أبو علي شاهين..حارس الحارة والعين الساهرة في حي المهاجرين بمدينة حمص
مرتدياً لباسه العسكري أغلب الأحيان، رغم خروجه للتقاعد منذ سنوات طوال، واضعاً على رأسه ما يعرف شعبياً (السُلُك)، يقف العم أبو علي شاهين بثباتٍ لم تنل منه 60 عاماً ً مضت من عمره في هذه المدينة.
في حارته الفرعية بحي المهاجرين في مدينة حمص، اعتاد أبو علي الإستيقاظ باكراً كل يوم بحكم العادة، إلا أنه تطوع ذاتياً منذ سنوات بحماية منازل الحي من السرقات التي كثرت في الآونة الأخيرة.
مبتسماً عند سؤاله عن لقب حارس الحارة، مؤكداً أن ذلك من واجباته قبل أي شيء، ويضيف لتلفزيون الخبر باللهجة الحمصية الخالصة “شو عليه بكون حارس لأهلي بالحارة”، فالسرقات باتت منتشرة بكثرة وخصوصاً في هذا الفصل حيث تقل الحركة وتنام العيون باكرا ً”.
ولا يخفي أبو علي في حديثه لتلفزيون الخبر، أن أولى مخاوفه هي سرقة أسلاك الكهرباء في الحي قائلاً “من الواجب والحرص حماية كل ممتلكات السكان لكن الأسلاك الكهربائية خارج المنازل ومكشوفة للّصوص الذين يستغلون انقطاع التيار وسرقتها بهدف بيعها”.
“من وجه الضو عالبرندا”، يكمل أبو علي، حيث أرصد أي حركة غريبة من أول شارع الضاحية حتى آخر منازل الحي، لأن الكهرباء باتت من أهم الأشياء التي تلزمنا مع زيادة ساعات التقنين بشكل كبير”.
ويتابع أبو علي لتلفزيون الخبر “لا يوفر اللصوص اي شي لسرقته، من مضخات المياه والدراجات النارية والسيارات وغيرها الكثير، لذلك على كل شخص أن يحمي حارته قدر المستطاع”.
“حتى النظافة من واجبنا جميعا ً”، يكمل أبو علي لتلفزيون الخبر، وهو ما يمكن ملاحظته من نظافة الحي بالكامل، مع عملية شطف يومية أمام المنازل، وهو أمر محبب لا يحتاج للتوعية كون ذلك يعكس نظافتنا الشخصية في منازلنا ايضاً”.
وبينما “يَدرِجُ” لفافة تبغ من الدخان العربي، يشير أبو علي لتلفزيون الخبر أن “قيام بعض الأهالي في أحياء أخرى برصد التحركات المريبة ساهم بإلقاء القبض على لصوص كُثرٍ استغلوا الظلام والبرد لسرقة أملاك الشعب”.
ويعود أبو علي ليرتب وضعية (السلك) على رأسه مع انحسار الشمس نحو المغيب، مؤذنة بقرب بدء دوريته الطوعية التي يخدم بها سكان الحي حباً وحرصاً، ليختم كلامه وباللهجة الحمصية مجدداً ” إذا ما عملنا هيك بحياتنا ما منشوف الكهربا”.
عمار ابراهيم – تلفزيون الخبر – حمص