العناوين الرئيسيةمحليات

لحمايته من السرقة.. مزارعو الفستق الحلبي في ريف حماة يتناوبون على حراسته 

يتناوب أهالي قرية “مريود” و غيرها من قرى ريف حماة المعروفة بزراعة الفستق الحلبي هذه الأيام على حراسة أشجارهم من خطر السرقات التي بدأت مع سنين الحرب ولا زالت مستمرة حتى يومنا.

“تحت ضوء القمر نسهر ونتحدث ونضحك في خيمنا”، هذا ما قاله المزارع والمصور “حسن المحمود”، من أهالي قرية “مريود” في حديثه لتلفزيون الخبر، مضيفاً “يجتمع أصحاب الأراضي القريبة من بعضها ويشتركون في حراسة أشجارهم مع اقتراب موعد جمع ثمار الفستق الحلبي”.

وتابع “حسن”: يختار الفلاحون مكاناً مطلاً على الحقل، وينصبون الخيام أو يبنبون غرفاً بسيطة، وبعضهم يفترش الأرض تحت شجرة كبيرة، مداومين على هذا الحال حتى بدء موعد الجمع.

وأضاف “حسن”: حمل شجرة الفستق الحلبي يتفاوت من عام لأخر وهذا ما يعرف بالمعاومة، ففي سنوات الموسم الوافر يبقى الفلاحون في حقولهم ليلاً نهاراُ، أما عندما يكون الحمل خفيفاً فتقتصر الحراسة على الجولات خلال النهار والسهر ليلاً”.

 

وقال حسن: “موعد جمع ثمار الفستق الحلبي يختلف تبعاً للغرض من استخدامه، حيث يبدأ الفلاح بجمعه وهو أخضر في حال كان من الهدف منه صناعة البوظة، في حين تتطلب صناعات الحلويات جمع ثمار الفستق ذات اللون الزهري”.

 

وأردف “حسن” بعد ذلك تبدأ مرحلة السحب أو الصينية فتترك ثمار الفستق الحلبي حتى تنضج تماماً ويتشقق غلافها، ليتم جمعها و تقشيرها بواسطة آلة خاصة، وتنتهي عملية الجمع بتجفيف الفستق تحت أشعة الشمس”.

 

من جهته بيّن الدكتور “محمد كردوش” المدرس في كلية الزراعة – جامعة حلب، والخبير في المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “أكساد” لتلفزيون الخبر، أن سوريا تعد أحد المواطن الأصلية لزراعة الفستق الحلبي “الشجرة الذهبية” وخاصةً حلب عبر صنفها المميز “العاشوري”.

 

وأوضح “كردوش” أن عدد أشجار الفستق الحلبي المزروعة في كل من حلب وحماة وإدلب والسويداء ودرعا تجاوز العشر ملايين شجرة قبل الحرب، ووصل إنتاج الثمار حينها لأكثر من 50 – 60 ألف طن، حيث احتلت سوريا المرتبة الثالثة عالمياً في إنتاجه”.

 

وأكد “كردوش” أن شجرة الفستق الحلبي تعتبر من الأشجار المحتملة للظروف القاسية، بالإضافة لاحتياجاتها المائية القليلة حيث تنمو في هطول مدري متواضع حتى 150 ملم ، لكن مزارعي حلب وحماة وإدلب قدموا لها الخدمات اللازمة من ري وتسميد مما سبب تضاعف الإنتاج في هذه المحافظات.

 

وكشف “كردوش” أنه كان للحرب تأثير كبير على هذه الشجرة حيث تأثر حوالي 20% من الأشجار التي كانت موجودة من خلال قطع الكثير منها فضلاً عن تماوت بعضها بسبب قلة عمليات الخدمة وتفشي الأمراض الحشرية والفطرية المترافق مع عدم إمكانية المكافحة.

 

يشار إلى أن محافظة حماة حددت يوم الخميس 20 من تموز الجاري موعداً لقطاف ثمار الفستق الحلبي، في محاولة لضبط عمليات سرقته.

 

مرح ديب – تلفزيون الخبر- حماة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى