السيدة أسماء الأسد: الطموح والتميز ليس لهما حدود ومجتمعاتنا بحاجة هذه الثقافة لصنع نهضة حقيقية
أكدت السيدة الأولى أسماء الأسد، في مقابلة تلفزيونية مع قناة RT الروسية، الجمعة، أن: “الطموح والتميز ليس لهما حدود ومجتمعاتنا بحاجة لهذه الثقافة حتى تكون قادرة على صنع نهضة حقيقية”.
وأوضحت السيدة أسماء أن: “التحدي الأشمل بالنسبة للعالم كله هو تحدي الليبرالية الحديثة التي تُفرض على كل الشعوب، بهدف تذويب الهويات الوطنية والإنسانية والمفاهيم الاجتماعية الصحية والأخلاق التي تحافظ على النسيج المجتمعي والأسرة التي هي الخلية الأساسية لأي مجتمع”.
وعن شعورها كأم بعد تخرج نجلها حافظ بدرجة الشرف، قالت السيدة أسماء إن: “درجة الشرف بالنسبة لي هي انعكاس لمجموعة مبادئ موجودة في شخصية الإنسان وهي التي توصله لهذه الدرجة، وهي الالتزام، التحدي، المسؤولية، المثابرة”.
وأضافت السيدة الأولى: “شعوري اليوم شعور الفخر كأي أم امتلك أبناؤها هذه الصفات والتي هي طريق للنجاح والتميز، وشعوري أيضاً هو شعور الرضا، لأن الأهل دائماً يسعون ليقدموا أفضل الأبناء لبلدهم، وهذا الشيء الذي رأيته اليوم بتفوق حافظ”.
وتابعت السيدة أسماء: “بكل تأكيد في كل اللقاءات التي أجريها مع الطلاب الأوائل والمتفوقين دائماً يقولون إنه على العكس فهذا هو الحافز الأكبر لهم لأنه عندما يصلون لمرحلة ما”.
وأردفت السيدة الأولى: “هم أنفسهم من يرفعون السقف، لأنّ الطموح الذي يمتلكه الطلاب المتميزون دائماً هو طموح ليس له حدود، دائماً يسعون للأفضل، ومجتمعاتنا بحاجة لهذه الثقافة، بحاجة لهذا التفكير، حتى نكون قادرين على صنع نهضة حقيقية”.
وعن الدراسة في المغترب، أشارت السيدة الأولى إلى أنه: ” بالنسبة للإيجابيات والسلبيات، في الحقيقة هذا يتوقف على كيفية التعامل معها. ولكن الأهمية بالنسبة لي تكمن في عدة جوانب”.
وأكملت السيدة أسماء: “أولاً التحصيل العلمي العالي المستوى خاصة عندما تكون الدراسة في جامعة عريقة مثل جامعة موسكو الحكومية المعروفة على مستوى العالم بمجال الرياضيات، أو بجامعة متقدمة متخصصة مثل المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا بدمشق والذي انطلق منه حافظ”.
وتابعت السيدة الأولى: “الجانب الثاني ليس أقل أهمية وهو الانفتاح على ثقافة ثانية، وهذا الانفتاح بحد ذاته يسهم في توسيع أفق الإنسان، وخاصة أن الثقافة الروسية هي ثقافة شرقية”.
“وبالتالي فهي تتقاطع في كثير من الجوانب مع المجتمع السوري بالمفاهيم والمبادئ، فهذا الشيء كله يهيئ لبناء أرضية قوية وصلبة ليكون هناك حوار عميق وواسع بين الشباب، وبالتالي يعزز جسور التواصل التي هي موجودة بالأساس”.
وحول أبرز التحديات، قالت السيدة أسماء الأسد: “بكل تأكيد التحديات مشتركة وخاصة أن العالم أصبح اليوم صغيراً بحكم وسائل التواصل الاجتماعي، ولأن بين روسيا وسورية عناصر مشتركة ومتشابهة اجتماعياً وسياسياً”.
ولفتت السيدة الأولى إلى أن: “البلدين خلال تاريخهما الحديث حتى اليوم تعرضا لمحاولات تقسيم وتهميش وحصار بهدف أساسي وهو طبعاً السيطرة على قرارهما، وهذا بحد ذاته تحدٍ كبير للحاضر والمستقبل”.
وأضافت السيدة الأولى: “ولكن التحدي الأشمل والأكثر عمومية بالنسبة للعالم كله هو تحدي الليبرالية الحديثة التي تُفرض على كل الشعوب، وطبعاً الهدف منها هو تذويب الهويات الوطنية، وليس فقط الهويات الوطنية بل حتى الهويات الإنسانية بكل عناصرها”.
“الانتماء للوطن، العادات والتقاليد، المفاهيم الاجتماعية الصحية والأخلاق التي تحافظ على النسيج المجتمعي وطبعا الأسرة التي هي الخلية الأساسية لأي مجتمع”.
وأردفت السيدة الأولى: “فأنا أرى أن هذه المحاور يجب أن يكون فيها حوار بين الشباب في العالم وخاصة بين شباب مجتمعاتنا الشرقية، لأن هذه المجتمعات هي المهددة بالدرجة الأولى وبشكل مباشر، ولكن هي أيضاً الأقدر على التصدي لهذه الهجمة بحكم ثقافتها والأخلاق الموجودة فيها والقيم”.
وفي ردها على سؤال حول الأدوات التي يجب أن تكون بيد الشباب اليوم، قالت السيدة أسماء: “طبعاً الحلول والأدوار تتحدد نتيجة للحوار، لا يمكن تحديدها قبل الحوار، ولكن بشكل أساسي هناك مؤسسات معنية مثل المؤسسات التربوية والعلمية والفكرية والثقافية والشبابية”.
وأكملت السيدة الأولى: “وهم بالتأكيد يستطيعون الاستناد إلى علاقة التواصل والتفاعل وخاصة على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي، وهذا الشيء مُرسخ وعميق ونتج عنه آلاف العائلات المشتركة، وهذا الشيء دليل على أن الأرضية موجودة للحوار، وبالتأكيد أن هذا سيكون عاملاً إضافياً لإنجاح الحوار”.
وحول الاضطرابات التي شهدتها موسكو والتردد قبل السفر إليها، قالت السيدة أسماء الأسد: “الأصدقاء الروس لم يترددوا عندما وقفوا معنا في حربنا، ونحن لم نتردد ولا نتردد في الوقوف معهم في الحرب”.
وفي ردها عن سؤال حول إمكانية تعلم اللغة الروسية، أشارت السيدة الأولى إلى أن: “اللغة هي جسر للتواصل وللثقافة، وروسيا ثقافتها عريقة جداً وتاريخها قديم جداً، وأتمنى أن تكون هناك لي فرصة في المستقبل عندما تقل ضغوط العمل لتعلم هذه اللغة.
يشار إلى أن السيدة أسماء الأسد لبت الدعوة الخاصة الموجهة من جامعة موسكو الحكومية МГУ، وحضرت مراسم تخرج الطلاب المتميزين فيها لهذا العام، ومن بينهم نجلها حافظ بشار الأسد الذي نال شهادة الماجستير من جامعة موسكو الحكومية باختصاص الرياضيات وبمعدل تام مع مرتبة الشرف.