“العجّة” أكلة اقتصادية حضرت خلال شهر رمضان على موائد سكان حمص
تقلصت أصناف المأكولات على موائد السوريين مع تعاقب سنوات الأزمة وارتفاع معدل التضخم الاقتصادي إلى حدود غير مسبوقة، متأثراً بعدة عوامل من العقوبات وسعر الصرف وغيرها.
وأصبح بالتالي تأمين لقمة العيش يتطلب تدبيراً خاصاً للتأقلم مع الوضع الجديد، في وقت تضاعفت فيه اسعار المواد الغذائية وغيرها مئات المرات ومدخول شهري لا يتناسب مع الغلاء الفاحش.
ولجأت السيدات في مختلف المحافظات إلى التقشف و “مسك اليد” قليلا ً لتوفير ما أمكن من راتب وظيفة أو عمل حر أو مهنة زوج تأثرت بارتفاع الاسعار، وفي مقدمتها الطعام ومكونات الطبخات اليومية.
ويكثر السؤال في رمضان عن الطعام وماذا سيحضر على الفطور، ليكون البرغل والأرز الحاضرين الدائمين في خيارات المواطن المحدودة، إلا لمن عاد الى طبخات الماضي وعوض ما غاب عن مائدته من اللحوم والشحوم وغيرها.
تحفر رجاء (60 عاماً) 2 كيلو من الكوسا في منزبها بحي الزهراء في مدينة حمص، وتحتفظ باللب رغبة منها بتحضير أكلة محببة إليها وهي العجة المقليّة.
وتعد العجة اليوم أكلة منسية لأبناء الجيل القديم، غير معروفة لأبناء الجيل الحديث، فهي من الأكلات القديمة التي نشأنا عليها كونها تناسب أبناء الطبقة الوسطى والفقيرة كون تكلقتها بسيطة مقارنة بتكاليف الطبخات الأخرى، تقول رجاء لتلفزيون الخبر.
وتتكون العجة بشكل رئيسي من البيض والطحين، لب الكوسا، جرزة بقدونس، ملح، قليل من بهار الفلفل والفليفلة الحمراء، إذ يتم عجن هذه المكونات ويتم قليها لتؤكل مع اللبن والسلطة كوجبة غداء لذيذة ومفيدة، تضيف المرأة المتقاعدة.
وبينت رجاء وهي أم لاربعة أولاد أن: “البعض يضع مكونات العجة في صواني ويجهزها في الفرن بما يشبه الكبة، لكن العجة المقلية تبقى الأكثر لذة وشهرة في رأيي الشخصي”.
يذكر أن الأمثلة كثيرة عن قدرة المرأة السورية على التوفير وابتكار الأكلات، فمن لب الباذنجان تحشي مخلل الفليفلة الخضراء، ومن لب التفاح تستخلص الخل، وتضيف البطاطا إلى الكبة عوض اللحمة، فهي لا ترمي شيئاً يمكن الاستفادة منه.
عمار ابراهيم – تلفزيون الخبر