العناوين الرئيسيةتعليم
امتحان الرياضيات التجريبي المؤتمت لطلاب الشهادة الثانوية يُثير “الهلع” والتربية توضّح
أثار امتحان الرياضيات التجريبي المؤتمت لطلاب الشهادة الثانوية – الفرع العلمي جدلاً واسعاً بين أوساط الطلاب والأساتذة، واصفاً البعض منهم الاسئلة بـ”الانتقامية”، ومؤكّدين، أن “عامل الزمن وطبيعة الاسئلة شكّلا أزمة حقيقية في القاعات الامتحانية”، بحسب عشرات الشكاوى التي وصلت بريد التلفزيون وازدحمت بها منصات التواصل الاجتماعي.
لماذا “تنتقم” مؤسسة من ابنائها؟!
وقالت الآنسة “ريان حمداش” عبر صفحتها على “فيسبوك”: “اسئلة الرياضيات للثانوية الفرع العلمي ليست اسئلة، وإنما مجرد انتقام، وهذا بشهادة نخبة من الأساتذة”، وأضافت المعلمة: “فوق ما الاسئلة انتقامية وبدها وقت.. في طلاب ما استلموا الاسئلة لـ12:20 وبعد، وخاصةً في محافظة حمص”.
وعلّقت “هند” والدة طالبة عبر “فيسبوك” حول “حالة التوتر التي أُصيبت بها ابنتها، بسبب طبيعة الاسئلة وعامل الزمن والذي انعكس بشكلٍ كارثي على ادائها رغم تفوّقها”، مشيرةً إلى “أهمية أن تكون ورقة المسودة كافية في مواد ضخمة مثل الرياضيات والفيزياء”، مستغربةً من غياب هذه الأساسيات عن وزارة التربية.
وقال طلاب في محافظة طرطوس، لتلفزيون الخبر، إنهم “مع بدء الامتحان ومرور الوقت وعدم ملائمة الوقت المحدد للاسئلة مع طبيعتها الصعبة جداً كتمت دموعنا على أنفاسنا”.
وذكرت “مها” (طالبة)، إنه “تعاملت مع آخر 20 سؤال على مبدأ السبحانية، كوني لم أعد امتلك الوقت الكافي للحل، ولا هدوء الأعصاب اللازم للتركيز”، مضيفةً: “ماذا سيحل بنا في الامتحان النهائي والذي سيكون عدد اسئلته أكثر بحسب ما هو مقرر؟”.
مطالبات للوزارة بالتخلّي عن “سياسة الإبهار”
وفي تعليقها على “واقعة الرياضيات” والتي تصدّرت “التريند” لدى السوريين ليوم الأحد، قالت ريم (مهندسة)، إنه “المفروض أي أسلوب جديد لامتحان أو لمنهاج ما يتطبّق بالبكالوريا.. يعني الفكرة اللي هلق عم بطبقوها كالأتمتة مثلاً يمهدولها ويبدأوا فيها عند الطلاب اللي حالياً صف عاشر”.
وتابعت “ريم”: “البكالوريا ما بيصير يغيّرولن شي فجأة.. وخاصةً بمادة مثل الرياضيات، في ظلم كبير رح يصير ويطال كتير طلاب”، ليرد البعض بأنهم “تعودوا أن يكونوا حقل تجارب”، على حد وصفهم، مطالبين الوزارة بالابتعاد عن “سياسة الإبهار في هذه التجربة، والتي ستكون قاسية عليهم بطبيعة الحال في عامها الأول”.
وتحدثت “ربا” عن تفاصيل قالت إنها على بساطتها شكّلت إرهاق كبير للطلاب كارتباط ورقة الاسئلة بالأجوبة، متسائلةً، إن “ورقة الأجوبة معلّقة بالأسئلة ليش؟”.
وأردفت “ربا”: “لسه كل سؤال بدو يرجع الطالب للورقة ليحبره.. بدها معاملة القصة وكتير بتهدر الوقت صدقوني.. انتبهوا لهالتفاصيل وقت تحديد المدة الزمنية لأنها يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار حالها حال طبيعة الاسئلة وعددها”، لتضيف: “أنتوا مفكرين بمصلحة الطالب؟”.
تساؤلات تطرح نفسها
كل ما تمّ ذكره آنفاً، يفتح المجال أمام تساؤلات كثيرة برسم وزارة التربية، فهل تمت مراعاة الفروقات الفردية بين الطلاب عند وضع الاسئلة؟ ولو حصل ذلك لماذا لم نشهد أصداء إيجابية؟ وهل ستتلافى الوزارة ما حصل سواء على صعيد طبيعة الاسئلة أو المدة الزمنية في الامتحانات النهائية؟ أم سيبقى مصير الآلاف مهدداً وربما رهن “ضربة حظ”؟.
الوزارة تعد بإعادة معايرة الزمن المحدد
وفي ردّها على ما يتعلّق بالعامل الزمني، قالت مديرة الإشراف التربوي في وزارة التربية، “إيناس ميّا”، لتلفزيون الخبر، إن “الامتحان التجريبي أقرّ لتلافي أي ثغرات في الامتحان النهائي”، وبأن “الوقت المحدد لكل مادة تمّت معايرته وستتم إعادة دراسته بدقة بعد الامتحانات التجريبية بحيث لا يسبب أي عائق للطلاب، وبما يتناسب مع عدد الاسئلة وطبيعتها”.
ووعدت “ميّا”، بأن “لا يكون هناك أي مشكلات بما يتعلّق بعامل الوقت المحدد في الامتحانات النهائية”، لافتةً إلى أنها “لمست ارتياحاً كبيراً من قبل الطلاب وأهاليهم لامتحان الرياضيات، كون لم يجد أحد وقتاً للالتفات، سواء عند تواجدها في غرفة المتابعة أو جولتها لمدرسة زكي الأرسوزي بدمشق، لكن هذا لا يُلغي حقيقة أن هناك فروقات فردية بين الطلاب تُؤخذ بعين الاعتبار”.
وحاول فريق التحرير في تلفزيون الخبر، الاثنين، التواصل مع منسق مادة الرياضيات في وزارة التربية، “ميكائيل حمود”، للوقوف على حقيقة ما يتم تداوله حول صعوبة الاسئلة وعدم مراعاتها للمستويات المختلفة وعدم تناسبها مع الوقت المحدد، إلّا أننا لم نلقَ أي استجابة منه، بالرغم من إرسال رسالة تعريفية تعلمه بهوية المتصل.
يُذكر أن وزير التربية “محمد عامر المارديني”، طمأن الطلاب خلال لقاء في التلفزيون السوري، يوم الأحد، بأن “الدورة الثانية هذا العام ستأتي أصعب من الدورة الأولى، لأنه لن تتحقق العدالة إذا تم وضع نفس مستوى الأسئلة”، على حد قوله.
ما دفع العديد ومنهم مختصين للتفاعل، متسائلين “منذ متى كانت الاسئلة الصعبة مقياساً للعدالة، وهل تمّ التخلّي عن سياسة الاسئلة الموضوعية والشاملة والتي تُراعي الفروقات الفردية ومستويات الطلاب كافة لتحلّ مكانها الاسئلة الصعبة، ضاربين بعرض الحائط تأثير هذه التصريحات على الوضع النفسي لطالب الشهادة؟”.
شعبان شاميه – تلفزيون الخبر