في الذكرى 75 للنكبة.. عدو مأزوم ومقاومة أقوى وشعب لا يمل الصمود
“إن النضال ضد المشروع الصهيوني قد يستمر مائة عام وأكثر فعلى قصيري النفس أن يتنحوا جانباً” بهذه الكلمات رسم أمين عام “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” جورج حبش شكل الحرب بين المقاومين وكيان الاحتلال، مشيراُ إلى أنها لا تعترف بالسنوات بل بالحق.
بدأت نكبة الشعب الفلسطيني بتاريخ 15 أيار 1948 وهو اليوم الذي يلي يوم إعلان كيان الاحتلال إقامة دولته المزعومة على أرض فلسطين المحتلة.
وسبق هذا التاريخ عشرات السنين من التهيئة الصهيونية لهذا اليوم، فمنذ عام 1897 بدأت “الحركة الصهيونية العالمية” بالعمل على استغلال كل مُتغير في الساحة الدولية بهدف تخديم مشروعها سواء عبر القنوات السياسية أو ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين.
واحتل كيان العدو أثناء حرب النكبة ما يزيد على ثلاثة أرباع مساحة فلسطين التاريخية بعد طرد أكثر من 800 ألف فلسطيني من أرضه، وهو ما يشكل حوالي 85٪ من مجموع الشعب الفلسطيني، إضافة لارتكابه عشرات المجازر والفظائع وأعمال النهب ضد الفلسطينيين.
وهدم الكيان قُبيل النكبة وخلالها أكثر من 500 قرية، وحاول لاحقاً طمس الهوية التاريخية الفلسطينية عبر بناء المستوطنات وسلب الأراضي من أصحابها، وهدم المباني وإحداث قوانين تُسهل “شرعنة” الاحتلال كقانون “مصادرة أملاك الغائبين”.
وانتهج الاحتلال سياسة “التهويد” المستمرة ليومنا هذا ضد كل ما هو فلسطيني، وذلك من خلال تغيير أسماء الشوارع والأماكن في فلسطين المحتلة من العربية إلى العبرية، علاوة على دعم حملات تروج إلى أثار ومنتجات فلسطينية على أنها صهيونية.
وتهجر الشعب الفلسطيني من أرضه بعد حرب النكبة للدول المجاورة، حيث توزعوا في عدة دول أبرزها لبنان والأردن وسوريا التي شكلت حصناً منيعاً للفلسطينيين من أجل تحقيق حلمهم بالعودة عبر دعم فصائل المقاومة الفلسطينية ومساواة الفلسطيني بالسوري في كامل الحقوق والواجبات.
وأحيا الشعب الفلسطيني ذكرى النكبة في كل عام عبر مسيرات يُطلق عليها “مسيرات العودة” والتي كان أبرزها في عام 2011 تحت اسم “مسيرة العودة إلى الأراضي المحتلة عام 1948”.
وقام الآلاف من الفلسطينيين في كل من سوريا ولبنان والأردن ومصر بالتحرك باتجاه الحدود مع فلسطين المحتلة في محاولة للعودة إليها، إضافة لتظاهرات داخل الأراضي الفلسطينية وتصدت قوات الاحتلال للمتظاهرين بالرصاص الحي ما أسفر عن استشهاد العشرات وجرح المئات.
وحلت الذكرى 75 لنكبة فلسطين وسط حملات عسكرية صهيونية متواترة ضد الشعب الفلسطيني في عموم الأرض المحتلة من القدس حتى الضفة وغزة.
وشن الاحتلال قبل أيام عدواناً استمر ل5 أيام استهدف خلاله المدنيين في غزة، حيث راح ضحيته 33 شهيداً و147 جريحاً، إضافة لارتقاء عدد من قيادات المقاومة المنظمين في صفوف حركة “الجهاد الإسلامي” نتيجة عمليات اغتيال لهم وعائلاتهم.
وأفادت وسائل إعلام العدو أنه تم إطلاق أكثر من 1200 صاروخ من قطاع غزة واعتراض 340، إضافة لإخلاء أكثر من 10 آلاف مستوطن من مستوطنات محيط غزة منذ بداية العدوان حتى الآن.
وأوضحت مصادر حكومية فلسطينية، بحسب وسائل الإعلام أن القيمة التقديرة الأولية للخسائر جراء العدوان على غزة بلغت قُرابة 5 مليون دولار، حيث دمر الاحتلال 15 منزلاً بما مجموعه 51 وحدة سكنية هدم كُلي وتضرر 940 وحدة سكنية منها 49 وحدة غير صالحة للسكن”.
ويعيش الاحتلال حالت إرباك سياسي وبنيوي غير مسبوقة، حيث يعاني من صراعات سياسية داخلية أدت لدخول الجيش لأول مرة منذ نشأة الكيان المزعوم في خضمها ما دفعه لمحاولة تصدير أزمته عبر شنه عدوانات متتالية على فلسطين وسوريا.
يشار إلى أنه بُعيد إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عما أسماه “صفقة القرن” الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية قامت عدة دول عربية بتوقيع اتفاقيات سلام مع كيان العدو.
وهي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب بخطوة لا يُستفاد منها إلا دعم وجود الاحتلال على حساب الشعب الفلسطيني لتنضم بذلك إلى مصر والأردن وحركة “فتح” في ركب “التطبيع”.
وما زال الشعب الفلسطيني داخل فلسطين المحتلة وخارجها برفقة المؤيدين والداعمين له في كل دول العالم، ولا سيما سوريا مؤمن بأن الخيار الوحيد لاقتلاع الاحتلال وأذنابه واستعادة الحقوق هو خيار المقاومة بكل الوسائل العسكرية والثقافية والاعلامية وغير ذلك من أدوات متيقناً بأنه “لا يموت حق وراءه مُطالب”.
يذكر أن “الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني” وثق في بياناته بأن ما يزيد عن 100 ألف فلسطيني استشهدوا منذ العام 1948 حتى اليوم، عدا عن اعتقال أكثر من مليون فلسطيني منذ 1967.
جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر