“قسد” تتابع حربها ضد “تابعي الأمس” وتحرج العشائر .. ومصادر تكشف لتلفزيون الخبر بعض “الخبايا”
تتابع قوات “قسد” حربها ضد ما يطلق عليه “مجلس دير الزور العسكري” التابع لها، والموالين كليهما للاحتلال الأمريكي لليوم الرابع على التوالي .
واسفرت الاشتباكات حتى اليوم الرابع عن مقتل مجموعة من المسلحين واستشهاد واصابة أكثر من 20 مدنياً ،وذلك في عملية انقلاب هي الأكبر منذ إنشاء قوات “قسد” قبل سنوات.
وقالت مصادر عشائرية ومحلية مطلعة لتلفزيون الخبر أن ” الاشتباكات المسلحة بين عناصر “مجلس دير الزور العسكري” التابع لقوات “قسد” و عناصر قوات “قسد” من التشكيلات الأخرى ، هي نتائج طبيعة للخلافات والانقسامات الحادة بين الطرفين خلال الاشهر الماضية والتي نشبت على اثرها اشتباكات كانت تخمد بعد تدخل الاحتلال الامريكي”.
وأوضحت المصادرأنه “إن ما قامت به قيادة “قسد” من حملة اعتقالات بحق مجموعة من قياديي “مجلس دير الزور” الذي يعتبر من أكبر وأهم الفصائل والمجالس العسكرية التي تضمها “قسد” ، من بينهم قائد المجلس أحمد الخبيل أبوخولة ،من خلال استدراجهم إلى مدينة الحسكة لحضور اجتماع مع قيادة قسد ،هو دليل قاطع على إعطاء ضوء أخضر امريكي للقضاء على هذا التشكيل”.
وتابعت المصادر أن ” الاحتلال الأمريكي بعد فشله الذريع بحشد الفصائل المسلحة الداخلية في الجزيرة السورية والحصول على دعم خارجي لشن عملية عسكرية عبر هذه الفصائل بهدف السيطرة على معبر البوكمال الحدودي مع العراق لقطع طريق بيروت – دمشق – بغداد – طهران ،بدأ بإعادة تشكيل اوراقه مع “قسد” التي على ما يبدو كان شرطها الأول القضاء على قيادة مجلس دير الزور العسكري متمثلة بـ”ابو خولة” ورفاقه ”
وجاءت هذه التطورات بعد الزيارة الميدانية التي قام بها قائد القيادة المركزية لجيش الاحتلال الأمريكي الجنرال مايكل كوريلا لمناطق شمال شرقي سوريا، والتي التقى فيها قيادة قوات “قسد” التي على مايبدو طلبت انهاء تواجد قادة مايسمى “مجلس ديرالزور العسكري” في مناطق شرقي دير الزور وتغيير قيادته .
وتكتسب هذه الزيارة أهميتها، لكونها الثانية من نوعها لأعلى قائد عسكري أميركي يزور مناطق سيطرة “قسد” شمال شرقي سوريا، بعد زيارة مماثلة قام بها كوريلا لمخيم الهول في سبتمبر (أيلول) العام الماضي 2022م.
وفي نفس الصدد ، بينت المصادر المطلعة أن” الاحتلال الأمريكي يدعم قوات “قسد” في حملتها الامنية والعسكرية في المنطقة الممتدة من مدينة الشدادي جنوبي الحسكة إلى بلدة هجين بريف دير الزور ، بحجة محاربة خلايا “داعش” ، إلى أنه ينتظر ويراقب المعارك الدائرة ليرى كفة من تنصر ليقدم له الدعم لإعادة ترتيب امور المنطقة النفطية”.
وأشارت المصادر إلى أنه “في ضوء العملية العسكرية ل قسد ، في ريف دير الزر الشرقي ، وضع الوجهاء وشيوخ العشائر المقربين منها ومن الاحتلال الأمريكي في زاوية تحميلهم المسؤولية عما يجري في المناطق العشائرية العربية الخالصة ، من خلال فشلهم في عملية الاتصالات مع طرف الاحتلال الأمريكي لوقف الحرب الدائرة بين عملائها ومسلحيها”.
“في حين بدأت ترتفع اصوات شيوخ ووجهاء القبائل والعشائر في الجزيرة السورية وريف حلب وغيرها ، بضرورة حشد الجهود ، وإعلان الفزعة العشائرية ووضع الخلافات السياسية والاجتماعية جانباً ، معتبرين ما يحصل هو اهانة كبيرة للتاريخ العشائري” بحسب المصادر.
واردفت المصادر بأنه” قسد، أصلاً، اطلقت عمليتها العسكرية والأمنية في مناطق ريف دير الزور تحت شعار “تعزيز الأمن” لملاحقة خلايا داعش والعناصر الإجرامية في دير الزور المطلوبة والمتورطة في الاتجار بالمخدرات والمستفيدة من أعمال تهريب الأسلحة ، بناءً على طلب من شيوخ ووجهاء القبائل والعشائر الذين التقوا القيادة العامة لقسد خلال الأيام الماضية”
وأكدت المصادر أن ” قوات “قسد” اعلنت بأنها مستمرة في أداء مهامها بمواجهة أية محاولات لعرقلة العملية الأمنية لحين تحقيق أهدافها في القضاء على خلايا داعش واعتقال المتورطين في العمليات الإجرامية”.
يشار أن مجلس دير الزور العسكري تأسس في نهاية عام 2016م على يد أبو خولة نفسه والذي قاد بعد عام بدعم من قيادة “قسد” وقوات “التحالف الدولي” بقيادة الاحتلال الأمريكي حملة “عاصفة الجزيرة”، التي هدفت إلى “تطهير” وادي الفرات ووادي نهر الخابور في محافظة دير الزور من تنظيم “داعش” الارهابي.
ليتحول بعدها ” أحمد حميد الخبيل” المعرف باسم أبو خولة إلى “زعيم عسكري” في المنطقة وينصب نفسه شيخاً وأميراً لعشيرة البكير- قبيلة العكيدات وهو ما رفضته مشيخة وزعامة القبيلة ، إلا أن نفوذه العسكري والمالي الكبير جعل عدداً كبيراً من الوجهاء يلتفون حوله بدعم من قيادة “قسد” والاحتلال الأمريكي.
خاص – تلفزيون الخبر