رغم الخسارة .. منتخب سوريا يكسب احترام الجميع بعد أداء بطولي ضد كوريا الجنوبية
قدم المنتخب السوري يوم الاربعاء واحدا من أجمل مستوياته الفنية منذ سنوات، وميز نسور قاسيون الإيقاع العالي والسرعة و النزعة الهجومية والحماس، وجاروا الكوريين حتى النهاية ولم يستحقوا الهزيمة.
وأصبح الفارق مع أوزباكستان صاحب المركز الثالث أربع نقاط بعد انتهاء مباريات الجولة في المجموعة الأولى، وبات المنتخب السوري مطالبا بالفوز بمبارياته المتبقية ضد إيران و الصين وقطر وانتظار تعثر أوزباكستان في لقاءاته القادمة الصعبة.
وشكلت مباراة كوريا، بغض النظر عن نتيجتها، علامة فارقة في أسلوب وشخصية الفريق الذي استلمه أيمن الحكيم الذي ألقيت عليه ضغوطات كبيرة، فاستلم منتخب بشخصية ضبابية، وكان مطالبا بصنع الفارق في زمن قصير وخلق شخصية وأسلوب جديد ومقنع، بالإضافة لضغوطات قدوم السومة والخطيب، والتحضيرات كانت سيئة وهو أمر لايتحمله، فهل نجح في البداية ببناء أسلوب خاص ؟ نسبياً نعم.
وبانت لمسات الحكيم التكتيكية بعد توظيفه لنصوح نكدلي كصانع لعب منذ بداية المباراة، نصوح شكل إضافة حقيقية، وكان صلة وصل “عصرية” بين مختلف الخطوط، وربما دفعه تراجع مستوى الجناحين في الشوط الثاني لاستغلال نشاط اللاعب واستخدامه على الجهة اليسرى.
هل أخطىء الحكيم بالإبقاء على عمر خريبين في الشوط الثاني و الثبات على رأيه باعتماده كمهاجم صريح؟ الأمر كان محبطاً ومحبطاً للغاية، لماذا يصبر الحكيم على الخريبين؟ هو لاعباً من المصنفين بأنه “الأفضل” في الفريق ولم نرى منه الشيء الكثير.
والإبقاء على الماردكيان النشيط هجومياً على مقاعد البدلاء، وعدم إعطائه الفرصة سوى في الدقائق الخمس الأخيرة كان أحد النقاط السلبية، فمع مارديك والنكدلي والمواس كان الفريق سيشكل خطر أكبر، وخصوصا المواس الذي غاب نسبياً عن مستواه بفعل غياب الخريبين.
وكان غياب التناغم بين الصالح و هادي المصري فجوة واضحة في الدفاع، بالإضافة لغياب خيارات المدرب في مركز قلب الدفاع، فأن تذهب للتصفيات النهائية وأنت لا تمتلك سوى مدافع على الدكة، هي مشكلة كبيرة كما تبين.
وكان على لاعبي الوسط في الفريق مسؤولية لايستهان بها في المباراة، وأصبحوا مطالبين بالمساندة والدعم الهجومي، بينما في السابق مهامهم كانت شبه دفاعية، نتيجة أسلوب اللعب على المرتدات، وامتيازهم كان بقطع الكرات، واحتجنا للاعب من طينة مختلفة وربما غير موجود حالياً، ولذلك كان الاعتماد على النكدلي.
وعاب لاعبينا في المباراة التسرع في إنهاء الهجمات داخل منطقة العمليات، وبعد مشاركة الخطيب أصبحت هجماتنا أكثر فعالية بسبب احترافية وخبرة الخطيب، الذي عانده الحظ في كرتين لو دخلت إحداهما لكانت النتيجة أكثر إنصافا، ولكسبنا بها نقطة مهمة بجانب كسبنا للاحترام.
الياس عبيد – تلفزيون الخبر