في عيد العمال.. “يا عمال سوريا اصبروا”
جاء عيد العمال في سوريا هذا العام ليذكر العامل بأن هذا العيد ليس لتكريمه، بل لتحفيزه على الصبر والقبول بوضعه، بعد كل ما جرت عليه هذه الحرب من دواهي.
“يا عمال سوريا اصبروا” هو ليس عنوان لوحة من مسلسل “مرايا” الشهير، حيث تقوم كل مؤسسة بتزيين جدرانها بأشرطة ملونة ولافتات تُحيي العامل في عيده، ليأتي مسؤول بياقة بيضاء ويلقي خطبة عصماء يهاجم بها الامبريالية العالمية، ويقص في النهاية شريط حريري مع صورة تذكارية يتباهى بها أمام “لي فوق”.
“يا عمال سوريا اصبروا” فحتى لو “اتحدوا” فلن يتغير بالأمر شيء، فلا يمكن لأي وحدة أن تُفيد أمام الوضع الاقتصادي المتردي الذي يعيشه معظم السوريين والذي يشكل العمال شريحة واسعة منهم.
“يا عمال سوريا اصبروا” فأي كتاب أو قانون صدر منذ الثورة الصناعية قبل حوالي 152 عاماً حتى يومنا هذا لن يوازن بين الجهد المبذول أو الفن والإتقان المُقدم بالعمل، وبين ورقة الأسعار الموجودة على “فيترينات” محلات بيع الألبسة قبل العيد، حينما يُصدم العامل كما كل مرة بأن الراتب ليس باستطاعته شراء حذاء.
وعاش المواطن السوري خلال العام الأخير تدهوراً حاداً على الصعيد الاقتصادي تُرك في خضمه وحيداً أمام تذبذب سعر الصرف وغلاء الأسعار وحجج التجار، يضاف إلى ذلك شح كبير في المدخول أمام “مزراب” المصروف الذي لا يمكن سده لتأمين الأساسيات.
يذكر أن عيد العمال هو مناسبة عالمية وعطلة في أغلب دول العالم، يعود لإضراب نفذه حوالي 400 ألف عامل في شيكاغو الأميركية بيوم 1 أيار 1886 تحت شعار ” 8ساعات عمل 8 ساعات نوم 8 ساعات فراغ”.
وأدى الإضراب لحصول اشتباكات مع رجال الشرطة، نتج عن ذلك مقتل واعتقال العشرات في ما عُرف لاحقاً بذكرى “هايماكارت” والتي أجبرت السلطات فيما بعد على الاعتراف بحقوق العمال وتحديد يوم عطلة لهم في الأول من أيار لتنتشر هذه الظاهرة تباعاً على مستوى العالم.
جعفر مشهدية – تلفزيون الخبر