العناوين الرئيسية

حفلات الميلاد في روضات الأطفال “هم فوق الهم”

دأب السوريون على انتظار ميلاد السيد المسيح ليتأملوا ببركته حلول عام جديد ممتلئ بالراحة والسعادة خصوصاً في ظل الأوضاع الحالية التي باتت تحتاج تدخلاً سماوياً لتعديلها.

واعتادت الروضات على إقامت حفلات بعدة مناسبات، وأبرزها “حفلة الكريسماس”، لكن الأمر شكل اليوم هاجساً للأهالي نتيجة متطلبات الروضات المبالغ بها في ظل الظروف الاقتصادية المحيطة وعدم قدرتهم على مواكبة تكاليف هذه الحفلات من جهة وإضطرارهم ل”الدفع” حرصاً على مشاعر صغارهم من جهة أُخرى.

وتحدثت أم ليلى (ربة منزل) لتلفزيون الخبر “أرسلوا لنا في روضة طفلتي ذات الخمس سنوات رسالة مفادها بضرورة دفع 50 ألف ليرة اشتراك حفلة الكريسماس حيث سيتم تقديم الهدايا والحلويات والأطعمة والقيام بأنشطة ترفيهية رفقة (بابا نويل) مع وجود (Dj)”

وأردفت الوالدة “زوجي مقتدر ونملك القدرة على مسايرة الإدارة لكن كيف تطلب الإدارة دفع أي مبلغ ضمن العام وهي تتقاضى مليون ليرة قسط سنوي، نحن ولله الحمد نقوى على الدفع لكن هل يوجد رقيب على هذه الروضات”

وتساءلت أم ليلى “هل تعلم الجهات التعليمية ماذا يجري في روضات العاصمة على سبيل المثال وحجم الإنفاق المجبرين على دفعه لمجاراة رغبات أصحاب الروضات”.

“أنا بعتت مع ابني بوشار مساويتو ع أيدي مافيني أكتر” بهذه الكلمات شرحت أم محمد الهم الذي يينتابها عند كل مناسبة في روضة إبنها “مجبرين على تسجيل الأطفال في روضات خاصة كون لا يوجد روضات حكومية وقمنا باختيار روضة قريبة وأقساطها معقولة قياساً بجنون الأسعار في دمشق”.

وتابعت الوالدة “رغم ذلك تكاليف الحفلات لا تنتهي ولا يمكن أن أجعل طفلي يشعر بالحرج أمام أقرانه لذلك أقوم كل مرة بإعداد بعض الحلويات المنزلية وإرسالها معه لكن هذا الميلاد ونتيجة ضيق الحال لم أقوى سوى على البوشار وبالنهاية المهم أن يعم الفرح قلب طفلي بهذه المناسبة الجليلة”.

ودفعت “أم شعيب” مبلغ 15 الف ليرة رسم اشتراك لحفلة عيد الميلاد في روضة ابنتها مريم (5 سنوات) حيث يتضمن الرسم الحفلة والكاتو مع العصير بالإضافة إلى صورة ببرواز مع بابا نويل، كما قالت أم شعيب لتلفزيون الخبر.

وأضافت “أم شعيب” والتي لديها ٤ أطفال ثلاثة منهم في مدارس حكومية ضمن حمص لتلفزيون الخبر:”من الجيد عدم قيام المدارس الحكومية بحفلات عيد الميلاد لان ذلك يخفف الأعباء المالية علينا حيث لايمكننا الاشتراك لاكثر من طفل في الحفلة “.

وتابعت “أم شعيب” والتي تدفع 450 الف سنويا من أجل “مريم” لتلفزيون الخبر:”تركت الروضة موضوع الهدية للأهالي بأن يقدموها قبل أسبوع من الحفلة ورغم أن هذا الموضوع يشكل حساسية للأطفال من حيث نوع الهدية إلا أن مريم تحب أن يعطيها بابا نويل الهدية”.

وقارنت “أم شعيب” روضة ابنتها مع الروضة في الحي الأخر والتي يبلغ قسطها السنوي مليون ليرة حيث تقيم حفلة عيد الميلاد خارج الروضة ضمن مقهى ولكن تزيد رسوم حفلتها بمقدار الضعف عن روضة ابنتها”، كما قالت أم شعيب لتلفزيون الخبر.

واشترت أم سلطان هدية لابنتها “بيسان” بقيمة 25 الف ليرة من أجل حفلة عيد الميلاد التي تنظمها روضة ابنتها حيث بلغ اشتراك الحفلة 40 الف ليرة دون هدية ويتضمن حلويات وبابا نويل مع المهرج، كما قالت أم سلطان لتلفزيوم ااخبر

وأضافت “أم سلطان” (29 عاماً) الأم لفتاتين وصبي والتي تقيم في اللاذقية لتلفزيون الخبر:”ليس لدينا خيار في رفض حفلة عيد الميلاد ضمن الروضة فالطفل يشعر بالحماس اتجاهها قبل أسبوعين من إقامتها”.

واشتركت أم سلطان لابنها سلطان في الحفلة أيضا حيث بلغ اشتراك الاخوة الأصغر 25 الف ليرة دون هدية واشترت لهما ثياب جديدة بقيمة 200 الف ليرة لكل واحد منهما”، كما عبرت أم سلطان لتلفزيون الخبر.

وقالت “تالا” (اسم مستعار) والتي لديها ثلاثة أطفال في مدرسة خاصة ضمن حمص لتلفزيون الخبر:” تنظم المدرسة حفلة عيد ميلاد بقيمة 60 الف ليرة لكل طفل وإذا كان أكثر من طفل يوجد تخفيض بقيمة 10 الاف ورغم ذلك فإن هذا المبلغ يعتبر كبير وعبء إضافي علينا”.

وأكملت “تالا” لتلفزيون الخبر:”تجهيزات الحفلة لاتستدعي وجود كل هذه المبالغ التي تأخذها المدرسة حيث يتضمن الاشتراك بعض الحلويات ووجود بابا نويل مع بعض الأغاني دون الهدية التي نشتريها مع لباس الأطفال من اجل الحفلة”.

يذكر أن العديد من الانتقادات تلاحق المدارس والروضات الخاصة لجهة التكاليف التي تفرضها على الأهالي سواء الأقساط واللباس المدرسي ومصاريف التنقل والحفلات مع وجود تشكيك بقدرة هذه المنشأت على تقديم سوية علمية تعادل المال المدفوع نظراً لتقيدها بالقوانين المحددة لإنشائها “على الورق فقط” وغياب الرقابة حكومية عليها.

جعفر مشهدية – دمشق
بشار الصارم – حمص -تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى