العناوين الرئيسيةفلسطين

يحاول التوغل البري.. ألم يتعلم “الإسرائيلي” من تجربتي 1982 و2006؟

شنت “إسرائيل” خلال العقود الأربعة الماضية عدة معارك برية ضد لبنان بهدف تدمير المقاومة في لبنان سواء الفلسطينية أو السورية أو اللبنانية.

وكان الاحتلال يعتمد في محاولاته السابقة على السطوة النارية عبر طيرانه الذي يدمر كل شيء أمامه لتسهيل عملية دخول قواته البرية على الأرض.

 

وحملت أول محاولة جدية للاحتلال الاعتماد على الاشتباك البري مع المقاومة في لبنان فشلاً ذريعاً، وذلك إبان غزو 1978 حينما حاول الكيان احتلال بيروت في حزيران 1982.

 

معارك بيروت

 

وصلت قوات الاحتلال في التاسع من حزيران 1982 إلى مشارف بيروت بدعم ميليشيا “الكتائب اللبنانية”، وذلك تحت ظلال معارك جوية طاحنة بين الطيران السوري و”الإسرائيلي”.

 

وانتهى الأمر صبيحة 14 حزيران بسقوط القسم الشرقي من بيروت بيد الاحتلال.

 

وعبث الاحتلال بالقرار السياسي اللبناني وجهز بيئة أوصل من خلالها حليفه بشير الجميل لسدة الحكم في لبنان.

 

وقبل أيام من تسلمه لمنصبه تم اغتياله على يد المقاوم حبيب الشرتوني، وتسلم بعد ذلك في نهاية أيلول 1982 أخوه أمين الجميل رئاسة لبنان.

 

وفي منتصف تموز 1982 حاصرت قوات الاحتلال ومرتزقتها بيروت لمدة 76 يوماً، معززةً ذلك بعمليات إجرامية عبر الجو والبحر والأرض مدعومة بغطاء أمريكي، حيث ارتكبت أفظع الجرائم الإنسانية ومنها مجزرة “صبرا وشاتيلا” في 13 أيلول 1982.

 

واشتعلت خلال الحصار مقاومة أسطورية سطرها المقاومون من الجيش السوري والفدائيين الفلسطينيين واللبنانيين من مختلف التيارات.

 

ومنعت المقاومة الاحتلال من السيطرة على كامل بيروت رغم كل ما قام به من مجازر، وأسقطت مشروعه باحتلال ثاني عاصمة عربية، كما شهدت هذه الفترة الظهور الأول لمقاتلي حزب الله في معارك علنية مع جنود الاحتلال.

 

وحملت المقاومة اللبنانية لواء الدفاع عن الجنوب اللبناني منذ منتصف الثمانينات حتى التحرير، حيث أذاقت قوات الاحتلال الويل بعملياتها الاستشهادية واقتحام الحصون والاغتيالات وخطف الرهائن وذلك بتنسيق عالي المستوى مع القيادة السورية.

 

وعاود الاحتلال محاولته الدخول البري إلى لبنان خلال حرب 2006 عندما جرب التوغل من عدة محاور على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.

 

وأهم هذه المحاور مارون الراس وعيتا الشعب وبنت جبيل، هذه المناطق التي شهدت معارك عنيفة تلقى خلالها العدو خسائر كبيرة بالجنود والعتاد على يد مقاومي حزب الله.

 

ولم تتمكن قوات الاحتلال وعلى مدار 33 يوماً من الإجرام والتدمير تجاوز منطقة وادي الحُجير التي حولها المقاومين إلى مقبرة لمفخرة دبابات العدو “الميركافا”.

 

وأعلن جيش الاحتلال خلال بيان له في الأول من تشرين الأول الجاري بدء عملية توغل بري محدود نحو جنوب لبنان ضد أهداف حزب الله القريبة من الحدود.

 

وبحسب بيان جيش الاحتلال فإنه “رافق العملية البرية مساندة جوية ومدفعية تأتي في إطار تحقيق أهداف الحرب لإعادة سكان الشمال إلى بيوتهم وذلك وفقاً لخطة منتظمة تشرف عليها هيئة الأركان العامة والقيادة الشمالية”.

 

وفشل الاحتلال في تحقيق أهداف عمليته خلال الأيام العشرة الماضية بل ولم يستطع التقدم متراً واحداً بعيداً عن الحدود (سوى مسرحية هزلية في حديقة مارون الراس انتهت قبل أن تبدأ).

 

ووقع جنوده في عدة كمائن نصبها مقاومو حزب الله خلفت وراءها قتلى وجرحى في صفوف فرق النخبة لجيش “إسرائيل”.

 

وتعهد عناصر المقاومة اللبنانية في رسالة وجهوها لأمينهم العام الشهيد حسن نصر الله بالاستمرار على نهجه وتوجيه ضربات للاحتلال “من حيث يحتسب ولا يحتسب”.

 

يذكر أنه مهما كانت نتيجة التوغل البري الذي يحاول الاحتلال تنفيذه على الأرض اللبنانية فإن التاريخ يؤكد أن بيروت دُمرت في عام 1982 وتكرر الأمر مع الضاحية الجنوبية لبيروت في 2006 لكن العدوان رُد من منبعه ولم يقوى الكيان على امتلاك متر واحد من الأرض اللبنانية.

 

جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى