رياضة

كيف فاز زيدان بـ “الليغا” الـ 33 لريال مدريد ؟

حقق نادي ريال مدريد الاسباني لقب الدوري في بلاده بعد غياب لأكثر من 5 سنوات، ليضم هذا اللقب إلى 32 لقبا، ويحلق في صدارة من حقق “الليغا” مبتعداً عن غريمه برشلونة بفارق 9 بطولات.

ووصفت صحيفة “ماركا” الاسبانية المقربة من النادي الملكي هذا الدوري بـ “دوري زيدان”، مبينة أن المدرب الفرنسي كان عاملا حاسماً وأساسياً في فوز ريال مدريد بالبطولة.

وأصبح زين الدين زيدان المدرب السادس في تاريخ ريال مدريد، الذي يتوج بالليغا كلاعب ومدرب، بعد كل من ميغيل مونيوز، ولويس مولوني، وخورخي فالدانو، وفيسنتي ديل بوسكي، وبيرند شوستر، كما أصبح زيدان، ثاني مدرب، يستطيع تحقيق لقب دوري الأبطال والليغا كلاعب ومدرب، بعد ميغيل مونيوز.

كما أصبح زين الدين زيدان ثاني مدرب فرنسي، يتمكن من التتويج بلقب الليغا بعد مارسيل دومينغو، مدرب أتلتيكو مدريد السابق، الذي توج بها مع الأتلتيكو في موسم 1969-1970.

أهم العوامل التي رجحت كفة الميرنغي هذا العام هو بالتأكيد وجود دكة بدلاء أشبه بفريق كامل، لا بل ولعب زيدان عدة مبارايات بالتشكيل البديل، الذي يضم أسماء كخاميس رودريغيز وايسكو وموراتا، وأصبح لريال مدريد فريقين، ريال مدريد A، وريال مدريد B.

وتوضح أرقام لاعبي ريال مدريد B العمل الخارق الذي قام به زيدان، فالاسباني الدولي ايسكو، الذي اعتمد عليه زيدان في المباريات الأخيرة بدلا عن الويلزي غاريث بايل المصاب، شارك في 30 مباراة في الليغا وسجل 10 أهداف وصنع 9 أخرى، ولعب 18 مباراة كأساسي، و12 مباراة شارك بها كبديل بعدد دقائق بلغ 1637 دقيقة.

فيما شارك الدولي الكولومبي خاميس رودريغيز، الذي تتردد أخبار عن مغادرته نحو المانيو، في 22 مباراة، فسجل 8 أهداف وصنع 6 أخر، ولعب 13 مباراة أساسيًا، و9 مباريات شارك كبديل، بعدد دقائق بلغ 1181.

فيما استفاد المدرب الفرنسي من لاعبه الكرواتي ماتيو كوفاسيتش في أكثر من مباراة قدم فيها أداءاً طيبا، فشارك في 27 مباراة، سجل خلالهم هدفًا وحيدًا، وصنع 3 آخرين، ولعب 19 مباراة أساسيًا، وفيما حل بديلاً في 8، بعدد دقائق بلغ 1688 دقيقة.

والاكتشاف الاسباني المميز، ماركو اسينسيو، الذي تم استدعائه للمنتخب الاسباني الأول والأولمبي، والذي دفع فيه ليفربول الانكليزي 50 مليون لضمه، فشارك في 23 مباراة، سجل خلالهم 3 أهداف، وصنع 2، ولعب 11 مباراة أساسيًا، و12 مباراة شارك كبديل، بعدد دقائق بلغ 1077 دقيقة.

ومن التشكيلة B ايضا، الابن العائد الفارو موراتا، الذي شارك في 26 مباراة، وسجل 15 هدفًا، وصنع 5 أهداف، ولعب 13 مباراة أساسيًا، و12 مباراة شارك كبديل، بعدد دقائق بلغ 1331 دقيقة، وانهى موسمه بثاني أكثر لاعب تسجيلا للأهداف قياساً لدقائق لعبه في الليغا.

وأكمل الدولي الاسباني الشاب لوكاس فاسكيز تألقه مع الملكي هذا الموسم، فشارك في 33 مباراة في ليغا هذا الموسم، مسجلاً هدفين وصنع 9 آخرين، إذ لعب 12 مباراة أساسيًا وشارك في 21 كبديل، بمعدل دقائق بلغ 1383 دقيقة.

وبالرغم من كل الانتقادات التي طالته من الصحافة والجمهور، ظل زيدان يعطي الثقة للاعبه البرازيلي دانييلو، الذي شارك في أكثر من مباراة كأساسي، ودافع المدرب الفرنسي عن ظهيره البرازيلي أكثر من مرة، مجددا الثقة به.

كما يحسب لزيدان إعطاء الثقة للاسباني ناتشو، الذي كان جوكر في دفاع الريال، حيث لاعب كقلب دفاع وظهيرا أيمن وأيسر، وكان من المهمشين قبل عصر زيدان، الذي أعاد الثقة للاعب الذي تم تصعيده إلى الفريق الأول في موسم 2010/2011.

وعامل أخر ساعد الملكي في تحقيق البطولة وهو الاستقرار الذي وفره المدرب زيدان في غرفه تبديل الملابس، فكان من النادر هذا الموسم أن تلتقط الصحافة الاسبانية، المعروفة بكونها من أسوء الصحف الرياضية في العالم، خبرا تحدث بلبلة في غرفة الملابس هذا العام.

وسيطر زيدان على الأخبار التي كانت ترددها الصحافة وبسط كثيرا منها، خصوصا مشكلتي اللاعبين الفارو موراتا وخاميس رودريغيز اللذان كانا دائمي الشكوى لرغبتهم بالحصول على دقائق أكثر، وكانت كواليس الفريق الملكي هذا الموسم دائما مرحة، بخلاف سنوات سابقة قريبة.

بيد أن العامل الأساسي والمهم الذي عمل عليه زيدان وكان واضحا هو نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو، حيث نجح الفرنسي بترويض كابتن منتخب البرتغال، وأقنعه بما لم يستطع مورينيو وانشيلوتي وبينيتيز به، ألا وهو إراحته في بعض المباريات، بالإضافة لتحويله من جناح إلى رأس حربة صريح.

وشارك صاحب الـ 32 عاما في 29 مباراة بالدوري هذا الموسم فقط، وهو أقل عدد من المباريات له مقارنة بالمواسم الأربعة السابقة، والتي فشل فيها ريال مدريد بتحقيق البطولة، وأحرز البرتغالي 25 هدفًا وصنع 6 آخرين، عملاً بمبدأ الذي أرساه المدير الفني الفرنسي “أقل أهدافًا أكثر حسمًا”، وسجل رونالدو في آخر 9 مباريات 14 هدفا.

وخرج رونالدو بتصريحات تبين مدى نجاح الفرنسي بترويضه وإقناعه بالراحة وباللعب في مركز رأس الحربة ونقلت وسائل اعلامية قول الدون “وصلت نهاية الموسم بسبعة مباريات أقل، حضرت نفسي جيدا لهذه المرحلة وساعدت الفريق، زيدان وطريقته في العمل مفتاح كل شيء، لقد سيّر الموسم بشكل ممتاز، والآن حققنا أصعب دوري في العالم”.

ولكن قلة الأهداف لنجم الملكي لم تمنعه من تحطيم الأرقام، فكريستيانو رونالدو حافظ على معدله التهديفي بتسجيل 40 هدفًا على الأقل في كل البطولات على مدار 7 مواسم متتالية، وأصبح أفضل من سجل أهدافا في الدوريات الأوروبية الكبرى بتسجيله 369 هدفا متجاوزا جيمي غريفز نجم الكرة الإنكليزية في ستينيات القرن الماضي.

وتميز ريال مدريد هذا العام بقوة كبيرة في خط الوسط، ابتداءا من الألماني توني كروس وأرقامه الخرافية في دقة التمريرات، مرورا بالكرواتي لوكا كودريتش الذي انخفض مستواه قليلا في الثلث الثاني من الموسم ليعود وينفجر في المباريات الأخيرة، كما واصل البلدوزر البرازيلية كاسميرو تألقه في مركز خط الوسط الدفاعي.

من نافل القول أن تألق الظهيرين، الاسباني دانييل كارفاخال والبرازيلي مارسيلو، كان عاملا مهما خصوصا في خطة زيدان التي اعتمدت على العرضيات من الأطراف لداخل منطقة الجزاء.

كما ظهر الكابتن سيرجيو راموس وكان حاضرا وحاسما في كثير من المناسبات، بالإضافة لكونه قائدا حقيقيا في الملعب بشخصية قوية، وساعد زيدان في توفير أجواء أكثر ايجابية بين اللاعبين في الملعب وفي الكواليس.

وبالرغم من أخطائه العدة في الموسم إلا أن الكوستاريكي نافاس حارس العرين الملكي كان حاضرا بقوة في عدة مباريات بتصديات حاسمة، كما بدا أداء الحارس الثاني الاسباني كاسيا جيدا في المباريات التي لعبها.

وبالأرقام أيضا، استطاع ريال مدريد التسجيل في جميع مباريات الليغا الـ 38 هذا العام في رقم ساهم بالتتويج، كما استطاع ريال مدريد التسجيل في شباك منافسيه في 50 مباراة متتالية بالدوري الإسباني، منذ أخر مباراة خسرها أمام أتلتيكو مدريد في 27 شباط 2016 على أرضه بهدف، محققا مع أهداف البطولات الأخرى سلسة من 65 مباراة شهدت تسجيله لأهداف.

وبلغة الأرقام أيضا، سجل ريال مدريد، تحت قيادة زيدان 58 هدفًا خارج ملعبه بالدوري الإسباني هذا الموسم، وهو أفضل أرقامه في موسم واحد، في تاريخ الفريق الملكي بالبطولة.

وطالت الانتقادات طوال الموسم المدرب الفرنسي، بدءا من الأخذ عليه عدم الامتاع والميل نحو اللعب بطريقة أهدئ، ولكن في النهاية أعطت خطة زيدان أكلها، ومن الانتقادات أو المطالب المستمرة هي الاعتماد على موراتا بدلا من بنزيما، الذي راهن عليه زيدان، وفي النهاية ربح المدرب رهانه، بعد تألق لافت لمواطنه بنزيما، خصوصا عند اللعب بتشكيل 4-4-2.

وبطبيعة الحال استفاد المدرب الفرنسي من التعثر الدائم لغريمه الكتلوني في الدوري، حيث خسر برشلونة في مباريات مع فرق متواضعة كالافيش وملقا وسلتا فيغو، وحتى في المباراة الأخيرة أمام ايبار كان متأخرا بهدفين لصفر وكاد يخسر، فيما ابتعد الغريم الآخر اتلتيكو مدريد مبكرا عن المنافسة رغم احتلاله المركز الثالث في النهاية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى