العناوين الرئيسيةثقافة وفن

عام على رحيل عراب الدرما الشامية بسام الملا

“كان يامكان…هذا آوان الحكاية فلنستمع للكلام”، أغنية شارة المسلسل الذي تربى عليه الأطفال، ولكن القليل منهم، يعلم أن مخرج الجزء الأول هو الراحل “بسام الملا” والذي يصادف، يوم الاثنين، مرور عام على رحيله.

 

البداية من البرامج المنوعة

 

وبدأت رحلة عراب الدراما الشامية بإخراج البرامج المنوعة مثل (القنال 7) عام 1984 و(الليل والنجوم) عام 1986، ثم انتقل لإخراج البرامج الثقافية التراثية التي تستلهم التراث وأعلامه وفنونه عبر مشاهد درامية تمثيلية وأنجز عددا كبيرا من هذه البرامج في فترة تسعينيات القرن العشرين خصوصاً، ومنها “بوابة التاريخ”، “ديوان العرب”، “أعلام العرب”.

 

أنطلاقته في الأعمال الدرامية

 

وبعد انطلاقته في مسلسل الأطفال “كان ياماكان”، أخرج عام 199‪1‪ مسلسل “الخشخاش”، الذي ضم كبار الدراما السورية مثل ​منى واصف​ و​رفيق سبيعي​ وأيمن زيدان و​حاتم علي​ و​عباس النوري​ وسلوم حداد وأيمن رضا.

 

وفي نفس العام بدأ في إخراج أولى أعماله التي تصور الحياة الشامية، والتي شكلت شهرته العربية والعالمية لاحقاً، حمل العمل اسم “أيام شامية”، عرض من خلاله قصة حي من أحياء دمشق أواخر العهد العثماني وبداية عصر النهضة وتعرض للعادات والتقاليد والعلاقات التي كانت سائدة في ذلك الوقت.

 

وقدم عام 1997 مسلسلاً تاريخياً بعنوان “العبابيد” الذي تناول قصة مملكة تدمر والتقاليد القديمة التي كانت تعيش في الضواحي والمزارع المجاورة لمدينة تدمر، في ظل حكم الملكة زنوبيا.

 

الشهرة العربية والعالمية

 

لم يحقق عاشق البيئة الدمشقية كما أطلق عليه الناقد السوري “محمد منصور” في كتابه عن أعلام الدراما، نجاحاً جماهيرياً في عمله التاريخي “العبابيد”، رغم الجهد الفني الكبير الذي بذله في تقديم صورة إنتاج ضخم ومتقن العناصر، لكن أعماله المستلهمة من البيئة الشامية تحولت إلى كلاسيكيات تتبارى المحطات الفضائية على عرضها.

 

حيث أخرج المسلسل الشامي الشهير الخوالي عام 2000، والذي تناول قصة نصار ابن عريبي الثائر في وجه الاحتلال وبعد أربع سنوات، قدّم مسلسل “ليالي الصالحية”، والذي صنع ثنائية لاتنسى بين عباس النوري وكاريس بشار.

 

والجزء الثاني من (باب الحارة) الذي عرض عام 2007 تحول إلى ظاهرة اجتماعية اجتاحت الوطن العربي والمهجر، وحققت أعلى نسبة مشاهدة عربية على الإطلاق، فكان مخرجاً ومنتجاً ومشرفاً عاماً حتى الجزء التاسع، جمع العمل على مدار هذه الأجزاء كبار فناني الشام مثل عبد الرحمن آل رشي ومنى واصف وبسام كوسا وسامر المصري وعباس النوري وصباح الجزائري و​غيرهم.

 

أشرف وأخرج قبل رحيله مسلسل “سوق الحرير” الجزء الأول عام 2020 من انتاج “ام بي سي”، لكنه لم يحظى بالنجاح الجماهيري رغم محاولاته تجاوز الانتقادات حول تنميط المرأة في أعماله السابقة.

 

الجوائز

 

نالت أعمال الملا عدد من الجوائز، أهما الجائزة الذهبية في مهرجان القاهرة عن مسلسلي “أيام شامية” و”العبابيد”، وجائزة أحسن إخراج عن الجزء الأول من مسلسل “باب الحارة” في مهرجان التلفزيون العربي بتونس عام 2007، كما حصد العديد من الجوائز عن برامج المنوعات والبرامج الثقافية التي أخرجها.

 

وفاته..

يشار إلى أنه كشفت السيدة إيمان شرف، زوجة الراحل بسام الملا في وقت سابق خلال لقاء صحفي، عن لحظات حياة زوجها الأخيرة ووفاته في المنزل، ومعاناته مع مرض السكري، حيث “اشتدت معاناته في العام الأخير من حياته مما أدى إلى نقله مرارا للمستشفى للعلاج”.

 

وأضافت أن “قلبه توقف فجأة في المنزل ووافته المنية، وقالت إنها وزوجها مقيمان بين دبي وزحلة في لبنان”، ثم نقل جثمان الراحل إلى دمشق ليدفن فيها،في 23 كانون الثاني عام 2022 عن عمر يناهز 66 عاماً، وسط عزاء حضره عدد قليل من الوسط الفني .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى