اضطراب مميت.. طبيبة مختصة توضح أعراض التسمم المائي وأسبابه
يؤدي شرب كميات كبيرة من المياه خلال فترة قصيرة إلى الموت في حالة غير شائعة تسمى التسمم المائي.
وعرفت الدكتورة جوانا غالي التسمم المائي لتلفزيون الخبر بأنه “خلل بوظائف الدماغ ناتج عن شرب كميات كبيرة جداً من الماء بوقت قصير، بحيث تعجز الكلى عن تصريف الزائد من الماء بهذا الوقت”.
وتابعت الاخصائية بأمراض الكلى أن “التسمم المائي يعتبر اضطراب مميت، حيث يحصل خلل بالتوازن الطبيعي لشوارد الجسم الى مستويات تكون غير آمنة، تودي بالحياة”.
وأكملت “غالي: “الماء يعتبر كأي مادة أخرى، ويصبح سماً عند الافراط باستهلاكه ضمن فترة زمنية قصيرة، مؤدياً لاضطرابات شاردية، على رأسها نقص صوديوم الدم، حيث يؤدي شرب ستة ليترات ماء خلال ثلاث ساعات الى وفاة الانسان الطبيعي السليم”.
وأضافت “غالي” أنه “بالحالة الطبيعية يكون من النادر استهلاك كميات كبيرة من الماء، وغالباً الوفيات الناتجة عن التسمم بالماء عند الأشخاص السليمين صحياً، تكون وقت الإجهاد كالرياضيين ومسابقات شرب الماء، أو في حالات الحرارة المرتفعة”.
وشرحت “غالي” حول الإمراضية أنه “في البداية يكون السائل خارج الخلايا، يحتوي على كميات منخفضة جداً من المواد المذابة، منها الصوديوم، مقارنةً بالسائل داخل الخلية، هذا يؤدي لانتقال السائل من خارج الخلية الى داخلها لموازنة التركيز التناضحي”.
وأوضحت “غالي”: “وهذا يؤدي بدورة لتضخم الخلايا، وبالأخص الخلايا الدماغية (وذمة دماغية)، مما يرفع الضغط داخل القحف في الدماغ وتبدأ الاعراض العصبية بالظهور بسبب نقص الصوديوم”.
وتتضمن الأعراض: “صداع، ضيق تنفس عند الجهد، ضعف وألم بالعضلات، ارتعاش او تشنجات، غثيان واقياء، العطش، ضعف الاستجابة للتنبيهات الحسية والألمية ومع استمرار الحالة يحدث لدينا بطء قلب وتسرع نبض”، وفقاً ل”غالي”.
وتابعت “غالي”: “مع زيادة الوذمة الدماغية، من الممكن أن تضغط على جذع الدماغ مؤديةً الى اضطرابات بالجهاز العصبي المركزي، أخطرها تثبيط مراكز التنفس العليا مؤدية الى الغيبوبة والموت”.
ويوجد عدة عوامل خطيرة، تزيد من حدوث التسمم المائي وفقاً ل”غالي”، منها: “عند الرضع بشكل خاص مما يقل أعمارهم عن تسعة اشهر، حيث يكون من السهل جداً امتصاص الماء عندهم، بالتالي ينقص الصوديوم”.
وبينت “غالي” أن “الرياضات العنيفة مثل عدائي الماراتون، حيث هم معرضون لخطورة التسمم المائي، إذا استهلكوا كميات كبيرة منه أثناء الجري حيث تنخفض مستويات الصوديوم الى دون 135 مم/ل”.
واكملت “غالي”: “والأسباب النفسية المنشأ، حيث يوجد مرض يدعى العطاش نفسي المنشأ، يشعر بها المرضى أنهم مجبرون على شرب كميات كبيرة من الماء”.
وتابعت “غالي”: “والاماهة الوريدية للمرضى فاقدي الوعي أو الاماهة عبر الانبوب الانفي المعدي، وهذا يجب أن يتم باشراف طبي لتتم موازنة السوائل المعطاة بدقة مع السوائل والشوارد المفقودة”.
ذكرت “غالي” أنه “عموماً المهن المجهدة بظروف ارتفاع درجات الحرارة الشديدة والرطوبة العالية حيث يجب الحرص على تناول الماء باعتدال، فينصح بعدم تناول أكثر من لتر ماء واحد في حالة التعرق الشديد”.
وقالت الدكتورة “غالي” عن العلاج أنه “بالحالات الخفيفة لانضطر للعلاج فقط نحدد كمية السوائل المستهلكة، أما بالحالات الشديدة، فنستخدم مدرات البول لزيادة التبول وهي الاكثر فعالية للتخلص من حجم الدم الزائد “.
وتابعت “غالي” أن”مضادات مستقبلات الفازوبريسين (هو الهرمون المضاد للادرار)، حيث تعمل هذه الادوية على تثبيط عمله لتستمر عملية طرح الماء لخارج الجسم”.
وأوضحت “غالي” أنه “بحالة نقص الصوديوم الشديد العرضي، يجب أن يصحح ببطء ضمن العناية المشددة، لأن التصحيح السريع ايضاً يسبب اضطرابات عصبية تودي بالوفاة”.
وبينت “غالي” حول الوقاية من التسمم المائي أنه “يتم منعه، استهلاك الماء بمقدار لا يتجاوز خسارته، لتتمكن الكلية من العمل بشكل فعال، حيث أن الكلية السليمة تسطيع تصريف 800مل الى ليتر واحد كحد اقصى بالساعة، ومع الاجهاد الشديد تقل هذه الكمية”.
وذكرت الاخصائية بأمراض الكلى أن “كمية الماء الموصى بها يومياً حوالي 3.7 ليتر للرجال و 2.7 ليتر للنساء، تتعدل حسب النشاط البدني والظروف البيئية والمهنية، وتؤخذ على مدار اليوم وليس دفعة واحدة”
وختمت “غالي” أن “شرب كميات كبيرة أي اكتر من 700 مل ل 1 ليتر /ساعة يؤدي الى مشاكل، تصل لقبول عناية مشددة،
ويفضل أخذ الماء عن طريق سوائل اخرى غير الماء الصرف مثل الكوكتيلات، وعن طريق الطعام تجنباً لنقص الصوديوم”.
بشار الصارم – تلفزيون الخبر