“جود بالموجود”.. القراص والكليجة من حلويات العيد المحببة في حمص
تفترش “أروى الزامتلي” مطبخ منزلها في بلدة “المخرم” بريف حمص الشرقي، بمختلف مكونات الحلويات التي اعتادت صنعها منذ سنوات طويلة، رافضةً التخلي عن طقوس العيد رغم ارتفاع أسعار لوازمها بشكل كبير قياساً بالاعوام الماضية.
المنزل دون روائح الحلويات لا يدخله العيد حرفياً، تقول” أروى”، لتلفزيون الخبر، فمن أهم دلالات قدوم أيام عيد الأضحى المبارك هو وصول روائح القراص والمعمول والغريبة إلى آخر منزل في الحي، ودون ذلك فالمناسبة ناقصة.
وتقول “أروى”: “إنني كربة منزل وموظفة وأم في الوقت نفسه، أفضّل صنع حلويات العيد بالمنزل لعدة أسباب أولها الحرص على نظافة المنتج والتكيف بالمقادير التي تناسبني، بالإضافة لقلة التكاليف بشكل عام مقارنة بأسعار السوق”.
“شغل البيت فيه بركة أكتر”، تضيف “أروى”، بمعنى أن الكميات التي ننتجها في منازلنا تكون كافية ووافية للجميع طيلة أيام العيد وما بعده، والأهم من ذلك كله هو إحياء الطقوس العائلية التي بدأت تندثر مع مرور الوقت.
“اللمّة الحلوة عالشغل لحالها بتكفي”، تكمل “أروى”، “حيث تتباهى كل واحدة منا بجودة عملها أمام الأخريات من تقطيع العجين وخبزه وصولاً إلى المذاق الأخير للحلويات لاسيما المصنوعة بالسمن البلدي”.
وتتابع أروى: “صنع الحلويات منزلياً يلعب دوراً بتعزيز صلة الرحم، مع كل الأحاديث القديمة والذكريات التي تروى خلال ساعات العمل الطويلة، وما يتخلله من نقاشات وتبادل وجهات النظر في عدة أمور تخص العائلة”.
وتتحدث “أروى” عن أكثر أصناف الحلويات انتشاراً وشهرةً في حمص، وأهمها القراص أو الكليجا، وتتألف بمعظمها من الطحين والسكر والسمن والزيت والأهم هي البهارات التي يتميز بها الطعم.
وأشارت “أروى” إلى أنه “يمكن اختصار المكونات المطلوبة لصنع معظم أصناف الحلويات بما تم تعداده بالإضافة إلى الخميرة والمحلب والشمرا واليانسون وحبة البركة والسمسم وجوز الهند والبيض والتمر المطحون والسميد والسمن البلدي، حيث تندرج جميعها تحت مسمى الحلو الناشف”.
وتابعت “أروى”: “باتت الكثير من العائلات تتجه لشراء لوازم صنع القراص والمبسبس وغيرها بهدف تحضيرها في المنزل، وذلك بقصد توفير أقصى قدر ممكن من المال، في ظل غلاء الحلويات الجاهزة في الأسواق”.
يشار إلى أن محافظة حمص تشتهر بصناعة أنواع مختلفة من الحلويات ومنها الحلاوة الحمصية بأشكالها والبشمينة وحلاوة الجبن والسمسمية، لكن الإقبال على شرائها تراجع بشكل لافت مع تراجع القوة المالية للمواطنين.
عمار ابراهيم – تلفزيون الخبر – حمص