لا مكان للفقراء وأصحاب الدخل المحدود في مهرجان ليالي قلعة دمشق
لن يجد الفقراء وأصحاب الدخل المحدود مكاناً لهم في مهرجان ليالي قلعة دمشق هذا العام، بسبب ارتفاع أسعار التذاكر، على عكس أيام الزمن الجميل الذي مكّنهم من حضور حفلات السيدة “فيروز” و”عبد الحليم حافظ”.
وبلغت أسعار تذاكر حفلات ليالي قلعة دمشق في مهرجانها المُقام في 2 آب القادم 2023 مبلغاً بدأ ب 75 ألف ليرة سورية درجة ثالثة و100 ألف ليرة درجة ثانية و300 ألف ليرة “VIP”.
وعرض “بوستر” الحفلات المعلن عنها للجمهور بطاقة ذهبية بقيمة 300 ألف درجة ثالثة و400 ألف ليرة درجة ثانية تخوّلهم من حضور كامل الحفلات.
ويجب على المواطن السوري إذا أراد أن يستمتع بحفل للفنان مروان خوري والفنانة كارول سماحة دفع نصف مرتّبه الشهري على أقل تقدير دون أن يأكل أو يشرب أو يسعى وراء تأمين متطلباته المنزلية.
وأثار الإعلان عن أسعار تذاكر الحفلات جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي منذ اللحظات الأولى لنشره، البعض استذكر حفلات الماضي وتحسّر، والبعض الآخر اعتبرها “الأرخص”، مقارنة بغيرها من الحفلات التي تملأ دمشق وتتجاوز المليون ليرة سورية.ذ
بدوره، اعتبر المدير الفني للشركة المنظمة المايسترو فراس هزيم عبر إذاعة “ميلودي” أن “أسعار التذاكر تعادل سعر فروج”، رداً منه على ما أثير من جدل.
وقال “هزيم”: “أصحاب الدخل المحدود الذين لا يمتلكون مورد آخر لا يستطيعون حضور المهرجان، علماً أن أسعار التذاكر تتماشى مع أجور الفنانين”.
وانقلبت الموازين خلال الحرب في سوريا، وفارق عدد من جمهور الفن أعتاب الحفلات بسبب الضائقة الاقتصادية التي دهورت حال الكثير من المنازل السورية وجعلتهم يهتمون بأولوياتهم فقط..
وتنوّعت الحفلات في سوريا بعد عودة بعض الفنانين الذين انقطعوا عن الغناء فيها لسنوات عديدة بسبب الحرب، وبدت أسعار التذاكر لا تتناسب مع المدخول المادي بنظر نسبة كبيرة من السوريين.
وبالعودة إلى ما قبل الحرب، كان الرجل يستطيع اصطحاب محبوبته إلى إحدى الحفلات بما يتناسب مع إمكانياته في تلك الأيام، حيث كانت تذكرة حفل كبار الفنانين من عام 2007 إلى 2010 تتراوح بين 2500 و5000 ليرة سورية”.
وهكذا كما كل شيء يزول، فقدت بعض الشرائح الرفاهية وأصبحت كل ما تحلم به هو تأمين خبزها كفاف يومها في هذا الواقع المرير الذي تعيشه.
كلير عكاوي – تلفزيون الخبر