العناوين الرئيسيةمجتمع

الكبسُ بالحجارة .. حل تراثي لتنشيف باذنجان المكدوس 

يمر تحضير مونة المكدوس بالعديد من الخطوات الرئيسية، منها تنشيف الباذنجان بعد سلقه لدرجة كافية، بحيث يصبح جاهزاً للحشي بالفليفلة والمكسرات إن توفرت.

واختلفت طريقة تنشيف الباذنجان مع تقدم الزمن وتطور الآلات والابتكارات، بعد أن ان كان السكان في مختلف المحافظات يعملون إلى ضغط الكميات بالحجارة والأثقال وعبوات المياه.

وتحدثت أم سامر (70 عاماً) لتلفزيون الخبر عن طريقة تنشيف الباذنجان خلال العقود الماضية، والتي غلب عليها استعمال الحجارة والأثقال واسطوانات الغاز.

 

وبينت أم سامر (من سكان حي العباسية بمدينة حمص) أن: “تنشيف الباذنجان ليست عملية عشوائية، بل تحتاج للجهد والتركيز والتأكد جيداً قبل حشوه بالمكونات من خروج كل كمية الماء، وإلا فإن الطعم يختلف جذرياً”.

 

“كانت لبكة لأسبوع كامل”، تكمل الأم لستة أبناء، إذ كانت العائلة تحضر ما لايقل عن 150 كيلو، توزع لاحقاً على الجميع كونها أكلة محببة وحاضرة على جميع وجبات اليوم تقريباً”، حسب قولها.

 

وأشارت أم سامر إلى أن: “هذه الطريقة أخذت تختفي تدريجياً في حمص وباقي المحافظات نتيجة تقدم الابتكارات والاختراعات، حيث يستعاض عنها حالياً بمكابس يدوية تخفف الجهد وتقلل الوقت لكنها مكلفة في الوقت نفسه”.

 

“باليوم 50 ألف”، تقول أم سامر إن: “بعض الحدادين اخترعوا خلال السنوات القليلة الماضية مكابس تصنع من أحواض الغسالات، ويعرضونها للأجرة بقيمة 50 الف ليرة لليوم، بينما يشتريها الميسورون بما يتراوح بين 250- 500 ألف والاحتفاظ بها”.

 

من جهته، قال زين (حداد، في حي المهاجرين بمدينة حمص) لتلفزيون الخبر إن: “صنع المكابس اليدوية أخذ بالظهور منذ عدة سنوات، فشكل مصدراً مالياً جيداً لنا خلال موسم المكدوس كل عام”.

 

وأوضح زين أن: “أسعار مكابس المكدوس في حمص تعتبر مقبولة قياساً بدمشق مثلاً، إذ يتراوح سعره بين 300-500 ألف بحسب حجمه وسعته، إذ أصنعه في ورشتي بشكل كامل بدءاً من تجميع الأجزاء ومن ثم جمعها ولحمها لتأخذ شكلها النهائي”.

 

ولا يخفي زين وجود بعض الصعوبات والعقبات بوجه صناعة المكبس اليدوي، ومنها ارتفاع أسعار المواد الأولية، مثل أحواض الغسالات المستعملة ولحام الاوكسجين والحديد وغيره.

 

وشرح زين طريقة صنع المكبس، إذ تبدأ بتأمين القالب من قساطل حديد وزوايا تثبت على برغي الشد، ومن ثم يوضع بداخله الوعاء الذي غالباً ما يكون صندوق بلاستيكي أو جرن معدني من الستانلس تدعى السحارة التفاحية.

 

وتابع زين: “ثم نأخذ قياس الصندوق فيتم صنع الإطار بحسب تلك القياسات، ومن ثم يوضع المحور في أعلى القالب حيث يضغط الغطاء الذي يوضع داخل الصندوق تدريجياً على الباذنجان المسلوق ضمن المكبس وتغطيته، وكبسه بواسطة ذراع دوار يتم تدويره عدة مرات في الساعة”.

 

وبين زين أن: “عملية كبس كمية الباذنجان تتطلب ساعتين أو 3 ساعات على الأكثر، إذ يجب تدوير المحور مرة كل عشر دقائق دورة واحدة، في عملية تستمر حتى يجف المكدوس تماماً ومن بعدها تزال عند جفافه”.

 

وأشار زين لتلفزيون الخبر إلى: “انتعاش بيع وتأجير المكابس، علماً أن الغالبية العظمى تتجه لاستئجارها بقصد توفير الوقت والجهد ونظافة المكدوسة، وتصل قيمة استئجار المكبس 25 ألف ليرة لكل 24 ساعة”.

 

ولفت زين إلى أن: “استخدام المكبس يوفر الوقت والجهد عوض وضع الأحجار وعبوات الماء واسطوانات الغاز على الباذنجان، بينما يتجه الميسورون مادياً الى الشراء لاستخدامها في المواسم القادمة”.

 

يذكر أن نسبة كبيرة من السوريين وجدوا صعوبة كبيرة في تجهيز مونة المكدوس لهذا العام، وهو أحد أهم أصناف المونة الشتوية عندهم، مع وصول تكلفة تحضير 100 كيلو إلى مليون ونصف ليرة وسطياً.

 

عمار ابراهيم -تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى