مشط الأسنان و”الكاز”.. ابتكارات “أزلية” لعلاج القمل بالمنزل
لا أحد يستطيع نسيان مشط الأسنان الرفيعة الخاص بتمشيط الشعر المبلل لإزالة الصئبان والقمل من الرأس، والغالبية من العائلات لديها ذكريات تعيسة في طرق العلاجات المنزلية القديمة التي كانت تتفنّن بأسلوبها المبتكر بديلاً عن العلاجات الأساسية.
وقالت “راما” (60 عاماً) لتلفزيون الخبر: “في الماضي عندما جاء ابني من المدرسة وهو مقمّل وضعته في أرض الديار ووجهت صنبور المياه عليه وفركت فروة رأسه لأكثر من نصف ساعة بصابونة الغار وزيت الزيتون والخل بعملية متكررة كل يوم”.
وقالت “سعاد” (40 عاماً) لتلفزيون الخبر: “من نحنا وصغار كانت أمي تغسل رؤوسنا بالشامبو الخاص بالقمل “سنان” كنوع من الوقاية مرّة في الأسبوع، وخصوصاً في أيام الشتاء والمدارس ولكن عندما وصل القمل رأس أختي استخدمت أمي مجفف الشعر للعلاج”.
وقالت “لمى” (70 عاماً) لتلفزيون الخبر: إن “ابنتي عانت الكثير عندما انتشر القمل في رأسها، وما كان لدي إلا الكاز كوسيلة علاج للتخلص منه، واذكر أن الموضوع كان يحرجها عند الذهاب إلى المدرسة ولكن ما كان لدي خيار”.
وأكدت اختصاصية الأمراض الجلدية في مشفى دمشق (المجتهد) هدى الأصيل لتلفزيون الخبر أنه “يمكن استخدام علاج القمل المنزلي ومع ذلك لا يوجد دليل سريري يؤكد فعالية العلاجات المنزلية”.
وأضافت “الأصيل”: “يجب بل الشعر وترطيبه باستخدام البلسم أو زيت الزيتون، ثم تمشيط الرأس بالكامل بدءاً من الفروة حتى الأطراف مرتين على الأقل خلال الجلسة الواحدة وتكرر العملية كل 3-4 أيام لعدة أسابيع، وحتى بعد عدم العثور على المزيد من القمل لمدة أسبوعين على الأقل”.
وأردفت “الأصيل” أنه “من الممكن استخدام مجفف الشعر ولكن الانتباه من أن يحرق فروة الرأس، وأيضاً استخدام الخل الممدد لمدة ربع ساعة على الفروة والشعر والتركيز خلف الأذنين والعنق، ثم تمشيط الشعر باستخدام مشط الصئبان الخاص”.
وانتشرت حالات الإصابة في القمل، مؤخراً، في الكثير من المدارس السورية مع بداية الفصول الدراسية من كل عام، الأمر الذي نشر “هيستيريا” حقيقية لدى الأهالي تجاه هذه المشكلة المتكررة البعيدة عن الحل وخاصة خلال سنوات الأزمة السورية، وجزء كبير منهم أعاد الأسباب إلى تقصير الجهات المعنية في النظافة والتعقيم.
ونصحت “الأصيل”: ” اتباع بعض التعليمات لتقليل فرصة الإصابة مرة أخرى بالقمل وكذلك الوقاية وخصوصاً في المدارس، وذلك بتجنب الاتصال المباشر وخاصة أثناء اللعب وممارسة الأنشطة الأخرى في المنزل والمدرسة وأماكن التجمعات”.
ويبدو أن حديث أطباء الجلدية في تجنب مشاركة الملابس والأغراض الشخصية وتجنب الاستلقاء على “هنا وهناك” لا ينطبق مطلقاً على الأطفال الذين ينكشون في حاويات القمامة، ويلعبون بأكياسها وكأنها كرات ملونة، وشعرهم متلبّد ومتّسخ دون غسيل، ناهيك عن السوريون في المخيمات التي باتت أهدافهم أكبر بكثير من التخلص من القمل.
يشار إلى أن اتباع طرق الوقاية والعناية الشخصية لتجنب العدوى والإصابة ضروري وبسيط، ولكن في الظروف التي يعاني منها كل منزل سوري من ضعف بتوريد المياه للاستحمام، ومن عدم توفّر الكهرباء التي تساعده بالحصول على حمّام ساخن ودافئ بات أقرب إلى المستحيل، ولكن لابد من المتابعة الدائمة قدر المستطاع ومحاولة إيجاد الطرق البديلة.
يذكر أن دورة حياة القمل تتراوح ما بين 30 إلى 40 يوم، وخلال هذه الفترة يضع القمل البيض في الشعر، ويطلق عليه اسم الصيبان، ويمكن أن يعيش القمل في شعر العانة، وشعر الحاجبين وشعر الرموش، ولكن يتركز تواجده في شعر الرأس، فيما يفضّل الكثيرون حتى الآن اللجوء إلى علاج القمل بالمنزل وخاصة بالمواد الطبيعية.
كلير عكاوي – تلفزيون الخبر