بعد تقريرها حول تأثير العقوبات على السوريين وظهورها مع ناشط سوري.. هجوم على المقررة الخاصة للأمم المتحدة
استشاط غضب رواد السوشال ميديا ممن يدعون “مناصرة الحريات” من المقررة الخاصة للأمم المتحدة إلينا دوهان، وذلك بعد تقريرها الذي يؤكد تأثير العقوبات أحادية الجانب الكارثي على السوريين، يضاف إلى ذلك إجراءها مقابلة مع الناشط السوري كيفورك ألمسيان.
وأفادت المقررة المعنية بالتأثير السلبي للتدابير القسرية على التمتع بحقوق الإنسان في مؤتمر صحفي بدمشق قبل أيام، أن “الإجراءات الأحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري تؤثر بشدة على حقوق الإنسان وتمنع أي جهود للتعافي المبكر وإعادة البناء والإعمار في سوريا”.
وأكملت “دوهان” أنه “لا يمكن تبرير انتهاك حقوق الإنسان الأساسية بالحديث عن النوايا الحسنة للإجراءات الأحادية الجانب، وعلى المجتمع الدولي الالتزام بالتضامن وتقديم المساعدات للشعب السوري فهذه الإجراءات ترقى لمستوى جرائم الحرب”.
وفي مقابلة أجرتها مع الناشط السوري “ألمسيان” أعربت “دوهان” عن صدمتها عندما شاهدت الأثر الهائل واسع النطاق على حقوق الإنسان، بسبب التدابير القسرية أحادية الجانب المفروضة على سوريا، وطالبت برفع هذه العقوبات لكونها تطيل من أمد الدمار والمعاناة التي يواجهها السوريين.
ونوهت “دوهان” إلى أن “90% من سكان سوريا يعيشون حاليا تحت خط الفقر، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والمياه والكهرباء والمأوى ووقود الطهي والتدفئة والمواصلات والرعاية الصحية، مع نزيف للأدمغة نتيجة الصعوبات الاقتصادية”.
وأضافت “مع تدمير أكثر من نصف البنية التحتية الحيوية بالكامل أو تضررها بشدة، أدى فرض عقوبات أحادية الجانب على القطاعات الاقتصادية الرئيسية، بما في ذلك النفط والغاز والكهرباء والتجارة والبناء والهندسة إلى القضاء على الدخل الوطني وتقويض الجهود نحو التعافي الاقتصادي وإعادة الإعمار”.
ويزعم الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأميركية أن عقوباته تستهدف الحكومة في سوريا لا الشعب، وعليه يُستثنى من العقوبات الدواء والغذاء، وهو ما يخالف ما يجري فعلياً على أرض الواقع، حيث يتم فرض العقوبات على أي دولة أو كيان يتعامل مع سوريا ولو كان التعامل في حدود تأمين حاجيات الشعب السوري الأساسية لا الحكومة، وهذا الأمر هو ما يرفع من مصداقية تقرير “دوهان”.
وما أن صدر تقرير “دوهان” حتى انطلق “مُدعو الحرية” بحملة تخوين وتشكيك بمصداقية المقررة ليس لشيء، بل لأنها تجرأت وقالت ما يعاني منه السوري بشكل حقيقي وواقعي بعيداً عن زيف وكذب ما ينشره الإعلام الغربي ويؤيده بعض السوريين في الخارج.
واستهدفت حملة “ثوار الهاي كلاس” المقررة الخاصة للأمم المتحدة أيضاً لظهورها في مقابلة مع “ألمسيان” وذلك لكون الأخير مناهض لمطالب التقسيم والعنف والاستقواء بالخارج والتبعية للاحتلال، وداعم للحوار والوحدة الوطنية، وهو ما يجعله ومن خلفه “دوهان” في مرمى التخوين على حد زعمهم.
ويعاني السوريون من أزمات اقتصادية شديدة وغياب في الخدمات نتيجة العقوبات الغربية على سوريا وشعبها، ولا سيما عقوبات الولايات المتحدة التي تحتل أجزاء من الشرق السوري.
يذكر أن “قانون قيصر” الذي طبقته أميركا في تموز 2020 من أسوأ الأسلحة التي استخدمتها ضد الشعب السوري، حيث منعت من خلاله تزويد سوريا بكل ما يساعدها على إعادة الإعمار وتجاوز الحرب، لا سيما في المواد الأساسية المتصلة بحياة المدنيين وهددت من يخرق ذلك بمروحة عقوبات واسعة.
تلفزيون الخبر