أم عبدو” خمسينية تلتقط رزقها من بيع المنتجات الريفية قرب السوق المسقوف بحمص
متخذة من قطعة (شادر) قماشية ستاراً تحمي به رأسها من شمس تموز الحارقة، ولثاماً يغطي معظم مساحات وجهها الخمسيني بتعابيره الريفية، التي رسم فيها الزمن خطوطه تاركاً آثاره حول عينيها.
وسط حركة مرور خفيفة حوالي الساعة الثالثة ظهراً، لم ينل الحر واليأس من عزيمة أم زينب المكناة أم عبدو رغم أنها لم تلده، فأصبح بمثابة لقب لازمها منذ أولى سنوات زواجها الذي لم يدم سوى عامين بعد وفاة زوجها.
وقالت أم عبدو لتلفزيون الخبر: “توفي زوجي بعد عامين من زواجنا لأجد نفسي أماً لطفلتين وقع على عاتقي تربيتهما والاهتمام بهما، ولم أجد إلا من بيع الخضار مصدر رزق جيد يؤمن لنا قوت يومنا”.
وبينما يقطع أحد الزبائن حديثها للسؤال عن أسعار الفطر ومنشأه، تجد ابنة قرية الغور الغربية فرصة مناسبة للتأكيد بأن جميع المنتجات التي تبيعها ذات مصدر طبيعي موثوق، إذ تشتري ورق العنب من فاحل والعجور من القبو”.
وتحمل أم عبدو بضاعتها مسافات طويلة من قرى حمص وتتنقل عبر السرافيس للوصول إلى منطقة السوق المسقوف وسط مدينة حمص وبيع ما أمكن منها، والعودة إلى منزل والدها لرعايته، حسب قولها.
“عايشة مع أبي يطول بعمرو”، أكملت أم عبدو لتلفزيون الخبر، مضيفة: “بعد أن توجهت كل من بناتي إلى منزل أزواجهم توجهت أنا لرعاية والدي الذي قارب عمره المئة عام، وذلك بعد وفاة والدتي رحمها الله منذ عدة سنوات”.
تردد أم عبدو بأن الحركة مستورة والحمدلله، إذ أن معظم بضاعتها تباع قبل العودة إلى القرية، ويباع كيلو الفطر ينحو 40 ألف ليرة، وورق العنب 20 ألف واللوبياء نحو 20 ألف”.
وتحدثت أم عبدو عن أبرز صعوبات العمل التي يشكل السير وأجوره المرتفعة أولها -رغم أنها اعتادت التنقل لعشرات السنين- خصوصاً مع وصول أجرة السوزوكي مؤخراً إلى 250 ألف ليرة”.
وبينما تملأ كيلو من اللوبياء الخضراء لإحدى السيدات، تشدد أم عبدو على أن العمل سيبقى مستمراً كونه السبيل للحياة الكريمة في ظل الاوضاع الاقتصادية الراهنة، لافتة إلى دور المرأة في مساعدة زوجها ومساندته في مواجهة مختلف الصعوبات.
عمار ابراهيم – تلفزيون الخبر