الـ 3-4-3 وكانتي وهازارد والإسبان خلطة كونتي التي حصدت البريمرليغ
حقق فريق تشيلسي الانكليزي بطولة الدوري في بلاده “البريمرليغ” بعد أن فاز على وست بروميتش ألبيون بهدف وحيد سجله البديل البلجيكي باتشواي في الدقيقة 82 من المباراة المحسوبة على الجولة 37.
واتسع الفارق مع بين تشيلسي وأقرب مطارده توتنهام إلى 10 نقاط مع بقاء مباراتين لتشيلسي وثلاث لتوتنهام لن يغيروا شيئا في الترتيب، ليحسم الدوي لصالح البلوز.
وقاد تشيلسي لتحقيق اللقب عدة عوامل، أهمها وأبروها على الإطلاق ما فعله المدرب الاإيطالي كونتي، الذي تولى تدريب فريق يحتل المركز العاشر في الدوري العام الماضي، ويتخبط لاعبوه بفعل فجوة كبيرة من المدرب السابق مورينيو، ليصعد به إلى المركز الأول وتحقيق اللقب الأصعب بين الدوريات الأوروبية الكبرى في أول موسم له مع النادي.
على الرغم من البداية السيئة لكونتي مع البلوز إلا أن الإيطالي نجح في إيجاد التوليفة المناسبة ليلعب بها، بداية مع تبديله لخطة لعب الفريق بعد الحسارة أمام أرسنال ذهابا، لتصبح 3-4-3، والتي حقق من خلالها 13 فوزا متتاليا كانت عاملا مهما في تحقيق اللقب، مستفيدا بشكل كبير من عدم مناقسة نشيلسي على البطولات القارية.
وهو ما اعترف به كونتي في تصريحات نقلتها صحيفة “إكسبريس” الإنكليزية “الفوز باللقب كان بسبب تغيير الخطة إلى (3-4-3) هذا القرار غيّر موسمنا، لقد اضطررنا لتغيير شكلنا، في ذهني كان خيار هذه الطريقة موجودًا لأنني أعرف أننا نملك لاعبين قادرين على ذلك”.
واستطاع كونتي استخراج الأفضل من لاعبيه، فأعاد ديفيد لويز من باريس سان جيرمان، واعتمد عليه بشكل أساسي في الدفاع، خصوصا مع تراجع مردود القائد جون تيري الذي من المحتمل أن يتقاعد.
كما نجح في استثمار اللاعب النيجيري موزيس كظهير وكجناح أيمن وهو الذي قدم مردودا هائلا، كما واصل الاعتماد على البلجيكي الأخر باتشواي الذي لم يقدم أداءا مقنعا ولكن رد الدين لمدربه بالهدف الذي توج به الفريق باللقب.
وأعاد المدرب الإيطالي اكتشاف نجمه البلجيكي هازارد، الذي أصبح مرشحا لأفضل لاعب في العالم بعد أداء متفوق على أقرانه في البريمرليغ، وأعطى كونتي ثقة أكبر بلاعبه البرازيلي ويليان، وإلى جانب تألق ملفت من الصربي ماتيتش، الذي أصبح حجر أساس في تشكيله كونتي.
واستطاع كونتي استغلال أحد أفضل لاعبي الوسط في العالم حاليا، والملقب بصاحب الرئات الثلاث الفرنسي نغولو كانتي، الذي حصد جائزة أفضل لاعب في الدوري، والذي حقق إنجازا تاريحيا بكونه أول لاعب في تاريخ البريمرليغ يفوز ببطولتين متتاليتين مع فريقين مختلفين، والذي أبهر العالم بأداء كبير يذكر بفرنسيين سابقين لعبوا في نفس موقعه، باترييك فييرا وكلود ماكاليلي.
وكان للإسبان حصة كبرى من عمل كونتي، فأعاد المدرب الإيطالي الثقة لنجم خط وسطه فابريغاس الذي قدم أداءا أكثر من طيب في المباريات القليلة التي لعبها، كما نجح في استخراج الأفضل زميله في المنتخب المهاجم بيدرو رودريغيز.
وكان الظهير ماركوس الونسو أحد الاكتشافات المهمة لكونتي، كما نجح بتحويل أزبيليكويتا من ظهير واعتمد عليه كمدافع إلى جانب كاهيل ولويز، ولكن الأبرز على الإطلاق كان نجاح الإيطالي بتدجين والسيطرة على المهاجم المشاكس دييغو كوسستا، خصوصا بهد المشاكل معه بداية الموسم، ليخرج في النهاية بـ 20 هدفا.
واستطاع كونتي، الذي شكك كثيرون في قيمته أو قدرته على قيادة البلوز، أن يضبط لاعبيه داخل الملعب، وخارجه أيضا، وحول غرفة تبديل الملابس من مكان سيء يكثر فيه إلقاء اللوم والمسؤولية إلى غرفة تجمع فريقا موحدا له هدف محدد ومدرب وثق اللاعبون به على الرغم من إجلاس بعضهم على الدكة غير مرة، كفابريغاس وهازارد وكوستا.
يذكر أن البلوز حصلوا على 87 نقطة هذا الموسم، الذي يعد من أفضل ما قدمه البلوز منذ تولي الروسي أبراموفيتش رئاسة النادي، الذي أقال محبوب الجماهير السابق مورينيو، وجلب الإيطالي كونتي الذي كان يدرب المنتخب الإيطالي، والذي أعاد الاستقرار للفريق والإلفة بين اللاعبين واستغل طاقاتهم لأقصى حد ليتوج جهوده بتحقيق اللقب وعودة البلوز الموسم القادم للمنافسة في دوري أبطال أوروبا.