لأكثر من نصف قرن..”أبو علي النحاس” من أقدم بائعي عجينة القطايف بحمص
في آخرِ المحال التجارية بسوقِ حمص المسقوق، وقبل أن تصلَ نهاياتهُ إلى حارات الحميدية المأهولة، يقفُ أبو علي منتظراً زبائنه لشراء عجينة القطايف وبعض الأنواع الأخرى التي أتقن إعدادها عن ظهر قلب.
لأكثر من خمسين عاماً، خَبِر أبو علي صناعة هذه العجينة المحببة لسكان المدينة، إضافة للقشطة والقريشة والشمندور، خبرةٌ امتدت حتى ذاع صيته في أرجاء السوق، مع ارتباط هذه الصنعة بكنية النحاس.
“منتجٌ موسميّ ينتعش شتاءً”، يقول أبو علي لتلفزيون الخبر، مضيفاً أنه: “كما كلّ المنتجات الغذائية، فإن عملنا ينشط في فصل الشتاء ويقلّ في فصل الصيف، إضافةً للمناسبات على اختلافها وخصوصاً في شهر رمضان”.
على طاولةٍ كبيرة أمام محله، تتراكم كمية جيدة من عجينة القطايف، بلونها السكّري ورائحتها الطيبة، وبحجمين مختلفين، أحدهما صغير وآخر أكبر، لا فرقَ بين طعمها ويعود ذلك لرغبة الزبائن، كما قال أبو علي.
ويتابع أبو علي لتلفزيون الخبر: “خبرتُ أنا وأخي إعدادَ وإنتاج عجينة القطايف منذ عشرات السنين في هذا المحل، ونبيعه للزبائن ليقوموا بدورهم في منازلهم بحشوها بالجبنة أو القشطة”.
وعن المكونات اللازمة لإعداد العجينة، يشير أبو علي إلى أنها: “بسيطة ليست معقدة، فهي الطحين والماء والكربولا، ويتم عجنها جيداً ومن ثم وضعها على طبق كبير مكون من الصاج”.
“أما الأسعار فهي مناسبة، 6 آلاف للكيلو الواحد”، يكمل أبو علي، ولا ننكر أنها ارتفعت قليلا ً كما كل المواد الموجودة في السوق، ما جعل الحركة خفيفة، وليست بتلك الكثافة والطلب للأسباب التي نعرفها جميعاً”.
“عن جدي ووالدي من بعده”، يتحدث أبو علي لتلفزيون الخبر عن وراثة أصول هذه المهنة، ويضيف: “تعلقت بهذه المهنة جداً ورغم أنني ورثتها من عائلتي إلا أنني لا أريد توريثها لأولادي، بل أريد منهم التركيز على الدراسة”.
“الغاز غالي والكهربا قليلة”، يشير أبو علي إلى أكبر الصعوبات التي يواجهها في عمله، فالغاز ضروري لتسخين الصاج وإعداد الرقائق، والكهرباء أساسية لتبريد المكونات الأخرى التي يبيعها، فاستعاض عنها بمولدة يشغلها بشكل متقطع، كما قال.
ما عدا (القيمق)، يبدو واضحاً في “آرمة” المحل كل الأصناف الشائعة التي يبيعها أبو علي، ليشرح عنها قائلاً: “نوع من السمن العربي مشتق من الحليب، إلا أنها ثقيلة جداً على المعدة، وبالطبع فإن الجيل الجديد لا يعرفها”.
ويختم أبو علي لتلفزيون الخبر: “مهنتنا باتت أقرب للمهن التراثية، وتناقص عدد الذين يعملون بها بشكل عام في المحافظة، للصعوبات التي تواجه ممارسيها، إلا أنني عشت وكبرت عليها وسأبقى أمارسها إلى ماشاء لله”.
عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر_ حمص