الرئيس الأسد: حجم الكارثة أكبر من الإمكانيات ولنبحث عن الحقيقة بدلاً من تسويق الشائعة
قال الرئيس بشار الأسد في كلمة متلفزة، مساء الخميس عن تداعيات الزلزال الذي ضرب سوريا إن “حجم الكارثة والمهامُ المناطة بنا جميعاً أكبر بكثير من الإمكانيات المتاحة لكن ما تمكن مجتمعنا من القيام به بأفراده ومؤسساته كان أيضاً أكبر بكثير من الإمكانيات المتاحة”.
وأضاف “الأسد” أنه “لم يعوض نقاط الضعف سوى الاستجابة العالية والسريعة من قبل المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والأفراد متطوعين بأعمال الإنقاذ أو متبرعين بمساعدات عينية أو مالية مقيمين أو مغتربين حاولوا بكل الطرق كسر الحصار لإيصال أي مقدار ممكن لمساعدة أخوتهم المنكوبين”.
وأوضح ” الأسد” أن “الحماس والاندفاع لمعالجة المظاهر التي تطفو على السطح في الأزمات ضروري، شرط أن يرتكز على الحكمة والوعي وعلى الحقائق لا على المبالغات أو الأوهام فلنبحث عن الحقيقة بدلاً من تسويق الشائعة”.
وأكد “الأسد ” أن “أهم وأول ما نتعلمه من هذه التجرِبة القاسية وقد تمكنا مع بعضنا البعض بمختلف أطيافنا وقطاعاتنا من التغلب على ظروفنا وقلة إمكانياتنا هو الإيمان بقدراتنا الذاتية الكبيرة والإيمان أن تعاضدَنا هو الذي يفعلها، وأن تشتتَنا هو الذي يخمدها”.
وأضاف الرئيس “الأسد”: “قد يبدو المشهد معقداً وقد يكون من الصعب الفرز بين الأسباب المؤدية لكل مشكلة من المشكلات على حدة، لكنه يعطينا بالمقابل فرصةً لحل تلك المشكلات المتراكمة بشكل مترابط، وهذا يعني أن ننتقل من معالجة سلبيات الظروف الطارئة، إلى إضافة إيجابيات المعالجة الشاملة”.
وأشار “الأسد” أنه “عندما تتعرض المجتمعات للزلازل بأنواعها، جيولوجيةً كانت، سياسية، عسكرية، ثقافيةً اجتماعية، أم غيرها من الهزات العنيفة، فلا بد لها أن تفقِد شيئا من استقرارِها، لاهتزاز ضوابطها المؤسسية والاجتماعية، من قوانينَ وأنظمة، ومن مفاهيمَ وأعرافٍ وأخلاقيات،وهذا يؤدي بدوره لظهور السلبيات الموجودة أساساً، لكنها كامنة أو محدودة بفعل تلك الضوابط”.
وتابع “الأسد” في كلمته “هل يمكن أن ننسى أولئك الذين استنفروا غِيرة وحرصاً للدفاع عن الصورة الحقيقية لمجتمعنا في وسائل الإعلام والتواصل المختلفة، ولم يسمحوا للصورة المشوهة التي حاول البعض تسويقها المساس بسمعتنا كمجتمع، للأخلاق فيه وللتعاضد والغيرية القيمة الأعلى على المستوى الفردي والجماعي”.
وتابع “الأسد” أن “الوطن هو المنزل، وحمايتُه واجبٌ بغض النظر عن نوع وحجم التحدي وبغض النظر عن الإمكانيات زادت أو نقصت هذا ما كان منذ اللحظات الأولى للزلزال”، مضيفاً “محبة الوطن وخدمته والدفاعَ عنه من قبل أي منا هو واجب لا يستدعي الشكر”.
وذكر “الأسد” أنه “في خضم ألمنا وحزننا على الضحايا وفخرنا بأبناء وطننا لا يفوتنا تقديم الشكر لكل الدول التي وقفت معنا منذ الساعات الأولى للكارثة، من أشقاءَ عربٍ ومن أصدقاء”.
الجدير بالذكر أن الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا في السادس من شباط الجاري أودى بحياة 1414 في البلاد وخلف 2357 مصاباً بحسب إحصائيات وزارة الصحة.