يا كنز الرحمة والمعونة تشفّعي فينا”.. 15 آب ذكرى رُقاد السيدة مريم العذراء
تستذكر مايا (34 عاماً) مشاهداً من طفولتها في هذا الوقت من كل عام، مع توضيب حقائب عائلتها للسفر من دمشق إلى مرمريتا – حمص التي تحتفي بالكرنفال احتفالاً بعيد رُقاد السيدة مريم العذراء الواقع في 15 آب، مع الترنيم ” يا كنز الرحمة والمعونة تشفعي فينا”.
وروت “مايا” لتلفزيون الخبر عن “مظاهر الكرنفال الذي يقام في هذه المناسبة، حيث يرتدي المشاركون فيه أزياء تنكريّة مفعمة بالألوان، ويحرصون على إيصال رسائل من خلال الأشكال المصممة والديكورات”.
“ويقود الشباب سيارات مزيّنة تجول في شوارع البلدة على وقع معزوفات منوّعة تحيي الفرح والسعادة في قلوب جميع الحاضرين، ناهيك عن ختام الكرنفال بحمل تمثال للسيّدة العذراء مزيناً بالورود إكراماً لها”، كما وصفت “مايا”.
“ومن لا يستحضر من ذاكرته أصحاب الطبل والمزمار اللذين يتنقّلون من منزل إلى آخر في هذا العيد، ويعقدون حلقات الدبكة، إضافة لتنظيم الحفلات بمطاعم البلدة مع كبار المطربين، وإشعال الألعاب النارية”، بحسب “مايا”.
“وانطلق كرنفال مرمريتا للمرّة الأولى في آب 1972، حيث تضافرت جهود أهالي البلدة الواقعة في وادي النصارى بريف حمص الغربي لتنظيمه، فيما اعتاد جميع السوريين والمغتربين منهم المشاركة فيه”، بحسب مصادر أهلية.
وبالرغم من الحر.ب القاسية التي شهدتها سوريا، إلا أن الاحتفال في عيد رقاد السيدة العذراء كان حاضر في كل عام بتاريخ 15 آب، وحاملاً في طيّاته رسائل سلام وبركة في البلاد.
وعن أهمية هذه المناسبة ورمزيتها، أشار الأب الروحي رأفت أبو النصر لتلفزيون الخبر إلى أن “عيد رقاد السيدة مريم العذراء يشير إلى حدثين يصعب فصلهما في إيمان الكنيسة، موت العذراء وقيامتها وصعودها إلى السماء”.
وكما قال القديس يوحنا الدمشقي: “كيف تنتقل عنصر الحياة إلى الحياة بواسطة المو.ت.. إذ لم يَعُدْ يُسمّى موتًا، إنّما “رقادٌ” و “انتقالٌ إلهي” وهجرةٌ نحو الإله، وحتّى وإن سُمّيَ موتاً، فهو موتٌ معطٍ للحياة، لأنّه ينقلنا إلى حياةٍ سماوية خالدة”.
وإلى جانب مكانة مريم العذراء لدى المسيحيين، خصّها القرآن الكريم بسورة كاملة، حيث يرد ذكرها عند تلقيها البشارة بالمسيح أو النبي عيسى، وانجابها له، مع محطات أخرى من حياتها، بما يظهر تقواها، وقوّتها، وصبرها.
واهتم فنانو عصر النهضة الأوروبي إلى جانب رسّامي الأيقونات المشرقية، برقاد “مريم”، حيث صوّرت مرفوعة فوق الغيوم، ومحمولة على أكفّ الملائكة، وغيرها من الرسوم كتعبير عن مكانتها.
“وعلى روزنامة الطوائف المسيحية أيام كثير لتكريم العذراء، ولكن يعدّ 15 آب من كلّ عام أبرزها، كونه احتفال بانتقالها إلى السماء، كتكريم لها على رسالتها”، بحسب المعتقدات المسيحية.
وفي مثل هذا الوقت من كلّ عام، يطوف الناس بتماثيل لمريم العذراء حول العالم، فيما يعدّ يوم 15 آب عطلةً رسمية في بعض البلدان التي يتبادل الناس فيها التهاني، ويتشاركون الصلاة، ويتلون الترانيم لها، ومن أشهرها “يا مريم البكر فقتِ الشمس والقمر” بصوت السيدة “فيروز”.
كلير عكاوي – تلفزيون الخبر