“بشكير مبلل وكرتونة”.. ضمير كهربائي “ميت” والأمر متروك للابتكار
يعجز رامي عن النوم دون وضع بشكير مبلل بالماء على رقبته، مع وصول درجات الحرارة في مدينة حمص إلى 43 مئوية خلال ساعات النهار و 30 خلال ساعات الليل، بحسب برنامج الطقس على جواله.
عجزُ رامي هذا يأتي -كما قال لتلفزيون الخبر- في ظل انقطاع الكهرباء معظم ساعات اليوم إن لم تكن جميعها، ما جعل بطارية المنزل “تصفّر” وغير قادرة حتى على إنارة أضوية “اللدات”.
الحل البدائي الذي اخترعه رب الأسرة يعود لفترة خدمته العسكرية، عندما كان القانون السائد “دبر راسك” وهو الأمر الذي يطبقه عملياً عام 2023، مع كل التكنولوجيا الحديثة السائدة في جميع أنحاء العالم ما عدا سوريا، حسب تعبيره.
“شو ذنب أطفالي”، يشكو رامي معاناة طفلتيه، مع بلوغ إحداهما يومها العاشر فقط في “هذه الحياة المعترة”، مضيفاً: “أشكو همي إلى الله فقط أما عباده المسؤولون فمشغولون بتجميع الثروات”.
يتابع رامي لتلفزيون الخبر: “لم تكد طفلتي تخرج من الحاضنة حتى وقعنا في مشكلة موجة الحر الراهنة مع خطرها الكبير على الكبير قبل الصغير، ما دفعني للبحث عن حل لتبريدها في ظل انقطاع الكهرباء”.
“لا أخلاق ولا ضمير”، يكمل رامي، فدقائق الوصل لا تتعدى ربع ساعة كل 6 ساعات، في ظل موجة حر خانقة، فهل بات المعنيون في قطاع الكهرباء عاجزون عن تأمين التيار مدة ساعة كاملة، وأين الوعود التي سمعناها منذ فترة طويلة”.
من جهتها، لم تجد أم أيهم سوى قطعة كرتونية تستعملها كمروحة يدوية تبرد بها نفسها قليلاً أثناء جلوسها في محل ابنها المخصص لصيانة الجوالات فترة الصباح في حي المهاجرين بمدينة حمص.
وتقول السيدة الخمسينية لتلفزيون الخبر: “أجلس في محل ابني ريثما يعود من وظيفته وأستلم الجوالات المراد إصلاحها من الزبائن، ومع عدم فائدة المروحة العاملة على البطارية استخدم قطعة الكرتون هذه.
وتؤكد أم أيهم أنها عادت إلى الحلول “التبريدية” القديمة من “الخابة وكاسة الستانلس”، و”الخيشة” التي تغطى بها عبوات الماء، لا حباً بها بل لانتهاء جميع الحلول الممكنة والمتاحة”.
أما “الدوش” فما الفائدة منه والماء تغلي، يقول ايهاب (محامي) لتلفزيون الخبر، فالعرق ينصب منا أثناء الاستحمام، ناهيك عن كون وضع المياه سيء هذه الفترة ولا رفاهية ممكنة في تبذيرها”.
ويضيف الشاب الذي يقطن في حي السبيل: “يعاني الحي من أزمة مياه خانقة ويعتمد معظم سكانه على الشراء من الصهاريج بتكلفة عالية تصل 30 ألف ليرة لكل خمسة براميل، ولهذا لم يعد بإمكاننا سوى انتظار فرج انتهاء فصل الصيف لنقع بمصائب فصل لشتاء”.
ولعدم جدوى النداء بمكان، فلا فائدة من أن استخدام الخلفية الصحفية المعتادة، فلا الإشارة إلى أزمات المواطن ستنبه المعنيين، ولا ذكر مصاعب حياتهم يجدي نفعاً أمام ضمائر أقرب للسبات، ويبقى الجدير بالذكر أن السكوت في حضرة مصائب السوري المتلاحقة أبلغ من الكلام.
عمار ابراهيم _ تلفزيون الخبر