العناوين الرئيسيةسوريين عن جد

خمسُ سنوات على بدء المعركة..”أم أكرم” ناجيةٌ هزمت سرطان الثدي

مرتديةً ثوبها ناصع البياض، أقربُ ما تكون لصورة عروس في ليلة الحلم، مصرةً على الوقوف بثبات رغم التعب، كما في سنوات الشباب وبكامل أناقتها ومع “مكياج”، وهي من هزمت “هداك المرض” رغم عناده وصعوبته.

بمساندةِ من عكّاز مصنوع من خشب الجوز المتين، اتخذ موضعه بجانب رأسها على أريكة مريحة، تعدّل أم أكرم من وضعية جلوسها ونومها في منزلها بحي العباسية بمدينة حمص، حتى أصبح رفيقها ومساعدها الوفي عند الحاجة.

“خمس سنوات على بدء المعركة”، تحكي سلام سليمان أو” أم أكرم” كما تحب أن تُنادى، عن قصة يراها الكثيرون أنها معاناة، لكنها امتحان صبر وإيمان من منظور السيدة الستينية.

“اكتشفتُ وجود السرطان بعد شعوري بوجود خطبٍ ما في الثدي”، تقول أم أكرم لتلفزيون الخبر، لكن قرار المواجهة كان بإرادتي الكاملة والمطلقة بعد إجراء الفحوصات الطبية في المستشفى.

 

يتوقف الزمان في لحظات معينة، تكمل أم أكرم، كلحظة تلقي نتيجة التحليل، الجرعة الاولى، الإبرة الأولى، دخولي غرفة العمليات وغيرها من فترات وتفاصيل الرحلة التي أكملت عامها الخامس.

 

الأسئلة كثيرة بل لا حصر لها، تتحدث أم أكرم عما دار في رأسها خلال رحلة العلاج، بدءاً من الاسئتصال وتأثيره النفسي على شعورها كأنثى، وما تبعه من صدمة عاطفية ناجمة عن نظرتها لنفسها ونظرة الآخرين لها، حسب تعبيرها لتلفزيون الخبر.

 

“أما الجرعة فهي السم والدواء في آن واحد”، تختزل أم أكرم كما تؤكد شعور كل من أصيبوا بالسرطان وتلقوا الجرعات، ممن ذهبوا في رحلة موجعة ومؤلمة دون أي شك، لكن هزيمة المرض تتطلب التحمل إلى أقصى الدرجات.

 

ويصبح الشعور بالتعب والإقياء والدوار شبه اعتيادي، تشير أم أكرم، لكنني تسلحت بالإيمان طوال رحلتي مع السرطان، مدعومة بمحبة أبنائي وأحفادي وجو الإيجابية الدائم المحيط بي.

 

ولم تنكر أم أكرم اشتياقها لمنزلها في بلدة “حالات” بمنطقة تلكلخ في ريف حمص الغربي، وكل الذكريات المغروسة مع أشجار الليمون والزيتون والتفاح التي زرعها زوجها الراحل.

 

“التفكير قتّال صاحبه”، تؤكد أم أكرم، ولذلك كان التمسك بالأمل أثناء العلاج خياري الأول والأخير رغم هول كلمة سرطان ، فوقع الكلمة مرعب لكنه لا يضاهي كلمة الموت.

 

وتوجهت أم أكرم للنساء بضرورة اليقظة والكشف عن سرطان الثدي دون تجاهل الحملات كما تفعل الكثيرات، حيث لا عيب ولا خجل باستشارة طبيب مختص إن لاحظتي أي تغيرات على ثدييك، كوجود تكتل أو تغيرات جلدية، وإجراء تصوير الثدي للإطمئنان وسرعة العلاج في حال الإصابة لا قدر الله.

 

وتابعت أم أكرم لتلفزيون الخبر: “كنت أسمع عن اليوم العالمي للتقصي عن السرطان، وشهر أكتوبر وعلاقته بسرطان الثدي، إلا أنني وبعد شفائي، أصبحت من المساهمات بنشر هذه الثقاقة بين أوساط النساء في بلدتي وأينما كنت”.

 

وتشير الأبحاث إلى أن الكشف المنتظم عن السرطان يعد خطوة وقائية مهمة تعزز من إمكانية اكتشافه، وتزيد احتمال نجاح العلاج، كما تحد من احتمال الحاجة إلى الجراحة أو التدخلات الطبية الأخرى.

 

وفي هذا الخصوص، قال اختصاصي التشخيص الشعاعي، الدكتور علي عبد الكريم يونس، لتلفزيون الخبر إن: “أهمية الكشف المبكر تأتي لكونه توفير مادي كبير على المريضة والمشافي المعالجة، بالاضافة إلى سهولة وقصر مدة العلاج وارتفاع نسبة نجاح العلاج”.

 

وتوجه الاختصاصي عبر تلفزيون الخبر للسيدات بالتأكيد على أهمية الفحص الذاتي للثدي، والتوجه لدراسة أي بؤرة مشتبهة بالايكو، فكلما كان الكشف أسرع كان العلاج أسهل”.

 

ويقام اليوم العالمي للسرطان في 4 شباط وهو مبادرة عالمية موحدة، تهدف إلى رفع الوعي العالمي وتحسين التعليم وتحفيز العمل الشخصي والجماعي والحكومي، لإعادة تصور عالم يتم فيه إنقاذ الملايين من وفيات السرطان التي يمكن الوقاية منها.

 

ويعد تشرين الأول من كل عام، شهر التوعية بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، ليذكر النساء بضرورة إجراء الفحوصات الطبية الدورية للكشف المبكر عن المرض الذي يعد من أكثر السرطانات شيوعاً لديهن.

 

عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى