العناوين الرئيسيةمجتمع

في يوم الشباب العالمي.. ثناءٌ للأبطال ورثاءٌ للأحلام 

حددت جمعية الأمم المتحدة تاريخ 12 آب للاحتفال بيوم الشباب الدولي سنوياً، لتركيز اهتمام المجتمع الدولي بقضايا الشباب وتقديراً لجهودهم ودعمهم، بوصفهم شركاء في المجتمع العالمي المعاصر.

 

وبمناسبة هذا اليوم العالمي، رصد تلفزيون الخبر عدة تجارب (بطولية) للشباب السوري، في محاولة منهم لإحياء الأمل وإعادة ترتيب الأحلام والأهداف التي اندثرت مع الظروف السابقة والراهنة مجتمعة.

 

يقول الشاب أحمد شعبان (25 عام) لتلفزيون الخبر: “أتواجد حالياً في مطار بيروت، واسأل نفسي كيف من الممكن أن احتفل بيوم الشباب العالمي من خارج وطني لأول مرة؟، وطني الذي غادرته منذ ساعات”.

ويتابع “أحمد”: “وجهتي الهند من خلال منحة دراسية مازالت تعطيني الامل، لأنه بعد وصولي إلى السنة الرابعة في دراستي للحقوق، راودني سؤال أين هي حقوقي وما هو الطريق بعد التخرج؟”.

 

وبيّن الشاب العشريني أنه ” خاض تجربة دراسة هندسة التصميم الميكانيكي والعلوم السياسية، ليستقر بعدها على الحقوق، قائلاً “هذا لا يعني فشلي، لأنني طرقت جميع الأبواب بدون نتيجة، أبواب هجرها سكانها منذ زمن عابر”.

 

وأكمل “أحمد” حديثه: “لقد وصلت إلى مرحلة “كل شيء ضاق” رغم كل محاولاتي البائسة لإيقاظ آخر أمل كان موجود في داخلي بالاستمرار”.

 

وقال الشاب العشريني: “أنا هنا لا أتكلم عن نفسي فقط، فهذا حال الأغلبية القصوى من الشباب السوري، وآسفي أن أصف أحلامي بالمدفونة، والطموحات التي تنازع للبقاء على قيد الحياة بدون أمل”.

 

بدورها، اعتبرت الشابة علا علي (34) عام في حديثها لتلفزيون الخبر أنّ “الظروف كذبة، ومن أراد يستطيع، بالرغم من أني تخليت عن تعليمي لأجل الزواج، وشعرت أن الأبواب أغلقت أمامي بعد حدوث الانفصال”.

لكنني تشجعت أن أبدأ من الصفر، تقول “علا”: قدمت البكالوريا في عمر 24، وحصلت على مجموع عالي، الذي أهلني لدخول كلية الإعلام، ثم تخرجت وعملت في المجال نفسه”.

 

وقالت الشابة الثلاثينية: “على الرغم من ظروف الحرب والخوف التي عشناها، لم استسلم، لتاخذني إرادتي إلى دراسة مجال إدارة الأعمال بالجامعة الافتراضية، ومستمرة بالشغف لتحقيق كل أحلامي، دون الالتفات لأي ظرف وأي عقبة”.

 

وتابعت “علا” حديثها: “روح الشباب في داخلنا لن تنطفئ وسنبقى نقاوم بالرغم من كل الظروف، وستشهد الأيام أننا جيل يحاول تحقيق أحلامه بالرغم من الظروف الصعبة التي أراهن أن تُقاوم في بلاد أخرى”.

 

من جانبه، يقول الشاب حسن سليمان (27 عام) لتلفزيون الخبر: “يعز عليّ أن أشعر بثقل صدري في بلادي، حالتي هذه كحالة الكثير من الشباب الذين عانوا من تفاصيل حياتية يومية”.

ويكمل “حسن”: “كنت أقف لساعات أمام البحر لأحظى بصيد جيد، لأستطيع إكمال رحلتي التعليمية في كلية الحقوق في جامعة تشرين، سيّما أنني من عائلة متوسطة الدخل، مكونة من 8 أفراد”.

 

معاناة البلاد والعباد، يصف “حسن” في حديثه “معاناة الشباب في الحصول على مستوى معيشي (مقبول)، وشعوره كغيره من الشباب بأن الأرض ترفضه وترفض أحلامه، وكل المعوقات التي وقفت في وجهه لإكمال المرحلة الجامعية، مازالت تعترضه في إكمال دراسته والتفوق بها”.

 

ويتابع الشاب العشريني حديثه: “سافرت إلى العراق، وعانيت من التقاليد الجديدة والظروف البيئية المختلفة، وحاولت الحصول على عمل قريب من مجال دراستي، وتعرضت للكثير من الضغوط النفسية في سبيل الحصول على شيء يعود إلي بالفائدة وتحديد مستقبلي كشاب”.

 

وذكر “حسن”: “تعلمت صناعة الحلويات، رغم أنني لم أكن أعلم شيء في أساسياتها وصنعها، لكنني قررت المجازفة لإنقاذ ماتبقى من أمل وقوة لدي، وتعلمت عبر الإنترنت، وعملت في مطعم يقدم جميع أصنافها حتى أصبحت محترف، وعملت ليلاً نهاراً لتلبية طلبات الزبائن”.

 

ويختم “حسن” حديثه بأنه “لم ينس طموحه الدراسي، لذلك قرر السفر مجدداً لإكمال دراسته في إحدى الدول الغربية، لعلّ الشعف يعود مجدداً ويقوى لتحقيق الأحلام”.

 

بدورها، تعبّر الشابة مرام ديوب (24) عاما لتلفزيون الخبر عن “تفاؤلها بالحياة بالرغم من عدم وجود مايفائل، إلّا أنها ضد أن تسمح للتشاؤم بأن يسيطر عليها”.

أحلامي باريسية والواقع حدث ولا حرج، تقول “مرام”: أنا طالبة ماجستير في كلية الإعلام، كنت اعتقد بأن دراستي ستخرج مني “أوبرا وينفري” السورية، لكنني بعد أكل المقلب، قررت أن أكمل دراستي، ولا يخلو الأمر من قرارات (منصفة) تصب بمصلحة الطالب بأنه يجب تحقيق نسبة 75% من الحضور”.

 

وتتابع “مرام” حديثها “وهنا تبدأ المعاناة مثل كل طالب، من انتظار السرفيس إلى المدة التي تتجاوز الساعة ونصف للوصول إلى الجامعة كوني أقطن في الريف”.

 

“بدل ما الجامعة تصرف عليي أنا بصرف عليها”، هكذا تصف الشابة العشرينية حالتها في البحث عن فرصة عمل تناسب وضعها الدراسي والشروط الجامعية، لتصطدم بشرط الخبرة في فرص العمل لمدة لا تقل عن سنة ونصف”.

 

وقالت “مرام”: “استمريت في البحث عن عمل، إلا أنني قررت الاستفادة من الانترنت والموبايل في عمل التسويق عن بعد، لكن لم تكتمل سعادتي بما أجنيه لأن الأسعار ترتفع الضعف ضعفين خلال ساعات، والكهرباء أصبحت نادرة، ليتوقف العمل بسبب الأوضاع، والتفات معظم الناس إلى تدبير أساسيات الحياة”.

 

وختمت “مرام” حديثها “التفت إلى تدريس الطلاب للاستفادة من خبرتي وتفوقي خلال دراستي، ولزرع الأمل فيهم أيضاً، بأنه ورغم كل الأوضاع السيئة بالبلد إلا أنه هناك أمل ببكرا”.

 

يذكر أن هناك نماذج عديدة لأحلام شبابية أهرمت وضاعت، وربما دفنت، ولو استطعنا لأوردناها جميعاً، احتفاءً واحتراماً للمحاولة والجهد وغياب أبسط المقومات الداعمة والمشجعة.

 

فاطمه حسون_ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى