جودو اللاذقية “بلا حمامات” … وفساد مسؤوليها “طفش” اللاعبين
تحظى رياضة الجودو باهتمام عالي في معظم الدول كونها تجد الاستثمار في لاعب واحد لتحقيق ميداليات عالمية أقل كلفة من الاستثمار في أية رياضة جماعية، ومن هنا كان التوجه في عدة بلدان عربية للاهتمام بها، فوجدنا أبطال جودو من مصر على سبيل المثال يرفعون الميداليات في أبرز المحافل الدولية.
وعند النظر إلى واقع الجودو محلياً، سنجدها على الهامش تحكمها الواسطات والمحسوبيات، مما يعيق تقدمها، حيث لا يجد اللاعبون أي دعم مادي أو معنوي في رياضة تعتبر مكلفة نسبياً،فأغلبهم لا يتمكنون من شراء البدلات المخصصة أو اعتماد النظام الغذائي “المكلف”، وبهذا “المستنقع” لا يتمكن أي شخص من التفرغ لممارستها وبالتالي فانها تبقى ضمن إطار الهواية.�
يعود تاريخ هذه اللعبة في الساحل السوري إلى حوالي 40 عام، بحسب تعبير أحد المدربين، الذي يرى أن “واقع اللعبة مرير بوجود من يضع العصي في دواليب تقدمها، بل أنه يسهم في تراجعها يوماً بعد يوم”.
وقال المدرب ( فضل عدم الكشف عن اسمه ) ، الذي أشرف على تخريج ابطال جمهورية وأبطال حائزين على مراتب متقدمة أسيوياً في السابق، ويشرف حالياً على حوالي 50 لاعب، لتلفزيون الخبر ، أنه يجد نفسه محكوماً بحصص تدريبية تضعها اللجنة الفنية في اللاذقية لا تتناسب مع أوقات فراغ 90 % من لاعبيه، وبالتالي “ماحدا بيحضر”.
وأضاف أن “أبطال جمهورية حاصلين على شهادات علمية ابتعدوا عن ممارسة اللعبة بسبب التصرفات الكيدية من بعض مسؤوليها في المحافظة”.
وأشار إلى أن “اللجنة الفنية تقوم بوضع أسماء لمدربين غير موجودين إلا على الورق في أوقات تدريب معينة، بهدف التضييق على بعض المدربين الاخرين”.
وبعد ابتعاد مدرب آخر عن اللعبة لمدة 3 سنوات نتيجة تصرفات البعض، عاد وسط وعود بتغيير الحال إلا أنه لم يلبث شهر إلا و”رجعت حليمة لعادتها القديمة”، مما دفع بمعظم لاعبيه (30 لاعباً معظهم من الناشئين) إلى العزوف عن الحضور إلى صالة تدريب الجودو.
وفي زيارة لتلفزيون الخبر إلى صالة الجودو في استاد الباسل باللاذقية، وجدنا أن الحمامات فعلياً غير صالحة للاستعمال بل غارقة بالأوساخ، التي لم تجد من يزيلها، على الرغم من سعي بعض المدربين لاصلاحها “ولو تمشاية حال” وعلى نفقتهم الشخصية، مع العلم أن هؤلاء المدربين لا يتقاضون أي آجر، ودون أي رسوم على اللاعبين.
وقال أحد المدربين لتلفزيون الخبر أنهم “تبرعوا لاصلاح أحد صنابير المياه في الحمامات على نفقتهم الشخصية، عبر جمع “لمة”، إلا أن رئيس اللجنة الفنية رفض المشاركة”، مضيفاً أن “هذه المشكلة تقف عائقاً أمام مشاركة الكثير من اللاعبين وخصوصاً السيدات والفتيات لهذه اللعبة”.
وشهدت بطولة السيدات والشابات التي أقيمت مؤخراً، غياب التنافسية فمن أصل 8 فئات للوزن أغلب الأوزان لم تكن ممثلة سوى بلاعبة واحدة، بحسب قول أحد المشرفين.
وقال مدرب إن “البطولة نفسها غاب عنها رئيس لجنة حكام، الذي مهمته الاشراف على البطولة بالكامل، حيث تولى رئيس اللجنة الفنية للجودو في اللاذقية هذه المهمة بنفسه، أي أنه الكاتب والمخرج والمؤلف”.
وأضاف أنه “من المفروض تواجد لجنة فرعية للحكام ولجنة فرعية مدربين وللأسف هذه اللجان الفرعية غير مفعلة، كما أن اللجنة فرعية للحكام التي تشرف على الميزان لا تشكل كذلك الأمر، ويقوم رئيس اللجنة الفنية أيضاً بهذه المهمة وحيداً دون حسيب او رقيب”.
في ظل ما تعانيه رياضة الجودو لا يوجد أية مؤشرات تدعو للتفاؤل بتقدمها أو ازدياد شعبيتها محلياً، ولكن ألا يمكن النظر إليها كبوابة لرفع اسم سوريا في المحافل العالمية.
حمزه العاتكي – تلفزيون الخبر