ماذا يعني هُبوط طائرة الرئيس الأسد في مطار مسقط والاستِقبال الحافِل له؟ 

قالت صحيفة “رأي اليوم” المستقلة إن “زيارة الرئيس السوري بشار الأسد لسلطنة عُمان يوم الاثنين، واستِقباله الحار من قِبَل مُضيفه السّلطان هيثم بن طارق، جاءت كَسْرًا لقانون “قيصر” وتأكيدًا على فشَل الحِصار الأمريكي التّجويعي، وهزيمته وعودة سوريا إلى عُمقها العربيّ من أبوابِ الكرامة والصّمود وعزّة النّفس والانتِصار على المُؤامرة التي استهدفتها طِوال السّنوات الـ 12 السّابقة.

وأضافت الصحيفة أن “سلطنة عُمان لم تُغلق سفارتها في دِمشق مُطلقًا على عكس جميع الدّول الخليجيّة الأُخرى شركائها في مجلس التعاون الخليجي، ولم تُشارك برصاصةٍ واحدة في مُؤامرة إسقاط النّظام وتفكيك البِلاد، وجاءت قِيادتها الجديدة لتُغلق كُلّ الأبواب في وجهِ رياحِ التّطبيع العاتية”.

واكملت الصحيفة أن “الإغلاق جاء بقرارٍ تَشريعيٍّ دُستوريٍّ وفتوى من القِيادة العُليا للمُؤسّسة الدينيّة، ونتحدّث هُنا عن المُفتي الشيح أحمد الخليلي، الذي لم يُخَوّن التّطبيع فقط، وإنّما شدّد على ضرورة مُقاطعة كُل أشكال التّواصل والتّعاون مع دولة الاحتِلال “الإسرائيلي”.

وأشارت الصحيفة إلى أن “سوريا عضّت على النّواجذ، وكظمت الغيْظ، وقاومت برُجولةٍ، وشجاعةٍ، وصمتٍ، المُؤامرة التي تعرّضت لها، وأرادت تركيعها، وتغيير نظامها، وهي المُؤامرة التي قادتها أمريكا تحت أُكذوبة الحُريّات والديمقراطيّة، وحُقوق الإنسان، ومِن المُؤسِف أن أكثر من أربعمائة مِليار دولار من المال العربيّ جرى ضخّها، وبسَخاءٍ غير مألوف، لتمويل هذا المُخطّط المُؤامرة، وقتْل الشّعب السّوري”.

وقالت “رأي اليوم”: “صُمود سوريا جاء بفضل التِفاف مُعظم شعبها حول قِيادته، وصلابة الجيش العربي السوري الذي قاتل بشجاعةٍ دِفاعًا عن بلده ودولته وقدّم مِئات آلاف الشّهداء طِوال السّنوات الماضية من عُمُر المُؤامرة”.

وبينت أن “طائرة الرئيس السوري التي ظلّت طِوال السّنوات العشْر الماضية لا تطير إلا إلى موسكو وطِهران، ها هي تَحُطّ في مسقط، وقبلها في أبو ظبي، ونأمَل أن تكون محطّاتها القادمة القاهرة والرياض والجزائر، وتونس وبغداد وكُل العواصم العربيّة”.

وأكملت الصحيفة: “جاءت الجُسور الجويّة للإغاثة التي أقامتها العديد من الدول العربيّة لإيصال المُساعدات للشّعب السّوري عبر مطاريّ دِمشق وحلب لتكون البِداية لعودة هذا البلد العربيّ الأصيل الذي خاضَ 4 حُروب ضدّ العدوّ المُحتل وقدّم، وما زال، آلاف الشّهداء إلى مكانة في الصّدارة”.

وشرحت الصحيفة عبر مقالتها هذه: “لا نتحدّث هُنا عن الجامعة العربيّة وعودة سوريا إليها، أو عودتها إلى سوريا، فسوريا لا تستمدّ عُروبتها وكرامتها من هذا الكيان الفاسِد الذي تواطؤ مع المُؤامرات ضدّ العِراق وليبيا وفِلسطين وبطبيعة الحال سوريا”.

وتابعت “سوريا عائدةٌ لتحتلّ مكانها في المُقدّمة التي تستحق، وستُعيد معها الكرامة والعزّة للأُمّة العربيّة.. والمسألة مسألةُ وقت، ووقتٍ قصير بإذنِ الله”.

وكان الرئيس الأسد قام الاثنين بزيارة عمل إلى سلطنة عُمان حيث كان في استقبال سيادته والوفد الرسمي المرافق له في المطار السلطاني الخاص صاحب السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان.