هذا ما جرى.. هل ستمر فضيحة منتخب سيدات سوريا دون محاسبة ؟
ست سنوات من الحرب المدمرة على سوريا لم يسلم منها البشر ولا الحجر، ولا حتى الرياضة، وعندما نقول حرب، هذا يعني أن في الطرف المقابل يوجد عدو، وكم يكون الأم أشد، والظلم أكثر مضاضة، عندما يكون من يؤلمك ويؤذيك هو من المفترض أن يكون شريكك في الصمود.
قد تبدو البداية مؤلمة، وأكثر من أن تتحملها “هزيمة بكرة القدم”، لكن الأمر في الواقع يتجاوز فشل جديد وهزيمة جديدة، ليصل إلى استهتار بمشاعر السوريين، وإساءة للقميص الذي يحمل علم الوطن.
حلقة جديدة من استهتار اتحاد الكرة، تضاف إلى مسلسل يبدو أنه لن يتوقف ما دامت القيادة الرياضية لم تتخذ حتى اللحظة أي إجراء بحقه، منذ الحلقة الأولى التي بدأت بـ “مورينيو” ولم تنته بالفضيحة الأخيرة التي تمثلت بمشاركة منتخب السيدات في التصفيات الاسيوية.
مجموعة من الصبايا “أكلن 38 غول بـ 4 مباريات”، ومع من، فيتنام وميانمار .. ، نتائج لا يحصدها إلا مجموعة من “السائحات” اللواتي لم يلمسن الكرة يوماً، وهذا ما بدا من متابعة المباريات المخزية.
ونشرت الصفحة الخاصة بالمنتخب الخاسر بـ 38 غول على “فيسبوك” فيديو شكر للاعبات وتم عنونته “يلي ما بيتخلى عن بلدو وبيقبل يمشي أول خطوة لو كانت كلا خسارة…ترفع لكم القبعة رغم كل شيء”!.
أي قبعة سترفع، وقد اكتفى السوريون من الشعارات الطنانة، الفاشلون فقط هم من يرفع الشعارات بلا عمل.
ومن الغرابة بمكان ألا يكون مطلق الشعارات تابع ما كتب السوريون على فيسبوك، من سخرية، على النتائج، وأهم من النتائج، الأداء.
وحتى لا نكون مطلقي شعارات مثلهم، بحث تلفزيون الخبر الذي واكب مسيرة منتخب السيدات أول بأول، وصدمنا مثلما صدم السوريون بالنتائج والأداء، ووصلنا إلى بعض الحقائق المتعلقة بعلاقة الفساد بما جرى.
وأكدت عدد اللاعبات اللواتي استبعدن، لصالح لاعبات لم يلمسن الكرة داخل الملعب تقريباً، لتلفزيون الخبر أن أوّل أسباب مهزلة المنتخب النسوي هي “استبعاد عدد من اللاعبات اللواتي شاركن مع المنتخب عام 2011 في الإمارات، ويعتبرن صاحبات خبرة ولديهنّ تجارب سابقة واحتكاكات نتيجة استمرارهنّ في التدريب مع أنديتهنَّ”.
وأكدت إحدى اللاعبات (التي فضلت عدم ذكر اسمها) لتلفزيون الخبر “استبعاد بعض اللاعبات صاحبات الخبرة قبل السفر إلى بيروت بعدة ساعات فقط، بحجة “منعتذر منكم تعبوا عحالكن أكتر والمستقبل بعدو قدامكن”.
وتابعت اللاعبة أن “بعض اللاعبات اللواتي تم اصطحابهن هم من أعمار 17 سنة، ولم يشاركنَ في أي مباراة، ولا داعي لذلك طالما الرحلة مجرد سياحة”.
وأكملت اللاعبة “الكارثة الأكبر هو أنه ومع اكتمال عدد اللاعبات بالواسطة في المنتخب، كان لا زال هناك واسطات أخرى، فتم ضم لاعبة بصفة “مدرب أو مساعدة مدرب” وتم إشراكها في المباريات”.
وقالت لاعبة أخرى أنّ “اللاعبات اللواتي تم الاعتماد عليهنّ معظمهم من نادي المحافظة بعدد 18 لاعبة من أصل 23، والسبب أنّ مدربة المنتخب كانت مدربة للمحافظة في السابق، وبكلام أدق فالذي كان يلعب هو نادي المحافظة “مو المنتخب”، على حد تعبيرها.
وسخرت اللاعبة “حملت اللاعبة المدربة (التي تدعى منار منذر) شارة الكابتن، ولعبت في خط الدفاع، الذي شاهد الجميع براعته من النتائج، فنحن لم نلعب مع سيدات ألمانيا أو البرازيل لنتلقى 38 هدف”.
واكتفى اللواء موّفق جمعة رئيس الاتحاد الرياضي العام في مقابلة مع “سانا” بالقول أن “أداء المنتخب كان دون الطموحات ونتائجه مخيبة للغاية”، مشيراً إلى أنه “سيتم الاجتماع مع الجهاز الفني والإداري للوقوف على التقصير الذي حصل في الأداء والنتائج”.
وعند الحديث عن “البردعة” يمكن رمي الكرة في ملعب اللاعبات المهزومات بـ 38 غول ، أما بالبحث عن “الحمار” فالأكيد هو في مكان اخر، وهو مسؤول عن كل خيبات السوريين في كرة القدم، ليست الحرب أبداً، فالعراق حقق كأس اسيا وهو في عز الحرب.
وطالب سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي، بفتح تحقيق في قضية “منتخب السيدات”، ومحاسبة المسؤول، أياً كان، لأن ما جرى لا يمكن تسميته سوى بـ “فساد واستهتار”.
يذكر أن منتخب سيدات سوريا لكرة القدم كان خاض أربع مباريات في الفلبين ضمن تصفيات كأس آسيا، وتلقت شباكه 38 هدفاً في مباريات مع سنغافورة وميانمار وفيتنام وإيران، دون تسجيل أي هدف أو أي شيء “عليه القيمة” باستثناء أن سوريا أصبحت “مسخرة” البطولة.
فراس معلا – تلفزيون الخبر