أكياس “الشمينتو” الفارغة تنضم لقائمة مكافحة شح المحروقات وتأمين الدفء البديل
يتجول عبد الكريم (40 عاماً) في شقة يعمل بها في حي السبيل بمدينة حمص بحثاً عن أكياس الإسمنت الفارغة (الشمينتو) ، ليجمعها ويرتبها في كيس واحد كبير.
ينفض عنها الغبار، يطويها على شكل مربعات صغيرة، يضعها في سلة مخصصة لجمع هذه البقايا من مستلزمات العمل لاستخدامها في للتدفئة خلال فصل الشتاء.
“بحياتنا ما عملنا هيك”، يبدأ الشاب حديثه لتلفزيون الخبر عن الأسباب التي دفعته، كما الكثير من السوريين، إلى التفكير بحلول بديلة تعوض عن نقص المحروقات، ولاسيما مازوت التدفئة.
أكياس اسمنت فارغة، خشب زائد من نجّار الباطون، بقايا بلاستيكية، يحزمها عبد الكريم في “مطاطة” واحدة، فيتقلص حجمها بشكل كبير، ليعيد فتحها عند وصوله إلى منزله في حي ضاحية الباسل، حسب قوله.
“مافي زلمة عالبرد”، يقول عبد الكريم لتلفزيون الخبر، وأولادي صغار لا يستحملون هواء الشتاء البارد القادم على الأبواب، والمشهود لهذه المحافظة بقسوته.
وأضاف رب الاسرة، الذي امتهن تركيب البلاط منذ 15 عاماً أن: “مخصصات مازوت التدفئة بالكاد تكفي أياماً معدودات، ولا قدرة مالية على شرائه بالسعر الحر من الأسواق، كمان ان أسعار الحطب ارتفعت بشكل كبير يفوق قدرتي”.
“بآخر سنتين صرت أجمع الكياس”، يشير عبد الكريم إلى أنه بدأ في العامين الأخيرين جمع بقايا مستلزمات الإكساء من الورشات التي عمل بها، فكانت حلاً بديلاً لا بأس به ساهم بتأمين الدفء لأطفاله وعائلته”.
وأكمل عبد الكريم لتلفزيون الخبر: “لجأ الكثيرون إلى حلول أخرى، كجمع النايلون والبلاستيك، أو شراء صوبيات السبيرتو الخطرة، وغيرهم عاد للحلول القديمة باستخدام قرفوش الجلة، بينما قضى البعض فصل الشتاء تحت البطانيات”.
“شو جبرك عالمر”، يتساءل عبد الكريم، وما الحل كي أمنح الدفء لأطفالي وأحميهم من البرد، فرائحة النايلون والخشب أهون ألف مرة من زيارة الطبيب، أو شراء الدواء من الصيدليات.
وما إن تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض، لم يعد يستغرب الحماصنة، انتشار رائحة النايلون في شارع معين أو حي، خاصة وأن بعض مخصصات المازوت الخاص بالتدفئة للمواطنين، لم توزع إلا مع بدء أيام الصيف الأولى، وحينها كان “يلي ضرب ضرب ويلي هرب هرب”.
عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر