رامي مخلوف، أكد “صقر” أنها كانت خلافًا حقيقيًا وليس مجرد مسرحية، الخلاف انتهى بالضغط على مخلوف ومصادرة أمواله، لكن دوافع هذا الخلاف لم تكن واضحة للجميع.
وفيما يتعلق بصحة أسماء الأسد، أشار “صقر” إلى أن إصابتها بالسرطان كانت حقيقة تم الإعلان عنها بشكل رسمي، كانت تهتم بتسويق هذه الحالة بشكل عاطفي للحصول على تعاطف شعبي، مستغلة الطبيعة العاطفية للمجتمعات الشرقية.
في سياق آخر، أثارت علاقة الأسد مع الحلفاء، الروس والإيرانيين، تساؤلات حول مدى ثقته بكل طرف، بحسب “صقر”، كان الأسد يثق بالروس أكثر من الإيرانيين، معتبراً إياهم الأقوى والأقدر على حماية نظامه. في المقابل، ورغم عدم تخليه عن الإيرانيين، ظهرت خلافات واضحة بينهم وبين الأسد، خاصة فيما يتعلق بتصرفاتهم الميدانية دون الرجوع إليه، مثل استخدام مطار دمشق الدولي، وهو ما أدى إلى طلب الروس تقييد تحركات الطيران الإيراني واقتصارها على قاعدة حميميم.
وعن اللقاءات مع قيادات إيرانية، كشف “صقر” عن وجود لقاءات متعددة بين الأسد وقائد فيلق القدس، إسماعيل قاآني، لكنها كانت محدودة وغير معلنة. أما العلاقة مع حزب الله، فقد كانت تتسم بالبراغماتية، إذ لم تُسجل لقاءات حديثة بين الأسد وحسن نصر الله في السنوات الأخيرة.
كلمة الأسد الملغاة.. ما مضمونها؟
وبحسب مدير المكتب الإعلامي، “أعرب بشار الأسد عن رغبته في إلقاء كلمة متلفزة عقب تحرير مدينتي حلب وحمص، تم إجراء جميع التحضيرات اللوجستية والفنية اللازمة لتصوير الكلمة في قاعة بقصر المهاجرين، التي تُستخدم عادة لهذا الغرض، مع تجهيز الموقع بالكاميرات والإضاءة.”
وأضاف “كانت الكلمة تتألف من حوالي 400 كلمة، وتضمنت عدة محاور رئيسية، حيث تناول الأسد في الفقرة الأولى موضوع تقسيم الأوطان، مشيراً إلى أن ما يحدث هو محاولة لتقسيم سوريا”.
و شملت الفقرة الثانية “انتقادات لتركيا، واتهامها بالسعي لاحتلال حلب وعدم الصدق في مواقفها تجاه سوريا”، بحسب “صقر”.
ووفقاً ل”صقر”، فإن “الكلمة كانت مكتوبة من قبل الأسد نفسه، وصف صقر الكلمة بأنها متوترة للغاية في صياغتها ومضمونها، معتبراً أنها لم تكن متماشية مع حجم التطورات الجارية حينها.”
وتابع “رغم التحضيرات المكثفة لإلقاء الكلمة يوم الخميس، تم تأجيلها أولاً إلى الجمعة ثم إلى السبت، قبل أن يقرر الأسد في النهاية إلغاءها بالكامل”، مشيراً إلى أن “هذا القرار يعكس سرعة وتيرة التطورات الميدانية والسياسية في تلك الفترة.”
يذكر أن فصائل المعارضة بقيادة “هيئة تحرير الشام” بدأت في 27 تشرين الثاني بعملية سمّتها “ردع العدوان”، تمكنت خلالها من دخول مدينة حلب دون قتال، تلتها حماة، ثم سيطرت على حمص، قبل أن تدخل دمشق دون قتال أيضاً، فجر 8 كانون الأول الأمر الذي أدى إلى فرار بشار الأسد وسقوط النظام.
تلفزيون الخبر