العناوين الرئيسيةثقافة وفن

طلاق وتحرش وضرب في حفلاته بألمانيا.. الشامي “يتمدد” 

“فقاعة الشهرة”، مصطلح يطلق على ظاهرة اكتساب شخصيات ما شهرة سريعة غير مبررة، ومبالغ فيها شعبوياً.

 

ويعزو البعض سبب هذه الفقاعة إلى “جعجعة” باتت تحقق بسهولة في زمن مواقع التواصل الاجتماعي، وسرعة الوصول والانتشار.

 

وفي معظم الأحيان، تزول هذه الفقاعة، لأسباب عديدة، من بينها جمهور هذه الشخصيات ذاته، بعد التعاطي المباشرة معها أو مع أحداث تخصها.

 

وهذا ما حصل مع “المغني” السوري الشاب عبد الرحمن فواز المعروف بـ”الشامي” بعد تقديمه لحفلين في ألمانيا ضمن ما سمي بـ”أول جولة أوروبية” للفنان.

 

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من الإشكالات المتعلقة بالحفلين، الأول في مدينة دوسلدورف، والثاني في مانهايم.

 

وأول هذه الإشكالات، سعر تذكرة الحضور والذي وصل إلى 260 يورو (4.2 مليون ليرة سورية) علماً أن السعر الأعلى لبطاقة الحفل من الدرجة الأولى على الموقع الرسمي لم يتجاوز 120 يورو.

 

وأثار هذا الأمر جدلاً واسعاً، لكون جمهور “الشامي” في جله من فئة الطلاب والمراهقين، وهم بالغالب فئة مستهلكة لا منتجة، اذا ما تمت مقارنتها بجمهور الموسيقار اليوناني العالمي “ياني” الذي لم يتجاوز سعر بطاقات حضور حفله من فئة VIP، 100 دولار فقط بعد 50 عاماً من الإبداع الموسيقي.

 

تحرش وشجارات وطرقات مغلقة

 

عاشت مدينة دوسلدورف الألمانية الجمعة، حالة من الانفلات في محيط إقامة حفل “الشامي”، حيث وثق عدد من الحضور شكاوى من التحرش والفوضى التي رافقت الحفل.

 

وأظهرت بعض مقاطع الفيديو حالات من الشجار الذي وصل إلى الضرب والشتم والتدافع بين الجمهور على اختلاف درجات البطاقات المباعة.

 

وشهدت المنطقة كذلك أزمة مرور خانقة، وثقها “الشامي” نفسه في مقطع فيديو بعد صعوبة في إمكانية وصوله شخصياً إلى المسرح.

 

طلاق على البث المباشر

 

وتداول جمهور الشامي قصة طلاق إحدى المعجبات بسبب الحفل، بعد رفض زوجها السفر من برلين إلى مكان إقامة الحفل الذي يبعد مسافة سفر تصل لتسع ساعات.

 

وتفاجأ الزوج بسفر زوجته وحضورها الحفل، ليقوم بتطليقها أثناء بث مباشر لها في الحفل.

 

سلوكيات يروج لها “الشامي”

 

ليس بمفاجئ أن ترتبط كل هذه الحوادث والأحداث بحفل للشامي، وهو الذي اتخذ من إثارة الجدل معياراً للنجاح والشهرة، وما يقوم به جمهور “الفنان”، ليس بعيداً عما رسخه فيهم بإطلالات غير مضبوطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

 

فخلال العام الفائت، والذي حقق فيه “الشامي” جماهيريته بعد رحلة فنية قصيرة، أثار الجدل بسلوكيات روج لها عبر السوشال ميديا، من بينها ظهوره المتكرر على البث المباشر، وهو يدخن.

 

قد يكون التدخين شأناً شخصياً لأي فرد أو فنان، لكن مع اتخاذ جمهور “الشامي”، وهم من الناشئين في معظمهم، “لفنانهم” المفضل قدوة في النجاح والتأثير، تختلف قيمة وحدود التعامل مع هذه الحريات.

 

وظهر “الشامي” البالغ (22 عاماً)، في مقاطع أخرى وهو “يشفط” في سيارته ضمن أحد الشوارع، بقيادة متهورة للسيرة، ومرة وهو يتناول كأس “ويسكي”، ورده المتكرر على تصريحات فنية لمشاهير آخرين، لا ناقة له فيها ولا جمل.

 

“إسمي كافي خلّيني عجرف”

 

وتخللت كلمات أغاني “الشامي” التي يتباها في كتابتها وتلحينها، تمجيداً لفنه وما يسميه “تكوينه للون جديد فريد في الأغنية العربية”.

 

واعتبر كثر من المهتمين بالأغنية العربية، وحاولوا فك ما يقوله في أغنياته، وجدوا أنها لا تتخطى كونها صفاً لكلام مُقفى، غير مترابط، ولا يوصل لأي معنى.

 

ومع ذلك، مجد “الشامي” نفسه في أغنيته الأخيرة “دوالي”، وصدر قيمة أخرى تضاف لسلوكيات البث المباشر، بقوله فيها “إسمي كافي خلّيني عَجرف”.

 

وزادت قناعته بكفاءته الفنية، التي قدمها “برحلة” فنية لم يتجاوز عمرها الثلاث سنوات، بعد حصوله على جائزة “جوي أوورد 2024”، في حفل “صناع الترفيه” التي ابتكرتها السعودية، ضمن فعاليات “موسم الرياض”، عن فئة “الأغنية المفضلة”.

 

وإن كان الحديث يطول عن “هيئة الترفيه” وجوائزها وحفلاتها التي يختلف ولا يتفق عليها كثيرون من الوسط الفني ذاته، ولكن لا يختلف على تكريسها لأشخاص وفنون على حساب غيرها، ولاعتبارات كثيرة بعيدة عن الفن وقيمته بحد ذاتها، ما يؤكده إقصاء كبار الفنانين العرب عنها، وعن حفلاتها المبهرة سنوياً.

 

وحاول “الشامي” بعد تقلده الجائزة، صناعة قصة عنوانها “ولادة الموهبة من رحم المعاناة”، بعد قوله “من ولد بيجلي صحون، لشخص بيتكرم بأهم حفل بالشرق الأوسط”.

 

كل تلك المحاولات، في التعاطي مع المعجبات والقبل و”التلطيش” البذيء، والبثوث المباشرة على “تيك توك”، وأرقام المشاهدات المليونية، لن تقنع أصحاب “فقاعة الشهرة” من كونها لن تبقي أثراً ولو فنياً، مادام ضربهم الغرور، وتعاملوا معها على أنها الصواب المطلق، وإن كانت الأسباب، نية طيبة أو خبرة غير موجودة.

 

ولا يحمل “الشامي” بكل تأكيد فشل جمهوره في حضور حفل أو حفلين، لكن حتماً ما ينشره ويقوله ويقدمه، ستحصد نتائجه بهذا الشكل وغيره لاحقاً.

 

لين السعدي – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى