المخرج جود سعيد يهاجم منتجي الدراما السوريين والأعمال “المقاولاتية” و”التريند”
هاجم المخرج السوري جود سعيد منتجي الدراما السوريين على صفحته الشخصية على “فيسبوك”، واصفاً إياهم بعدم الانتماء لتاريخ البلاد ومستقبلها.
ووجه المخرج السينمائي لهم سؤالاً حول “من أنتم؟” مطالباً أياهم أن يكونوا على قدر المسؤولية.
وكتب “سعيد”: ”عن الدراما المتلفزة وسوريا.. السؤال الأول والأبسط الذي نوجهه للمنتجين السوريين حصراً، من أنتم؟
ليس على طريقة المرحوم القذافي وإنما على طريقة شاب مراهق يسأل عن أسباب وجوده”.
وتابع المخرج السوري: “منتجكم هو الأكثر متابعةً وانتشاراً وأقول لكم وبكل صدق أنتم لا تنتمون لا لتاريخ هذه البلاد ولا تفكرون بمستقبلها، رخيصٌ هدفكم وزائل”.
وطالب “سعيد” المنتجين السوريين بالتحلي بالمسؤولية، قائلاً: “كونوا على قدر المسؤولية فجزء من غد المجتمع تساهمون في خرابه. قليل فقط من الاحترام لهويتنا وانتمائنا لن يضير جيوبكم، تستطيعون أن تفرضوا على منافذ البيع صورة مختلفة عنا. الحياة نحن من نصنعها في الطريق بين خلق الله لنا وعودتنا إليه”.
وحول فكرة “لماذا المنتجين السورين بالذات علما أن العملية الفنية متكاملة؟”، قال جود في تصريح لتلفزيون الخبر إن المنتجين هم من يحددون قيمة المنتج، وهم حاليا يرفضون أي مشروع يحتوي على قيمة فنية من قبيل استعادة التاريخ أو طرح مجتمعي جيد أو شكل فني جديد”.
وتابع مخرج “خريف العشاق”: “يخبرك المنتجون بالحرف الواحد أنهم بحاجة لعمل بسيط يحتوي على مفاجأت بغض النظر عن سطحيته، وهو ما دفع مخرجون ليس لديهم أي حامل معرفي إلى الواجهة، كل ما يحملونه هو مهارات الإدارة”.
ودلل “جود” على كلامه من خلال اختلاف سوية الأعمال التي يقدمها هؤلاء المخرجين، فمنها “الغث” ومنها “الثمين” ومنها “الرخيص”، وأضاف “لذلك فالتلفزيون هو مشروع منتج، وهو مساحة للتسلية بس بسبب الغياب القسري لباقي فنون العرض”.
وعن سبب عدم تكراره تجربة الإخراج التلفزيوني بعد النجاح الذي حققه مسلسل “خريف العشاق” (إنتاج 2021) الذي أخرجه “جود” وكتبته الإعلامية ديانا جبور، أجاب المخرج الشاب بأنه لم يعرض عليه “عمل يحترمه”.
وعن رأيه بالدراما السورية التي قدمت هذا العام، قال “سعيد” إن: ”تاج هو العمل الأكمل برأيي بحكاية وصناع سوريين، ومال غير سوري، مال القبان عمل ناجح، واغمض عينيك تجربة إنسانية محترمة بممثلين ممتازين”.
وتابع المخرج السوري “باقي الأعمال لا يتوقف عندها وأعمال الترند تذهب معه”.
وانتقد المخرج الذي يحمل شهادة الماجستير في الإخراج السينمائي من جامعة “لويس لوميير” بفرنسا، مستويات العنف والابتذال اللي احتوتها الدراما هذا العام، وتذرع أصحابها بأنها تصوير للواقع.
وتساءل “جود”: ”ما الغاية من وضع العنف على الشاشة؟ الترويج له أم إدانته؟ وضعه على طاولة النقاش أم استخدامه مجاناً لجذب الانتباه؟ تناوله كصدمة بصرية لنرى ما نعيش أم مجرد صورة تحيلنا الى شبه بورنوغرافيا؟”.
وتابع “جود”: ”هذه بعض أسئلة الصانع عندما يتناول ذلك، إعادة إنتاج أي شيء من الواقع يجب ان تكون بهدف حتى لو كان العبث بذاته أم ان تكون لمجرد بيع المنتج فلنضع قليلاً من العنف هنا ولنصنع فعلاً قاسياً هناك هذا يسمى اي شيء عدا الفن”.
وأكد المخرج الذي بدأ مسيرته بفيلم “مونولوج (2007)” ولم تنتهِ مع “رحلة يوسف(2022)” أن نقل الواقع كلام باطل في الأجناس الروائية نحن نعيد إنتاجه من وجهة نظرنا. الموضوعية كذبة كبرى في الفن، الفن شخصي”.
وختم “جود”: “أما الاعمال المقاولاتية فيحق لها طالما لا ضوابط معرفية أن تريك قفا سعدان يتغوط بحجة أن السعدان يتغوط في الواقع” .
يذكر أن الدراما السورية أثارت “ضجيجاً” كبيراً هذا العام على الشاشات ووسائل التواصل، وانقساماً حاداً بين “فرحٍ” بعودة الدراما السورية إلى ألقها، وبين “متحسرٍ” على المستوى المعرفي والأخلاقي الذي وصلت إليه.
تلفزيون الخبر