هل يتابع معالي وزير الكهرباء مباريات منتخبنا الوطني؟
واصلاً إياه “بالباور بانك”، ينصبّ تركيز أيهم (35 عاماً) على شاشة جواله في الثانية والنصف من ظهر الثلاثاء الماضي، في موعدٍ كشف الوقت لاحقا ً أنه سيكون تاريخياً في ذاكرة السوريين الرياضية.
مباراةٌ حاسمة تجمع المنتخب السوري ونظيره الهندي، في فرصة أخيرة خلال نسخة كأس آسيا 2023 لتأهل “نسور قاسيون” إلى الدور الثاني من المسابقة العصية عليهم سابقاً.
يقول أيهم لتلفزيون الخبر: “ادخرت 600 ألف ليرة لشراء بطارية بسعة 100 أمبير منذ الصيف تحضيراً لمشاهدة كأس آسيا مع كل التوابع مثل “انفينيتر”، إلا انه ولسوء الحظ فإنني أسكن في حي يشتهر بقطع الكهرباء عدة مرات خلال ساعة الوصل الواحدة، ولم يبق حل أمامي إلا شحنها بالأجرة”.
وأضاف أيهم: “لا قدرة مادية لدي كما حال معظم الشباب على ارتياد الكافيهات عند كل مباراة، أو دفع 25 ألف ليرة لشحن البطارية بالاجرة كل يوم ولذلك كان البث المباشر أحد الحلول لمشاهدة مباريات المنتخب”.
“رضينا بالبث والبث ما رضي فينا”، يعبر أيهم عن امتعاضه من سوء شبكة الانترنت خلال عرض مباريات المنتخب، ما يؤدي إلى تقطع البث وغياب الكثير من اللقطات والفرص الهامة ما يجعله يفقد صوابه أحيانا”، حسب تعبيره.
واستغرب أيهم ( الذي اشترط عدم نشر صورته الشخصية) عدم وصل التيار الكهربائي خلال مباريات المنتخب فقط.
وقال الشاب: “من يقتنع حقاً بأن وزارة كاملة لا يمكنها تأمين ساعتي كهرباء خلال اليوم بأكمله إلا إذا تعمدت ذلك، والسؤال نيابة عن معظم السوريين، متى يكترث المعنيون بحبنا للمنتخب، وهو من أدخل الفرحة إلى قلوبنا بعد سنوات طويلة من الخيبة”.
ويلجأ بعض مشجعي كرة القدم في سوريا لمتابعة المباريات عبر الوقوف أمام واجهات الكافيهات لمشاهدة مجرياتها وقوفاً في الحر والبرد نظراً لعدم توفر القدرة المالية على الدخول وحضورها ودفع مبالغ مالية مقابل مشروبات تفرضها تلك الكافيهات على زبائنها.
وتطرح أسئلة أيهم ومن خلفه شريحة كبيرة من السوريين على المعنيين في قطاع الكهرباء، ألا يستحق السوريون ساعتي كهرباء متواصلة لتشجيع منتخب بلادهم، وهم من قبلوا وتحملوا وعاشوا أسوأ واقع كهربائي مر على البشرية ربما، أم أنه كتب على السوريين قضاء لوازم حياتهم بالانتظار وقوفاً.
يذكر أن المباراة القادمة لمنتخبنا ستكون تاريخية ضد المنتخب الإيراني في الدور الثاني لنهائيات كأس اسيا، والسؤال الهام هنا: هل يتابع معالي وزير الكهرباء المباراة؟ وإذا تابعها فماذا سيكون شعوره حين يخطر على باله ملايين السوريين الذين لا يمكنهم متابعتها بسبب انقطاع الكهرباء؟
عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر