العناوين الرئيسيةسوريين عن جد

الجريح مدين يوسف متحدياً إصابته .. من صناعته للخشبيات إلى كاتب سيناريو

لم يمنع العجز الجريح مدين يوسف عن تحقيق ما يتمناه ويصبو إليه، فمن ساحات القتال إلى رحلته مع الإصابة ومعاناته معها وسيطرتها على جزء كبير من جسده، إلا أن ذلك لم يُثنِه عن إبراز مواهبه وإبداعه والسعي وراء طموحه، بل زرع فيه حب العمل وكسر كل القيود في سبيل النجاح، وترسيخ مقولة أنه لا شيء مستحيل مع الإرادة.

وعن رحلة إصابته وعمله، يقول الجريح مدين يوسف لتلفزيون الخبر “خلال عام 2012 التحقت بالقوى الرديفة التابعة للجيش العربي السوري، وشاركت بعدة معارك في محافظات حلب وريف دمشق واللاذقية، وخلال معركة تحرير كسب في ريف اللاذقية عام 2014 تعرَّضت لطلق ناري أدّى إلى إصابتي بشلل سفلي، حيث وصلت نسبة العجز إلى 90 %”.

وأكمل “يوسف”، “بعد إصابتي اتجهت للعمل بصناعة الخشبيات، وتلقيت حينها الدعم والمساعدة من المعنيين في المحافظة، حيث قمت بافتتاح مشروع البيت السوري لصناعة الخشبيات في منطقة الدريكيش، وكان مشروعاً ناجحاً ومهماً ويساهم بمعيشة 3 عوائل جرحى حرب”.

وذكر “يوسف” أنه “ساعدني في صناعة الخشبيات جريحا حرب كانا معي في المشروع، بالإضافة إلى زوجتي وأولادي، ولدينا محل لعرض منتجاتنا وبيعها، والمشغل الذي نقوم بصنع الخشبيات فيه”، مبيناً أن “مشروع البيت السوري هو الأول كمشروع إنتاجي وحقيقي”.

وبيّن “يوسف” أنه “اعتمدت على خشب الزيتون الطبيعي كثيراً في صناعتي للخشبيات، وفي بعض الأحيان على خشب السنديان والصنوبر”، مردفاً أنه “قمنا بصناعة الأواني الخشبية المنزلية كالصواني والصحون والكاسات، بالإضافة إلى الكنبايات والطاولات والكراسي الثابتة والمتحركة والأسِرَّة وأحواض الورود والأزهار”.

وأكمل “يوسف” أنه “صنعنا أيضاً التحف التراثية والأثرية كالفوانيس والبواخر والصناديق والمدافع وطاحونة الرحى، حيث كان هناك إقبال كبير عليها من المواطنين، كما قمت بصناعة شطرنج خاص بالمكفوفين، ونلت عليه براءة اختراع”.

وأشار الجريح “يوسف” إلى أنه “استمرينا في العمل بالمشغل لمدة 4 سنوات، ومازلنا مستمرين حتى اليوم ولكن بوتيرة ضعيفة بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها المواطنون، حيث أصبحت أولوياتهم هي تأمين الطعام والشراب فقط والبعد عن الكماليات، بالإضافة إلى غلاء وسائل الإنتاج، والانقطاع الطويل للكهرباء، وعدم توفر المحروقات”.

وأردف “يوسف” أنه “منذ قرابة 5 أشهر وبعد تراجع عملنا بالخشبيات، بدأت بكتابة مسلسل درامي يتكون من 30 حلقة، وانتهيت حالياً من كتابة 16 حلقة مؤلفة من 450 مشهد وسأقوم بالانتهاء من كتابة النص بشكل كامل بعد قرابة 5 أشهر”.

وأوضح “يوسف” أن “المسلسل من رحم واقع منطقتنا، ويحاكي الكثير من قضايا الفساد، وما يتعرض له بطل المسلسل من مضايقات وعوائق في سعيه لإقامة عدة مشاريع استثمارية في بلده، بالإضافة إلى العديد من التفاصيل لحياته الاجتماعية في لبنان وسوريا”.

ولفت “يوسف” إلى أنه “سأرسل ما كتبته للكاتب مروان الدقر، ليقوم بالمعالجة الدرامية للنص ، وبعد الانتهاء من المعالجة الدرامية للنص، سيتم تسويقه وهي من أهم وأصعب الخطوات”.

وأشار “يوسف” إلى أنه “عملت مع عدة شركات إنتاج تلفزيوني في دمشق بين عام 2009 – 2011 كمساعد منتج، وفي تلك الأثناء قمت بالتسجيل في معهد سيناريو والدراسة فيه، كما كتبت نصاً مؤلفاً من 16 حلقة بإشراف الكاتب مروان قاووق”.

الجدير بالذكر أن الجريح مدين يوسف شارك بعدة معارض وفي أكثر من محافظة، لتسويق منتجات جرحى الجيش العربي السوري ودعمها، منها معرض (سوريا الأم) الذي أقيم في صالة المعارض بطرطوس القديمة العام الماضي 2022 وبمشاركة 12 جريحاً.

 

علي رحال – تلفزيون الخبر – طرطوس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى