العناوين الرئيسيةمجتمع

إيقاف إذاعة “شام إف إم” يُثير تساؤلات جدية حول مستقبل حرية الإعلام في سوريا 

أثار إيقاف إذاعة “شام إف إم” الخاصة عن العمل بقرار من وزارة الإعلام في حكومة الإنقاذ الجديدة، بحسب ما أكّد مديرها، سامر يوسف، جدلاً واسعاً في الأوساط الصحفية السورية، حول ما تحمله المرحلة القادمة من هامش للحريات، ومساحة للتخلّص من عهد “الصوت الواحد” تزامناً والتخلّص من نظام حكم “الأسد”.

وقال مدير إذاعة “شام إف إم”، سامر يوسف، لتلفزيون الخبر إنه “ومع سقوط النظام وحالة الفوضى التي عمّت دمشق ومختلف المدن السورية، اتخذ قرار مؤقت بوقف العمل في استوديوهات الإذاعة، حرصاً على سلامة العاملين فيها”.

 

وأصدرت الإذاعة بياناً قالت فيه “توقف شام إف إم برامجها وتغطيتها الإخبارية مؤقتاً ريثما تصبح الحالة العامة مستقرة وآمنة وتسمح بنقل الأخبار واليوميات بأكبر قدر من المصداقية والشفافية لأهلنا في عموم البلاد وخارجها”.

 

وأضاف “يوسف” إنه “فور بدء استقرار الحالة العامة للبلاد أعلنت الإذاعة نيتها بالعودة إلى العمل، ليأتي قرار مدير الإذاعات في وزارة الإعلام الجديدة محمد الشيخ بإبلاغهم استمرار التوقف من دون تحديد الأسباب أو موعد لإعادة البث”.

 

وفي وقتٍ لاحق تناقل صحفيون وإعلاميون تصريحات من داخل اجتماع لهم في وزارة الإعلام، حملت تأكيداً أن وزارة الإعلام لم تقم بإيقاف أي من وسائل الإعلام العاملة، ليضيف المتحدّث باسم الوزارة إنه “يتم هيكلة بعض الوسائل الإعلامية الحكومية لإعادتها للعمل”.

 

تلتها تصريحات عبر وسائل إعلام عربية تعهّد فيها وزير الإعلام في حكومة الإنقاذ محمد العمر، بصون حرية التعبير، مضيفاً أن “الوزارة ستعيد بناء مؤسسات الإعلام الرسمي وتدعم وتوفّر بيئة ملائمة لحرية الصحافة”.

 

وأثار غياب التصريحات المعنية بوجود إعلام خاص أو مستقل في سوريا، جدلاً في الأوساط الصحفية، مع تصاعد التصريحات المتناقضة، بين توعد بعقاب جماعي لقطاع الإعلام في سوريا، وبين حاصر للعقاب بفئة من الصحفيين الميدانيين، بإطار محاكمات عادلة وفق صيغة العدالة الانتقالية.

 

وكان قال وزير الإعلام في في حكومة الإنقاذ، إن السلطات الجديدة في البلاد “ستحاكم الإعلاميين الذين اشتركوا في جرائم النظام السابق وتحيلهم إلى القضاء”، مضيفاً أن “الإعلام السوري كان منحازاً لخدمة النظام السابق”.

 

وأعرب وزير الإعلام عن “تفاجئه بتراجع القطاع الإعلامي في البلاد من ناحية الإمكانيات والخبرات”، معتبراً أن “الإعلام كان يتكتم أيضاً على جرائم نظام الأسد”.

 

صحفيون سوريون عبّروا عن خشيتهم من أن تحمل المرحلة القادمة قمعاً جديداً يُضاف إلى معاناة الإعلام السوري في الداخل، وسط ما قيل إنه “غياب التفهم لواقع الإعلام السوري في ظل حكم الأسد”، وما قال ناشطون إنه يبدو انتقالاً لبعض مفاصل الإدارة الجديدة من خطابات التسامح والعفو، إلى خطاب الانتقام والثأر.

 

وأطلق العاملون في إذاعة “شام إف إم”، ومتضامنون معها، حملة افتراضية واسعة بهاشتاغ #الحرية_لشام_إف_إم، يعبرون فيها عن رفضهم إيقاف الإذاعة السورية عن العمل، ومطالبهم بعودتها مع هامش حريات أوسع كما يأمل كل السوريين.

 

وقال مدير الإذاعة سامر يوسف “نحمل أملاً أن تكون سوريا بعد سقوط نظام الأسد فضاءً يتسع لكل الأصوات السورية، وأن تتمكن إذاعتنا من حجز مكان لها تحت شمس الحرية، لا أن تُحجز تحت قضبان قمعية جديدة”.

 

وأضاف “يوسف”: “ما نتابعه عن كثب من تصريحات في مختلف المجالات ومنها الإعلام، مطمئن، ولكننا نخشى أن نكون ضحية لعقلية انتقامية إقصائية بدوافع شخصية، أو أيديولوجية موجهة، بعيدة حتى عن تقييم الواقع بموضوعية”.

 

يُذكر أن إذاعة “شام إف إم” تعتبر من أهم وسائل الإعلام الخاصة في سوريا، وتحظى بشعبية كبيرة ومتابعة واسعة، وخاصة في أوساط الشباب.

 

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى